البروفيسور ناجي الصغير
البروفيسور ناجي الصغير
أستاذ الطب ورئيس مركز التميز لعلاج سرطان الثدي بمعهد نايف باسيل للسرطان في الجامعة الأميركية في بيروت – المركز الطبي
”تطورات علاج السرطان: آمال جديدة وعلاجات مبتكرة“
يشهد مجال علاج السرطان تطوراً متسارعاً وغير مسبوق، حيث بات الشفاء من هذا المرض أمراً واقعاً بالنسبة لكثير من المرضى. ساهم في تحقيق هذا الإنجاز التقدم الهائل في مجال العلوم الحيوية والطب الجزيئي الذي أتاح لنا فهمًا أعمق لآليات تطور السرطان وتحديد الأهداف الجزيئية الدقيقة للعلاج. فالأدوية المهدّفة والعلاجات المناعية والتقنيات الجينية وغيرها من التطورات، غيّرت قواعد اللعبة في مكافحة هذا المرض الخبيث. يؤكد البروفيسور ناجي الصغير أهمية الإستثمار المستمر في البحث العلمي لتطوير المزيد من العلاجات جديدة والفعّالة، ويشدّد على أهمية التعاون الدولي بين الباحثين والأطباء لتسريع وتيرة الإكتشافات العلمية وتبادل الخبرات والمعرفة. وفي حوار شامل مع مجلة “المستشفى العربي”، أعرب البروفيسور الصغير عن فخره بمساهمة مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت بالأبحاث السريرية العربية والعالمية، حيث يتم العمل جنبًا إلى جنب مع العلماء والأطباء في أوروبا وأميركا وأوستراليا والدول العربية لتطوير علاجات جديدة وفعّالة، ووجّه الدعوة إلى الحكومات العربية لزيادة الإستثمار في الأبحاث الطبية لتطوير القطاع الصحي واستقطاب الكفاءات الطبية التي تعمل في الخارج والحد من هجرة العقول.
البروفيسور ناجي الصغير هو أستاذ الطب ورئيس مركز التميز لعلاج سرطان الثدي بمعهد نايف باسيل للسرطان والرئيس السابق لقسم أمراض الدم والسرطان في الجامعة الأميركية في بيروت – المركز الطبي؛ له أكثر من 160 بحثاً طبياً وهو مؤلّف مشارك بإرشادات علاج سرطان الثدي الدولية.
حائز على جائزة عميد كلية الطب للتميز بالأبحاث في الجامعة الأميركية في بيروت، وجائزة التميز في البحث العلمي في لبنان، وجائزة الملك حسين لأبحاث السرطان، ووسام الاستحقاق الجمهوري اللبناني ووسام الأرز الوطني برتبة ضابط ورتبة “كومندور” لإنجازاته في مجال التوعية والكشف المبكر وتطوير الأبحاث السريرية والجينية وشفاء المرضى.
كما يشغل منصب الرئيس المؤسّس للجمعية اللبنانية لأطباء التورم الخبيث، الرئيس المؤسس للجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي، وهو الرئيس السابق للجنة العالمية للجمعية الأميركية لعلاج السرطان، ومؤلف كتاب “الف باء أمراض الثدي” باللغة العربية. وفي ما يلي نص الحوار.
ما هي التطورات الرئيسية التي غيّرت وجه علاج السرطان في السنوات الأخيرة؟
إن التغيرات التي أحدثت ثورة في علاج السرطان ترتكز بشكل أساسي على الإكتشافات العلمية الحديثة في مجال البيولوجيا، وتطور التقنيات التشخيصية، بالإضافة إلى ابتكار علاجات مبتكرة.
بشكل عام، يعتمد تشخيص السرطان على تقييم شامل لحالة المريض، يشمل التاريخ المرضي والفحص البدني، يليها إجراء مجموعة من الفحوصات التشخيصية مثل التصوير والتحاليل المخبرية، وبعد ذلك يتم تحديد خطة العلاج المناسبة.
