كليات الطب

وايل كورنيل للطب – قطر تعزز معايير المهنية في تعليم الطب في بيئة متعددة الثقافات

وايل كورنيل للطبقطر تعزز معايير المهنية في تعليم الطب في بيئة متعددة الثقافات

الدكتورة فاطمة عيسى, الدكتور مانجي مانياما, الدكتورة مون جبر والدكتورة أمل خضر

نظّم قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب – قطر ندوة وسلسلة حلقات دراسية عبر الإنترنت تناولت تحديات النهوض بالمعايير المهنية في تعليم الطب في بيئة تتّسم بتعدّدية ثقافية واسعة مثلما هو الحال في دولة قطر.

تألّفت الندوة التي عُقدت على مدار يوم كامل بعنوانترسيخ المهنية في مجال تعليم الطب: استكشاف النُّهج الفعّالة مع مختلف المتعلمين، من جلسات تفاعلية أدارها خبراء متمرّسون في هذا المضمار من هيئة التدريس في وايل كورنيل للطبقطر إلى جانب عدد من الخبراء الزائرين من كليات طب ريادية في أوروبا والولايات المتحدة. تمحورت الجلسات حول تحديد وتعريف السمات الرئيسة للمهنية، والنظر في تفاوُت مفاهيم المهنية بين الثقافات المختلفة، ومنهجيات تقييم المهنية، إلى جانب مناقشات عن كيفية تطوير المتعلمين لهويتهم المهنية من خلال التعليم وسائر الخبرات ذات الصلة.

وفي سياق متصل، استكشفت الجلسات كيفية استخدام بيانات التقييم لتوجيه عملية تقويم المهنية وتحسين التدريب، وكيفية تصميم وتنفيذ خطة التقويم الملائمة بالاستعانة بمهارات التدريب. وعُقدت سلسلة حلقات دراسية عبر الإنترنت عن المهنية في مختلف سياقات التعلّم لتدعيم الندوة والتي نُظّمت لأول مرة في شهر يونيو هذا العام.

أدارت الندوة وقدّمتها الدكتورة أمل خضر الأستاذ المشارك لطب الأطفال، والدكتورة فاطمة عيسى الأستاذ المساعد لتدريس علم النفس في الطب، والدكتورة مون جبر الأستاذ المساعد في طب أمراض النساء والتوليد الإكلينيكي، والدكتور مانجي مانياما الأستاذ المساعد للتشريح في طب الأشعة، وجميعهم من وايل كورنيل للطبقطر.

ومن بين المتحدثين الدوليين والمقيمين في دولة قطر الدكتورة أدينا كاليت أستاذ الكرسي الوقفيستيفن وشيلاغ رويل في كلية طب ويسكنسون، والدكتور جوران ستيفانوفسكي مستشار تعليم المهن الصحية والمؤسس والمدير السابق لقسم تعليم الطب في جامعة القديسين سيريل وميثوديوسمقدونيا الشمالية، والدكتورة ماريان ماك فان دير فوسن الأستاذ المساعد في الممارسة العامة في المركز الطبي بجامعة أمستردامـ والدكتورة ماجدة صباح الأستاذ المساعد للكيمياء في برنامج ما قبل الطب في وايل كورنيل للطبقطر.

أشارت الدكتورة فاطمة عيسى، في معرض حديثها عن نموذج التدريب الذي يمكن استخدامه لتمكين أصحاب المهن الصحية من تطوير المهنية والدراية الثقافية، إلى أن الهدف الأول من الندوة هو تمكينهم عبر تزويدهم بكلّ المهارات الجديدة الضرورية. وقالت في هذا السياق: “إذا ما أردنا إرساء و/ أو تحسين المهنية في بيئات تعلّم متنوعة، لا بدّ أن نفكر في الكيفية التي ينظر بها آخرون من ثقافات مختلفة لسلوكياتنا. كذلك، يتعيّن علينا أن ننظر في عوامل مختلفة، فالأمر لا يتعلق بالسلوكيات فحسب، بل بالمواقف والقيم الأخلاقية وما إلى ذلك. وخلال هذه الجلسة في إطار الندوة، استخدمتُ نموذجاً متجذراً في نموذج دونالد شون للتأمل مع اتّباع نهج إنساني ووضعه في إطار للتأمل في بعض الكفاءات الجوهرية للاتحاد الدولي للتدريب. فمثل هذا النّهج يمكّن أصحاب المهن الصحية من التأمل واستكشاف الخيارات وصوغ خطة عمل لتحقيق النتائج المرجوّة. ودور المدرّب هو تيسير العملية وليس إرشاد المتعلمين أو توجيه مسارهم، والتأمل هو أساس عملية التدريب”.

