وزير العدل الأميركي الأسبق يختار مستشفى جامعة شيكاغو لإجراء جراحة قلب روبوتية وبأقل تدخل جراحي
وزير العدل الأميركي الأسبق يختار مستشفى جامعة شيكاغو لإجراء جراحة قلب روبوتية وبأقل تدخل جراحي

عندما احتاج وزير العدل الأميركي الأسبق جون آشكروفت إلى جراحة قلب، لم يفكر إلا في مكان واحد: مستشفى جامعة شيكاغو. كما اختار الجرّاح الذي يريده: رائد جراحة القلب الروبوتية الدكتور حسام ح. بلخي. وقال آشكروفت، الذي خدم في عهد الرئيس جورج دبليو بوش من عام 2001 حتى عام 2005: ”كان طموحي الذهاب إلى أفضل مكان ممكن“.
وكان آشكروفت قد حضر مؤخرًا إلى مستشفى جامعة شيكاغو لإزالة ورم حليمي ليفي مرن، وهو نمو على الصمام الأبهري كان يعرّضه لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. أثناء مراجعة الصور قبل الجراحة، وجد بلخي وفريقه مشكلة أخرى. لم يكن الصمام الأبهري للمريض ينغلق بإحكام، مما تسبب في تسرّب الدم بشكل عكسي مع كل نبضة قلب، بدلاً من الانتقال من القلب لتزويد الجسم بالأوكسجين. عندها أوصى بلخي، مدير جراحة القلب الروبوتية وبأقل تدخل جراحي في مستشفى جامعة شيكاغو، باستبدال الصمام الأبهري بالكامل. وقد وافق آشكروفت على ذلك.
عرف آشكروفت، الذي بلغ من العمر في مايو 82 عامًا، أنه يريد جراحة بأقل تدخل جراحي لتجنّب فترة التعافي الطويلة والصعبة أحيانًا، من جراحة القلب المفتوح. تتضمن هذه العمليات الجراحية شقًا طويلًا، حيث يتم تقسيم عظم الصدر وتوسيع النصفين للوصول إلى القلب. كان آشكروفت قلقًا من أنه قد لا يتعافى بما يكفي لاستخدام المنشار الآلي وقيادة الجرارات في مزرعته في ميسوري والتي تبلغ مساحتها 230 فدانًا.
بعد يومين من إجراء الدكتور بلخي لجراحة القلب الروبوتية في 25 مارس، تم نقل آشكروفت إلى فندق في شيكاغو. وبعد ثلاثة أيام عاد المريض إلى المنزل، وتمكن في الشهر التالي من إلقاء خطاب. قال آشكروفت: ”قدنا مسافة 500 ميل من دون توقف. لو كنت قد أجريت عملية قلب مفتوح عادية، لما تمكّنت من القيام بذلك“.
خبرة في استبدال الصمام الأبهري الروبوتي
يتميز مستشفى جامعة شيكاغو بخبرته التي تبلغ 11 عامًا من استخدام الروبوتات الجراحية لإجراء جميع أنواع جراحات القلب، بدلاً من التركيز على نوع واحد فقط من العمليات مثل إصلاح الصمام الميترالي.
يضيف الدكتور بلخي أنه من بين الأماكن القليلة في البلاد التي تجري استبدال الصمام الأبهري بالتنظير الداخلي الكامل – العملية التي أجراها آشكروفت. يعني التنظير الداخلي أن الجرّاح يستخدم أدوات للنظر داخل الجسم، بدلاً من فتحه. في هذه الحال يبقى عظم الصدر للمريض سليمًا، وتسمح خمسة شقوق صغيرة بين الضلوع بوضع منافذ لأذرع الروبوت الثلاثة الرقيقة، وكاميرا، ومكان لإدخال الصمام البديل. الصمام الجديد لآشكروفت مصنوع من أنسجة قلب بقرة. باستخدام وحدة التحكم مع عرض مكبّر عالي الدقة للقلب، يستخدم بلخي مجموعة من وحدات التحكم لتحريك الأذرع الروبوتية بدقة أثناء إجراء الجراحة، علمًا أنه يستخدم الروبوتات في جميع عملياته الجراحية. ويوضح بلخي قائلاً: ”يؤدي استخدام نهج التنظير الداخلي الكامل إلى تعافٍ سريع والعودة إلى النشاط والعمل“. وهو أجرى أكثر من 2400 إجراء قلبي بأقل تدخل جراحي ممكن بمساعدة الروبوت – بما في ذلك مجازة الشريان التاجي؛ إصلاح واستبدال الصمام الأبهري والميترالي وثلاثي الشرفات؛ استئصال لتصحيح عدم انتظام ضربات القلب؛ وإصلاح العيوب الخلقية.