على مستوى الفحوصات الطبية
حقّق العلماء تقدماً كبيراً في فهم آليات تطور السرطان. فمن خلال دراسة الحمض النووي، وهو المادة الوراثية التي تحمل المعلومات اللازمة لبناء الجسم، أصبحنا قادرين على تحديد التغيرات الجينية التي تؤدي إلى تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية. الحمض النووي يتواجد داخل نواة الخلية على شكل كروموسومات تحتوي على الجينات، وهي الوحدات الوراثية الأساسية التي تحدد صفاتنا. عندما تحدث طفرة في جين ما، فإنها تغير المعلومات الوراثية التي يحملها، ما يؤدي إلى إنتاج بروتينات معطلة لا تعمل بشكل صحيح. هذه البروتينات المعطلة يمكن أن تسمح أو تتسبب باضطرابات في نمو الخلية وتكاثرها بشكل غير طبيعي. السرطان ينشأ عندما تتراكم العديد من هذه الطفرات في الحمض النووي، ما يؤدي إلى فقدان الخلية لقدرتها على التحكم في دورة حياتها.
هذا يؤدي إلى نمو غير مُضبوط للخلايا وتكوين الأورام. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للخلايا السرطانية أن تنتج بروتينات وإنزيمات تساعدها على غزو الأنسجة المجاورة والإنتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم عن طريق الدم أو الجهاز الليمفاوي.
على مستوى التشخيص
حقق مجال التصوير الطبي قفزات نوعية في السنوات الأخيرة وحلّت التقنيات الرقمية محل التقنيات التقليدية في التصوير الشعاعي، كما تطورت أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي وكذلك التصوير النووي. تتميز هذه التقنيات الحديثة بقدرتها على إنتاج صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة لأعضاء الجسم الداخلية، ما يساعد الأطباء على اكتشاف التغيرات المرضية في مراحل مبكرة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التصوير بالرنين المغناطيسي يوفر معلومات مفصلة عن الأنسجة الرخوة في الجسم، ما يجعله أداة قيّمة في تشخيص العديد من الأمراض، بما في ذلك الأورام.
أما التصوير بالموجات فوق الصوتية فيستخدم الموجات الصوتية لتكوين صور للأعضاء الداخلية؛ وتقنية المسح الضوئي بالإصدار البوزيتروني (PET Scan) فهي تعتبر من أحدث التقنيات في مجال التصوير الطبي النووي، حيث تستخدم مواد مشعة خاصة تتجمع في الخلايا السرطانية، مما يساعد الأطباء على تحديد موقع وانتشار الورم ونشاطه بشكل دقيق.
على مستوى العلاجات
شهد علاج السرطان تطورات جذرية في السنوات الأخيرة، فانتقلنا من العلاجات التقليدية التي تؤثر على الجسم بأكمله إلى علاجات أكثر استهدافاً للخلايا السرطانية. العلاجات المهدّفة تعمل على استهداف بروتينات معينة موجودة على سطح الخلايا السرطانية أو داخلها. هذه البروتينات تلعب دوراً حاسماً في نمو الخلايا السرطانية وانتشارها.
من خلال منع عمل هذه البروتينات، يمكن للعلاجات المهدّفة أن تُوقف نمو الأورام وتمنع انتشارها وتقتلها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العلاجات المناعية تعتبر من أحدث التطورات في مجال علاج السرطان. هذه العلاجات تعمل على تقوية جهاز المناعة في الجسم، ما يمكّنه من التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها. خلايا الجهاز المناعي، مثل الخلايا التائية والخلايا البائية، تلعب دوراً حيوياً في الدفاع عن الجسم ضد الأمراض، وعندما تكتشف هذه الخلايا وجود خلايا سرطانية فإنها تعمل على مهاجمتها وتدميرها.
إن الجمع بين العلاجات المهدّفة والعلاجات المناعية والعلاجات التقليدية من جراحة وعلاجات شعاعية وأدوية كيميائية يمثل نقلة نوعية كبرى في علاج السرطان، حيث يوفر خيارات علاجية أكثر فعالية وأقل سمّية للمرضى.