جدير بالذكر أن الندوة وسلسلة الحلقات الدراسية عبر الإنترنت حصلت على اعتمادين، الأول من قسم الاعتماد بإدارة التخصصات الصحية التابعة لوزارة الصحة العامة القطرية، والثاني من مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر (ACCME) بالولايات المتحدة.

وأوضح الدكتور مانجي مانياما أن المهنية في بيئات التعلّم المتنوعة إنما تقيَّم من خلال أبعاد متعددة تعكس الحساسية الثقافية والممارسات الشاملة. وقال في هذا السياق: “تشمل بعض الجوانب المهمة التي يتمّ تقييمها مهارات الاتصال، والكفاءة الثقافية، والقدرة على التكيّف، والتعاون مع الآخرين، والسلوكيات الأخلاقية، وإيجاد بيئة شاملة، والحساسية اللغوية، ومهارات حلّ النزاعات، وتقبّل التعقيبات من مصادر متباينة. وتركّز عملية التقييم في العادة على قدرة الفرد على التفاعل باحترام مع الأقران والمدرّبين من خلفيات مختلفة، وفهم واحترام وجهات النظر المتنوعة، وتعديل النُّهج حسب السياقات الثقافية المختلفة، والعمل بشكل فعّال في فرق عمل متنوعة، والالتزام بالمعايير الأخلاقية التي تأخذ في الاعتبار الاختلافات الثقافية”.

وقالت الدكتورة مون جبر: “تتمثل المهنية الطبية في مجموعة من القيم والسلوكيات والعلاقات المتمحورة حول الثقة والنزاهة والمساءلة، وهي تعطي أولوية لرعاية المريض وعافيته ورفاه مجتمعه. وتشمل المهنية الطبية الالتزام بالسلوكيات الأخلاقية والتعاطف مع المريض والتقييمات الذاتية المتواصلة من أجل التكيّف وإحراز تقدّم مستمر”.

وأضافت قائلة: “الخبرات الإكلينيكية والإرشاد والتأمل، إلى جانب التقييم المنتظم والتعقيبات وإتاحة فرص التعلم المتنوعة في العالم، أمور تعزز تشكُّل الهوية المهنية لدى الأطباء المتدربين. وبهذه الطريقة، يطوّر المتعلمون المهارات اللازمة لتحديد مساراتهم المهنية وتقديم مساهمات إيجابية في البيئات الأكاديمية والمهنية المتعددة الثقافات على نحو متزايد. وقد تشمل أساليب التقييم تقييمات الأقران والتأملات الذاتية ودراسات الحالة وتمارين تقمّص الأدوار وملاحظة التفاعلات الجماعية”.

ومن بين أهداف التعلّم الأخرى للندوة، تزويد المشاركين بالمهارات والمعارف لتطبيق مهارات التدريب المراعية للثقافات في التعامل مع المتعلمين.

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة أمل خضر: “تشمل بيئة التعلّم المتنوعة المتعلمين والمدربين والموظفين والمرضى من خلفيات ثقافية متنوعة، وعادة ما يكتسب المتعلّمون في مثل هذه البيئة التواضع والمهارات الناعمة. ومن شأن التعرّض لمجموعة متنوعة من الثقافات والأساليب والتعامل مع مهنيين من خلفيات مختلفة أن يدعم تكوين الهوية المهنية للمتعلّم، وهي العملية التي تجعله يفكر ويشعر ويتصرف تماماً مثل الطبيب. وبطبيعة الحال، يكتسب المتعلّم الذي يتلقى تعليمه في بيئة متنوعة، القدرة على التعامل مع المرضى من ثقافات وخلفيات مختلفة”.

https://qatar-weill.cornell.edu/continuing-professional-development/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى