الدكتورة كوليت حنا
الدكتورة كوليت حنا
الأخصائية في أمراض الدم والأورام في مركز كليمنصو الطبي – بيروت
”علاجات السرطان الحديثة… نقلة نوعية في مكافحة المرض“
شهد مجال علاج السرطان في السنوات الأخيرة تحوّلات جذرية، حيث لم يعد العلاج الكيميائي التقليدي هو الخيار الوحيد المتاح. بل ظهرت مجموعة متنوعة من العلاجات الأكثر دقة وفعالية، فأحدثت ثورة في كيفية مكافحة هذا المرض. بالإضافة إلى ذلك، يُعد الكشف المبكر عن السرطان خطوة حاسمة في زيادة فرص الشفاء وتحسين نتائج العلاج، حيث يصبح العلاج أكثر فعالية وأقل تعقيدًا كلما تم اكتشاف السرطان في مراحله الأولى. الدكتورة كوليت حنا، الأخصائية في أمراض الدم والأورام في مركز كليمنصو الطبي – بيروت، تحدثت إلى مجلة “المستشفى العربي” عن العلاجات الحديثة في علاج السرطان والتقدم الحاصل على مستوى وسائل التشخيص، لتؤكد أن هذه التطورات تمثل نقلة نوعية في مجال علاج السرطان.
ما هي أبرز التطورات التي شهدها علاج السرطان في السنوات الأخيرة؟
شهد مجال علاج السرطان في السنوات الأخيرة تطورات جذرية، حيث لم يعد العلاج الكيميائي التقليدي هو الخيار الوحيد المتاح بل هناك مجموعة متنوعة من العلاجات الأكثر دقة وفعالية، ما أحدث ثورة في كيفية مكافحة هذا المرض.
من بين هذه العلاجات الحديثة، تبرز العلاجات الموجّهة التي تستهدف جزيئات محددة في الخلايا السرطانية، ما يقلل بشكل كبير من الأضرار التي تلحق بالخلايا السليمة. هذا النهج يسمح للأطباء بمعالجة السرطان بدقة متناهية مع إمكانية الحد من الآثار الجانبية السلبية التي كانت تصاحب العلاج الكيميائي التقليدي.
بالإضافة إلى ذلك، ظهرت العلاجات المناعية التي تعمل على تحفيز جهاز المناعة في الجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية. هذه العلاجات تعتمد على قوة جهاز المناعة الطبيعي في الجسم، فتصبح أكثر فعالية وأقل سمية. تبرز العلاجات المناعية المتطورة التي يسعى مركز كليمنصو الطبي في بيروت لاستقطابها في الفترة المقبلة التي يتم فيها تعديل خلايا مناعية للمريض في المختبر لتصبح قادرة على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
هذا العلاج يعتبر طفرة في علاج بعض أنواع السرطان، حيث يحقق نتائج مبهرة في حالات كانت تعتبر سابقًا غير قابلة للعلاج. لابد من الإشارة في هذا المجال إلى تطور تقنيات تشخيص السرطان في السنوات الأخيرة التي ساهمت في الكشف عن الأورام في مراحلها المبكرة، فارتفعت فرص العلاج الناجح.
بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الاختبارات المعملية أكثر دقة، مثل التسلسل الجيني، الذي يتيح تحديد نوع السرطان بدقة وتحديد العلاج الأنسب لكل حالة، ما يساهم في تحسين نتائج العلاج وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة للمرضى.
هذه التطورات مجتمعة تمثل نقلة نوعية في مجال علاج السرطان، ما يزيد من فرص الشفاء وتحسين نوعية حياة المرضى.
ما هي أنواع السرطان التي شهدت أكبر قدر من التقدم في العلاج؟
شهدت أنواع معينة من السرطان تقدمًا ملحوظًا في العلاج خلال السنوات الأخيرة بفضل التطورات الهائلة في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا الطبية، مع الإشارة إلى أن التقدم في علاجات السرطان لم يقتصر على أنواع معيّنة، بل شمل جميع أنواع السرطان بشكل عام، وذلك بفضل التقدم المستمر في الأبحاث العالمية وتطوير تقنيات جديدة مثل العلاج الجيني وغيرها.