كيف يؤثر التقدم العلمي والتكنولوجي على فرص الشفاء من السرطان وتحسين نوعية حياة المرضى؟
في الواقع، لقد غيّر التقدم العلمي والتكنولوجي بشكل كبير الطريقة التي نتعامل بها مع مرض السرطان. بفضل الأبحاث العلمية، تمكّنا من التوصل إلى فهم أفضل لكيفية نشوء الخلايا السرطانية وتطورها. هذا الفهم سمح لنا بتطوير علاجات تستهدف الخلايا السرطانية بشكل مباشر.
تعتمد هذه العلاجات على مبدأ بسيط وهو إما منع الخلايا السليمة من التحول إلى خلايا سرطانية، أو إيقاف نمو الخلايا السرطانية الموجودة، أو قتلها. بالإضافة إلى ذلك، تساعد العلاجات المناعية الجسم على محاربة السرطان بشكل أكثر فعالية من خلال تقوية جهاز المناعة.
بفضل فك شفرة الجينوم البشري وتطوير تقنيات التسلسل الجيني، أصبح بإمكاننا تحديد الطفرات الجينية المحددة التي تسبب السرطان لدى كل مريض. هذا التخصيص الجيني سمح بتطوير علاجات مهدّفة تعمل على استهداف هذه الطفرات بشكل مباشر، ما يزيد من فعالية العلاج ويقلّل من الآثار الجانبية؛ بالإضافة إلى ذلك، فإن تحليل البيانات الضخمة الناتجة عن الأبحاث الوراثية والبيولوجية ساهم في اكتشاف روابط جديدة بين الجينات والسرطان، ما يفتح آفاقاً جديدة لتطوير علاجات مبتكرة.
ما هو دور الذكاء الاصطناعي في تسريع عملية اكتشاف الأدوية الجديدة وتحسين تخطيط العلاج؟
يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايد الأهمية في تحسين الرعاية الصحية. فمن خلال الدقة الأعلى بالتشخيص وتسريع عملية اكتشاف الأدوية وتحسين تخطيط العلاج، يساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين نوعية حياة المرضى وإطالة أعمارهم. ومع استمرار التطور التكنولوجي، يمكننا توقع المزيد من التطورات المذهلة في هذا المجال.
يتميز الذكاء الاصطناعي بقدرته على معالجة كميات هائلة من البيانات الطبية في وقت قياسي، ما يتيح للباحثين والأطباء اكتشاف الأنماط والعلاقات بين مختلف العوامل المؤثرة على المرض؛ كما يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية لتحديد وجود الأمراض وتقييم شدّتها بدقة أكبر. كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الباثولوجية.
يمكن الإستفادة من الذكاء الاصطناعي في تصميم جزيئات دوائية جديدة، وتوقع فعاليتها وسلامتها. كما يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع عملية اختبار الأدوية على نماذج حيوانية وخلايا بشرية؛ ويساعد الأطباء على اتخاذ قرارات علاجية أكثر دقة بوقت قياسي، وذلك من خلال تقديم توصيات مبنية على البيانات والأدلة العلمية.
وفي هذا الإطار، أود التأكيد على أن دور الذكاء الاصطناعي والروبوتات يكمن في مساعدة الأطباء فقط من دون أن تحل محلّهم.
بالحديث عن العلاجات الحديثة والمتطورة، هلّا قدمت لنا نبذة عن أنواع من السرطان كانت عصية على العلاج وأصبحت اليوم قابلة للشفاء؟
بالنسبة للتطورات الحديثة، لقد أدى التقدم في مجال علم الجينات إلى فهم أعمق لأسباب الإصابة بالسرطان. فقد اكتشف العلماء أن التغيرات في الحمض النووي تلعب دورًا حاسمًا في تطور العديد من أنواع السرطان. وبناءً على هذه الاكتشافات، تم تطوير علاجات مهدّفة تعمل على استهداف التغيرات الجينية المحددة الموجودة في الخلايا السرطانية.