الحياة بعد جراحة القلب الروبوتية
قال بلخي إن التشخيص المعقّد لآشكروفت كان سيستبعده من العلاج بجراحة القلب الروبوتية التي تُعتمَد فقط في الحالات الأكثر وضوحًا. فالورم الحليمي الليفي المرن ألغى إمكانية إجراء استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة (TAVR)، وهو إجراء بأقل تدخل جراحي ممكن، يتم فيه وضع صمام جديد من دون إزالة الصمام القديم. وقد سمح التعافي السريع من استبدال الصمام الأبهري الروبوتي لآشكروفت، بتلقي جراحة استبدال مفصل الورك في يوليو. بعد ستة أسابيع، قاد السيارة لمدة 12 ساعة إلى كولورادو. كما بدأ التدريس هذا الشهر في فيرجينيا.
قالت بروك باتيل، ممرضة ممارسة روبوتية منسقة في مركز جامعة شيكاغو الطبي: ”إنه يعيش الحياة بكل جوارحه“. ”هذا الرجل، لا يمكنك إبقاؤه ثابتًا. إنه يسافر في كل مكان، وهو ممتن لكل ما أُعطي له“. تمت إحالة آشكروفت، الذي شغل منصب عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ميسوري (1995 إلى 2001) وحاكم ولاية ميسوري (1985 إلى 1993)، لأول مرة إلى مستشفى جامعة شيكاغو في عام 2020 من قبل الدكتور جون جارنر، طبيب الفيزيولوجيا الكهربية للقلب لآشكروفت في سبرينغفيلد، ميسوري. في مستشفى جامعة شيكاغو، أجرى الأطباء استئصالًا للقلب لتصحيح عدم انتظام ضرباته، وانتظر بلخي في غرفة العمليات المجاورة في حال كان هناك حاجة إلى مزيد من العناية.
هذه الخبرة العميقة والمتخصصة طمأنت آشكروفت ودفعته إلى الإبقاء على اعتماد مستشفى جامعة شيكاغو لتلبية احتياجاته المستقبلية. وقال آشكروفت: ”شعرت بإحساس حقيقي بالثقة بأن هذا مكان في الطليعة من حيث التكنولوجيا ولديه خبرة كبيرة في نشرها“.
”تقدير كبير“ ونظرة جديدة
شكّلت الجراحة الأخيرة عودة إلى الوطن لآشكروفت، الذي ولد في شيكاغو. التحق بكلية الحقوق في جامعة شيكاغو، حيث التقى بزوجته جانيت. تخرج كلاهما في عام 1967، وتزوجا في نفس العام. قال آشكروفت: ”الأشياء الجيّدة تحدث لي في شيكاغو“. وفي رسالة مكتوبة بخط اليد إلى رئيس النظام الصحي بجامعة شيكاغو توم جاكيفيتش، أعرب آشكروفت عن تقديره لبلخي وأعضاء فريق جراحة القلب الروبوتية ”الذين كانوا متعاونين وصبورين ولطيفين بشكل ممتاز”. وكتب: “لدي تقدير كبير لجامعة شيكاغو. شكرًا لكم على متابعة الالتزام بالجودة“.
الدكتور حسام ح. بلخي، أستاذ الجراحة مدير جراحة القلب الروبوتية وبأقل تدخل جراحي
الدكتور حسام ح. بلخي رائد في مجال جراحة القلب الروبوتية وبأقل تدخل جراحي. وهو متخصص في علاج مرض الشريان التاجي، واضطرابات صمامات القلب، والرجفان الأذيني وأمراض القلب الأخرى، باستخدام الروبوتات وتقنيات أقل توغلًا لتقليل الألم والإعاقة ووقت التعافي.