من بين هذه الأنواع، يبرز سرطان الثدي كواحد من أكثر الأمراض التي شهدت تحسنًا كبيرًا في معدلات البقاء على قيد الحياة؛ كما شهد سرطان الرئة تطورات ملحوظة، وسرطانات الدم مثل اللوكيميا والليمفوما التي حققت تقدمًا كبيرًا بفضل العلاجات الموجهة والعلاجات المناعية التي تعتبر ثورة في علاج بعض أنواع هذه السرطانات.
ما هي أهمية الكشف المبكر عن السرطان؟ وما هي طرق الوقاية ؟
يُعد الكشف المبكر عن السرطان خطوة حاسمة في زيادة فرص الشفاء وتحسين نتائج العلاج.
فكلّما تم اكتشاف السرطان في مراحله الأولى، كان العلاج أكثر فعالية وأقل تعقيدًا.
تختلف طرق الكشف المبكر عن السرطان بحسب نوعه، لكن هناك بعض الأساليب الشائعة التي تُستخدم للكشف عن أنواع محددة؛ فمثلًا، يُعتبر فحص الماموجرام والـUltrasound من أهم الوسائل للكشف المبكر عن سرطان الثدي، بينما يُنصح المدخنون بإجراء فحص بالأشعة المقطعية (CT scan) بجرعات منخفضة من الإشعاع للكشف المبكر عن سرطان الرئة، مما يساعد على اكتشاف المرض في مراحله الأولى وزيادة فرص العلاج الناجح. بشكل عام، هناك بعض الإجراءات الوقائية لتقليل خطر الإصابة بالسرطان وزيادة فرص الشفاء في حال الإصابة به؛ يُنصح باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة الرياضة بانتظام وتقوية جهاز المناعة، وتجنب التدخين والكحول، والحفاظ على وزن صحي، بالإضافة إلى إجراء فحوصات الكشف المبكر بانتظام.
ما هي التحديات التي لا تزال تواجه الباحثين في مجال علاج السرطان؟
أود الإشارة في هذا المجال إلى وجود تقدم ملحوظ في تطوير بروتوكولات علاجية لا تعتمد على العلاج الكيميائي التقليدي، بل تستخدم علاجات فموية أو حقن تحت الجلد، ما يحسّن من جودة حياة المرضى ويقلل من الآثار الجانبية.
في المقابل، لا يزال الباحثون في مجال علاج السرطان يواجهون تحديات كبيرة أبرزها عدم القدرة على تحقيق الشفاء التام في المرحلة الرابعة من العديد من أنواع السرطان. كما أن ظهور مقاومة للأدوية الجديدة يشكل عقبة رئيسية، حيث تتطور الخلايا السرطانية لتصبح غير مستجيبة للعلاج، مما يستدعي إعادة البحث والتطوير لإيجاد بدائل فعّالة.
ما هي الاتجاهات المستقبلية في أبحاث علاج السرطان؟
تتجه أبحاث علاج السرطان نحو إمكانية تحقيق الشفاء التام وتطوير علاجات جديدة ذات آثار جانبية أقل وطأة على صحة المريض بشكل عام.
ويركّز الباحثون على تطوير علاجات أكثر دقة تستهدف الخلايا السرطانية فقط، مع تقليل الأضرار التي تلحق بالخلايا السليمة.
كما يتّجه العلماء والباحثون نحو تعزيز العلاجات المناعية التي تحفز جهاز المناعة في الجسم لمكافحة السرطان. بالإضافة إلى ذلك، يتم استكشاف تقنيات جديدة مثل العلاج الجيني الذي يحمل وعودًا كبيرة في تحسين نتائج علاج السرطان.