أحدثت العلاجات المناعية ثورة في علاج العديد من أنواع السرطان، بما في ذلك علاج سرطان الرئة.
تعمل هذه العلاجات على تنشيط جهاز المناعة في الجسم لتمكينه من التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها وتدميرها. بفضل هذه التطورات، أصبح هناك أمل أكبر في شفاء مرضى سرطان الرئة وتحسين نوعية حياتهم.
كما حققت العلاجات المناعية تقدمًا ملحوظًا في مجال علاج سرطان الجلد. هذه العلاجات تستهدف جهاز المناعة نفسه، وتعمل على تنشيطه ليكتشف الخلايا السرطانية ويهاجمها؛ أحد أهم أنواع العلاجات المناعية المستخدمة في علاج سرطان الجلد هي مثبطات نقاط التفتيش (Immune Checkpoint Inhibitors).
تعمل هذه المثبطات على إزالة الحواجز التي تضعها الخلايا السرطانية لمنع جهاز المناعة من مهاجمتها. وقد أدى استخدام هذه العلاجات إلى تحسّن كبير في نتائج علاج سرطان الجلد، حيث حقق العديد من المرضى شفاءً كاملاً.
علاج سرطان الثدي شهد بدوره تطورات جوهرية بفضل التقدم في مجال الجراحة الترميمية والشعاعية للحفاظ على الثدي وجراحة العقد الليمفاوية والأبحاث المخبرية والسريرية؛ فقد تمكن العلماء من تحديد العديد من العوامل التي تساهم في نمو هذا المرض وانتشاره، ما سمح بتطوير علاجات أكثر استهدافًا وفعالية.
فقد عرفنا منذ فترة طويلة أن هرمون الاستروجين يلعب دورًا مهمًا في نمو بعض أنواع سرطان الثدي؛ ولذلك، تم تطوير أدوية مثل التاموكسيفين تعمل على حجب تأثير هذا الهرمون، ما يبطئ نمو الخلايا السرطانية ويتسبب بموتها.
بالإضافة إلى ذلك، تم اكتشاف بروتينات أخرى مثل HER2 تلعب دورًا حاسمًا في نمو بعض أنواع سرطان الثدي. وقد أدى هذا الاكتشاف إلى ثورة في علاج المرضى بتطوير علاجات مهدّفة تعمل على منع عمل هذا البروتين، ما يؤدي إلى تدمير الخلايا السرطانية.
العلاجات المناعية Immune Checkpoint
Inhibitors بدورها أظهرت نتائج واعدة في علاج سرطان الثدي، خاصة تلك الأنواع التي يصعب علاجها بالطرق التقليدية. وتعمل أدوية مثبطات PARP على استهداف الأورام التي تحمل طفرة BRCA، ما يؤدي إلى موت الخلايا السرطانية. بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير علاجات مهدّفة وهي مثبطات انزيمات “س د ك 4/6” التي تساعد مضادات مستقبلات الهرمونات في سرطان الثدي، ما يقلل من نمو الأورام المعتمدة على الهرمونات.
هذا وانتقلنا من استعمال هذه الأدوية في الحالات المنتشرة إلى حالات المراحل الأولى ذات خطورة عالية في حدوث انتكاسة جديدة نسبياً.
علاج سرطان الجهاز الهضمي شهد بدوره تقدمًا ملحوظًا بفضل التقدم في مجال الأبحاث، حيث تمكّن العلماء من تطوير علاجات ساهمت في تحسين فرص شفاء المرضى وزيادة فترة بقائهم على قيد الحياة. تعتمد العلاجات الحديثة لسرطان الجهاز الهضمي على مجموعة متنوعة من الإستراتيجيات، بما في ذلك العلاجات المهدّفة التي تستهدف جزيئات محدّدة موجودة على سطح الخلايا السرطانية، والعلاجات المناعية التي تعمل على تنشيط جهاز المناعة لمكافحة الخلايا السرطانية. بالإضافة إلى ذلك، لقد أسهمت الأبحاث في التوصل إلى مثبطات نقاط التفتيش (Immune Checkpoint Inhibitors) ومضادات نمو الاوعية الدموية التي تقطع الغذاء عن الخلايا السرطانية بحيث لا يصل الأوكسجين والغذاء إلى الخلية السرطانية.
