مستشفيات

مؤسسة حمد الطبية تنجح في إجراء عملية جراحية لزراعة الكلى بين زوجين من الهند

مؤسسة حمد الطبية تنجح في إجراء عملية جراحية لزراعة الكلى بين زوجين من الهند

الدكتور يوسف المسلماني

أجريت بمؤسسة حمد الطبية عملية جراحية ناجحة لزراعة الكلية بين زوجين هنديين، حيث تم نقل كلية الزوجة وزراعتها للزوج بعد الخضوع لتحاليل مكثفة بهدف التأكد من إمكانية تبرعها بكليتها لزوجها. وكان فيصل كوفومال من الهند والبالغ من العمر 50 عاماً يعاني من الفشل الكلوي وخضع لزراعة كلية لأول مرة خارج قطر عام 2017، ثم تعرض لمضاعفات أدت لتفاقم حالته الصحية.

الدكتور يوسف المسلماني، المدير الطبي لمستشفى حمد العام ومدير مركز قطر لزراعة الأعضاء، قال إن نجاح هذه العملية يعود لجهود الكادر الطبي من جميع التخصصات إلى جانب التطور الطبي الذي تشهده الدولة عبر توفير أحدث التقنيات الجراحية.

وأضاف الدكتور المسلماني: “في عام 2022 قمنا بزرع 41 كلية، بمعدل نجاح 100٪ ، من بينها 25 عملية زرع كلى من متبرعين أحياء و16 عملية زرع كلى من متبرعين متوفين، ونستهدف إجراء 50 عملية زرع كلى خلال العام الحالي، أي بمعدل عملية كل أسبوع، وقد أجرينا 24 عملية زراعة  كلى حتى اليوم وكلها عمليات ناجحة من دون أي مضاعفات ومن بينها 15 عملية من متبرعين أحياء بينهم 6 متبرعين قطريين ، كما أجريت 9 عمليات زراعة كلى من متبرعين متوفين بينهم ثلاثة متبرعين قطريين”. 

وأكد الدكتور المسلماني أنه جرى مؤخراً استخدام أدوية حديثة لأول مرة في قطر من شأنها تقليل إفراز المضادات في أجسام المرضى بهدف تهيئتهم لعمليات زراعة الكلى، الأمر الذي يقلّل من فترات انتظار المرضى الذين يعانون من إفرازات مضادات الدم في أجسامهم، ومع هذه الأدوية أصبح لهؤلاء المرضى فرصة لعمليات الزراعة. وأوضح الدكتور المسلماني أن عدد عمليات زرع الكلى في مؤسسة حمد الطبية يعتمد على توافر المتبرعين وتطابق جميع شروط التبرع بين المتبرع والمريض، مؤكداً أن المرضى قبل إجراء العملية يخضعون لفحوصات روتينية للتأكد من شروط التبرع وصحة المتبرع. 

الدكتور المسلماني أشار إلى أن مركز قطر لزراعة الأعضاء يعد من بين الأفضل على مستوى العالم كون هذا النوع من العمليات يعتبر من العمليات الجراحية الدقيقة على مستوى العالم لحاجتها إلى خبرات متعددة وإمكانيات حديثة، مشيراً إلى أن عملية أخذ الكلى من المتبرع تجرى عن طريق المنظار. 

ودعا الدكتور المسلماني أفراد المجتمع إلى الحذر عند إجراء عمليات زرع الكلى في الخارج تفادياً لأي مضاعفات قد تحدث بعد إجراء العمليات، وقال:”نحن في مؤسسة حمد نحرص على إجراء عمليات زراعة الكلى ضمن تدابير صحية عالية المستوى للتأكد من تطابق شروط التبرع وبما لا يسبب للمريض أي مضاعفات بعد إجراء العملية، ونحن بأمس الحاجة إلى تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء لأنها تنقذ حياة الكثير من المرضى الذين يعانون من فشل مزمن في أحد أعضاء الجسم حيث تمنحهم عمليات زراعة الأعضاء الفرصة في العودة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي”.  

من جهته، وجّه المريض فيصل كوفومال وزوجته الشكر إلى دولة قطر ومؤسسة حمد الطبية عرفاناً منهما على الرعاية الطبية التي تلقياها في مؤسسة حمد الطبية قائلاً: “أشعر أنني بصحة جيدة ولم أعاني من أي مضاعفات بعد العملية التي أجريتها في بداية شهر يونيو الماضي، وأشكر كل الأطباء الذين تابعوا حالتي منذ بداية إجراء الفحوصات وبعد إجراء العملية، هذه العملية أعادت لي الأمل لأحافظ على أسرتي وأتخلص من آثار الفشل الكلوي التي أصابتني قبل حوالى 15 عاما”.

أما الزوجة سميرة 40 عاماً، فقد عبّرت عن سعادتها بنجاح العملية التي من شأنها التخفيف من معاناة زوجها ليتسنى له متابعة حياته بشكل شبه طبيعي، قائلة: “اقترحت التبرع بكليتي لزوجي ليتسنى له متابعة حياته بشكل طبيعي بعد معاناته مع الفشل الكلوي، لم يكن القرار سهلا بالنسبة لي لكنني حين لمست المتابعة الطبية والإمكانيات الحديثة في مؤسسة حمد الطبية خلال المتابعة والفحوصات الروتينية، تشجعت وشعرت أن كل شيء سيكون بخير ونحمد الله على نجاح العملية ونشكر كل من ساعدونا لجعل هذا الأمنية ممكنة”. 

يشار إلى أن دولة قطر تمتلك برامج لزراعة الكلى والكبد والرئة، حيث يقوم جراحون متخصصون في مؤسسة حمد الطبية بإجراء هذه العمليات، بالاعتماد على أحدث التجهيزات والمرافق الطبية التي تساعد في تقديم رعاية عالية المستوى لجميع المرضى، حيث يحصل المرضى على الأعضاء التي هم في أمس الحاجة إليها من أشخاص أو أقرباء أحياء أو من قوائم الأشخاص المسجلين للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة، حيث يكون التبرع بالأعضاء بعد الوفاة من خلال قيام الشخص أثناء حياته بالتسجيل في سجلات التبرع بالأعضاء والتعهد بالسماح بالاستفادة من أعضائه بعد وفاته في عمليات زراعة الأعضاء، ويمكن لمتبرع واحد المساهمة في إنقاذ حياة ثمانية مرضى من خلال التبرع بهذه الطريقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى