UCLA Health تُطلِق تجربة سريرية باستخدام لقاح السرطان الشخصي لمكافحة أورام الدماغ الحادة لدى المراهقين والشباب
UCLA Health تُطلِق تجربة سريرية باستخدام لقاح السرطان الشخصي لمكافحة أورام الدماغ الحادة لدى المراهقين والشباب
يقود نظام الرعاية الصحيّة لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA Health) تجربة سريرية رائدة لمكافحة أحد أكثر أنواع سرطان الدماغ شراسة باستخدام لقاح السرطان المخصص بحسب حالة كل مريض ووضع جهازه المناعي. تمثل هذه الدراسة الرائدة التجربة الأولى على الإنسان لـ UCLA Health للقاح يستهدف على وجه التحديد الورم الدبقي المنتشر في الرأس، وهو ورم خبيث في الدماغ يصيب المراهقين والشباب بشكل أساسي. تمثل التجربة، الممولة من وزارة الدفاع الأميركية والمعاهد الوطنية للصحة (NIH) والمانحين الأسخياء، تقدمًا كبيرًا في معالجة هذه المشكلة.
تم تطوير اللقاح في مركز UCLA Health Jonsson الشامل للسرطان، وهو يستهدف الورم الدبقي المنتشر الذي يحتوي على الطفرة H3 G34، والذي يتميز بطفرة في جين H3-3A مما يعطل بروتينات الهيستون ويؤدي إلى اضطرابات شديدة في معالجة الحمض النووي الريبي. تؤثر هذه الطفرات بشكل كبير على تطور السرطان واستجابته للعلاج. وقد أظهرت التجارب السريرية الأولية نتائج واعدة. وتهدف التجارب الجارية حاليًا إلى البناء على هذا النجاح، مما قد يؤدي إلى إنتاج أحد أول لقاحات السرطان المخصصة لهذه الحالات.
الورم الدبقي المنتشر في الرأس هو نوع شرس معروف من أشكال السرطان والذي غالبًا ما يقاوم العلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي. لكن البيانات السريرية الحديثة المشجّعة توفّر الأمل للباحثين والمتخصّصين في برنامج أورام الدماغ عند الأطفال في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، لناحية إمكانية تحويل هذه النجاحات الأولية إلى علاج يحسّن بشكل كبير من نتائج المرضى.
تصنيع اللقاح
يعمل اللقاح عن طريق تعزيز وظيفة الخلايا التغصنية، وهي خلايا متخصصة قادرة على تفعيل الاستجابات المناعية. من خلال تعزيز هذه الخلايا، يهدف اللقاح إلى مساعدة الجهاز المناعي في التعرف على التغيرات المحددة في الحمض النووي الريبوي لخلايا السرطان واستهدافها. هذه التغيرات، التي تُميِّز هذا السرطان عن غيره من الأنواع، تتيح للجهاز المناعي التعرف على خلايا الورم ومهاجمتها بشكل أفضل.
ستبدأ التجربة السريرية مع مرضى يبلغون من العمر 18 عامًا وما فوق، ومن ثم ستشمل لاحقاً المرضى الأصغر سنًا، بدءًا من سن الخامسة. الهدف الرئيسي لهذا العمل هو تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة بين الأشخاص المصابين بالورم الدبقي المنتشر في الرأس، وربما إطالة حياة أولئك الذين يعانون من هذا السرطان المدمِّر. يسعى مركز علاج السرطان في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، ليس فقط إلى استهداف هذا النوع الشرس من السرطان والقضاء عليه، ولكن أيضًا إلى تطوير استجابة مضادة للورم طويلة الأمد يمكن أن تُشكِّل معيارًا جديدًا في علاج السرطان.
وضع الأسس للتجربة السريرية
تم تطوير هذا اللقاح بقيادة الدكتور أنطوني وانغ، الذي كرس سنوات لتطوير هذا العلاج المبتكر. تحظى جهود الدكتور وانغ بدعم خبراء آخرين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، بمن فيهم الدكتورة ليندا لياو والدكتور روبرت برينس، الّلذان يُعرفان بأعمالهما الرائدة في مجال العلاج المناعي. وقد كان لمساهماتهما دور حاسم في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة.
سيتم تصنيع اللقاح في منشأة العلاج الجيني والخلايا البشرية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وهي مؤسسة متطورة بقيادة الدكتورة دون وارد والدكتورة سونجا رافال فرنانديز. هذه المنشأة، هي واحدة من أولى المنشآت من نوعها المملوكة للجامعة في الولايات المتحدة، وهي جزء لا يتجزأ من نجاح المشروع. ويركز فريق البحث على ضمان أن يفي اللقاح بالمعايير الصارمة لإدارة الغذاء والدواء (FDA)، بما في ذلك التحكّم الدقيق في الجودة والالتزام ببروتوكولات السلامة. وبالإضافة إلى لقاح الورم الدبقي، تمتد مهمة المركز لتطال الفهم والوقاية من مجموعة واسعة من الأمراض والسرطانات. فالعلاجات المناعية الفعالة للسرطان تتطلب فهماً عميقاً لمستضدات الورم المستهدفة من قبل الجهاز المناعي. الطفرة H3 G34R في الهيستون، التي تعتبر جوهرية في هذا البحث، تؤثر على تنظيم الحمض النووي الريبوي (mRNA)، مما يؤدي إلى تغييرات مميزة في معالجة الحمض النووي الريبوي. هذه التغيرات تنتج مستضدات جديدة يتم التعرف عليها من قبل الخلايا الليمفاوية التائية، وهي مهمة لتطوير لقاح الخلايا التغصنية.
تُعد أداة IRIS (Isoform Peptide from RNA Splicing for Immunotherapy target Screening)، التي تم تطويرها بالتعاون مع مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، ضرورية لتحديد هذه المستضدات الجديدة.
هذه الأداة الحاسوبية تتنبأ بالمنتجات المتأتية من اضطراب تنظيم الحمض النووي الريبوي والتي من المحتمل أن تثير استجابة مناعية، مما يوجه تطوير اللقاح. من خلال تحديد هذه الأهداف، يسعى الفريق إلى زيادة فعالية اللقاح وتحسين نتائج المرضى.
إن منشأة العلاج الجيني والخلايا البشرية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، بالإضافة إلى الباحثين والأطباء، متفائلون بأن هذا النهج الجديد سوف يحوِّل علاج الأورام الدبقية ويضع معايير جديدة في مجال رعاية مرضى السرطان. وهم يعتقدون بأن لقاحات السرطان المستهدفة والتي يتم تطويرها، سوف تتكيف مع هذه الأورام وتقضي على الخلايا السرطانية بشكل فعال، مما يمنح الأمل في علاجات أكثر فعالية، وخاصة للمرضى الأصغر سناً الذين يعانون من سرطانات الدماغ الحادّة. يعكس التصميم الريادي لنظام الرعاية الصحيّة لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس على تقديم رعاية متقدمة لمرضى السرطان، التزامها بمعالجة التحديات الطبية المعقدة وتحسين نتائج المرضى. وقد يمثّل نجاح هذه التجربة السريرية تقدمًا كبيرًا في علاج الأورام الدبقية، مما قد يقدِّم أملًا جديدًا للمصابين بهذه السرطانات.