شهد علاج سرطان الرحم والمبيض تطورات كبيرة في مجال الجراحة، حيث أصبح بالإمكان إجراء عمليات جراحية واسعة لاستئصال الأورام بشكل كامل، سواء في الرحم أو المبيضين أو الأنسجة المحيطة واعطاء العلاجات الكيميائية والمهدّفة. وفي الحالات التي لا يمكن فيها إزالة الورم جراحيًا بالكامل، يتم استخدام العلاج الكيميائي لتقليص حجمه قبل إجراء الجراحة.
كما أحرزت مثبطات نقاط التفتيش تقدمًا كبيرًا في علاج سرطان الكلى، حيث تعمل على تنشيط جهاز المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية مباشرة، ما يزيد من فرص الشفاء ويبطئ من تطور المرض.
علاج سرطان البروستاتا تطور بشكل كبير
ويعتمد على العلاج الهرموني المضاد. معظم خلايا سرطان البروستاتا تعتمد على هرمون التستوستيرون للنمو والانتشار. لذلك، فإن هدف العلاج الهرموني هو تقليل مستويات هذا الهرمون في الجسم أو منع تأثيره على الخلايا السرطانية. وقد أثبتت العلاجات الهرمونية فعاليتها في إطالة عمر المرضى المصابين بسرطان البروستاتا وتقليل أعراض المرض.
ما هي آلية عمل العلاج بالخلايا التائية (CAR-T Cell)؟ وكيف يختلف عن العلاجات التقليدية؟
يعتبر العلاج بالخلايا التائية (CAR-T Cell) من أحدث العلاجات المناعية الواعدة في مجال مكافحة السرطان. تتميز هذه التقنية بقدرتها على استهداف الخلايا السرطانية بشكل انتقائي، ما يقلل من الآثار الجانبية على الأنسجة السليمة.
في هذه التقنية، يتم سحب الخلايا التائية من جسم المريض، ثم يتم تعديلها وراثيًا في المختبر لتصبح قادرة على التعرف على أنواع معينة من الخلايا السرطانية وقتلها. بعد ذلك، يتم انتاج كميات كبيرة جداً منها وتُحقن هذه الخلايا المعدلة في جسم المريض لتقوم بمهاجمة الخلايا السرطانية وتدميرها بشكل انتقائي.
تتميز الخلايا التائية بقدرتها على التكاثر داخل الجسم، ما يوفر إمدادًا مستمرًا من الخلايا القاتلة للسرطان. كما أنها قادرة على تذكّر الخلايا السرطانية التي دمرتها سابقًا، ما يجعلها أكثر فعالية في منع عودة المرض.
العلاج بالخلايا التائية (CAR-T Cell) يُستخدم بشكل واسع حاليًا لعلاج أنواع معينة من سرطان الدم والليمفوما. ومع ذلك، فإن الأبحاث تسير بخطى سريعة لتوسيع نطاق استخدامها في علاج أنواع أخرى من السرطان.
ماذا عن مثبطات نقاط التفتيش المناعية (Immune Checkpoint Inhibitors)؟ كيف تعمل على تقوية جهاز المناعة لمحاربة السرطان؟
مثبطات نقاط التفتيش (Immune Checkpoint Inhibitors) هي أدوية حديثة تعمل على كسر الحاجز الذي تبنيه الخلايا السرطانية. هذه الأدوية تمنع بروتين PD-L1 من الارتباط ببروتين PD-1 ما يسمح للخلايا التائية بالقضاء على الخلايا السرطانية. وبالتالي، فإن مثبطات نقاط التفتيش تعمل على تنشيط الجهاز المناعي بشكل طبيعي لمكافحة السرطان.