من أوائل المؤسسات في الولايات المتحدة التي تقدِّم علاجات جينية جديدة معتمدة لمرضى فقر الدم المنجلي
من أوائل المؤسسات في الولايات المتحدة التي تقدِّم علاجات جينية جديدة معتمدة لمرضى فقر الدم المنجلي
من مستشفى جامعة شيكاغو
سيكون مستشفى كومر للأطفال التابع لمستشفى جامعة شيكاغو من أوائل المستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية التي تقدم العلاج الجيني لمرضى فقر الدم المنجلي ممن تتراوح أعمارهم بين 12 عامًا وأكثر. وذلك بعد أن وافقت الهيئات التنظيمية الفيدرالية على علاجين جديدين في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2023.
يعاني آلاف المرضى من مضاعفات مرض فقر الدم المنجلي، بما في ذلك فقر الدم والأزمات الوعائية الانسدادية (VOCs) ومتلازمة الصدر الحادة (ACS) والسكتات الدماغية.
يمكن أن تكون هذه المضاعفات، وخاصة الأزمات الوعائية الانسدادية، مؤلمة وتتطلب في كثير من الأحيان دخول المستشفى. يُظهِر العلاجان الجينيان الجديدان وعدًا بإزالة الأزمات الوعائية الانسدادية وغيرها من المشاكل المرتبطة بالهيموغلوبين المنجلي، ويقدمان بديلاً لزراعة نخاع العظام التقليدية، حيث يتلقى المرضى خلايا جذعية من شخص آخر.
قال الدكتور جيمس لابيل، مدير برنامج الخلايا الجذعية والعلاج الخلوي للأطفال في مستشفى جامعة شيكاغو ومستشفى كومر للأطفال: “أنا متحمس نيابة عن مرضانا، فمرضانا يستحقون العلاجات المتطورة”. وأضاف: “إن نتائج العلاجات الجينية واعدة جدًا وتحمل الأمل في أن تكون نهائية وطويلة الأمد، على عكس الدواء الذي قد يضطر شخص ما إلى تناوله يوميًا لمدى الحياة. وبما أن هذه العلاجات تعتمد على الخلايا الجذعية الخاصة بالمريض، فإن كل مريض بفقر الدم المنجلي لديه متبرع بالخلايا الجذعية متاح بسهولة: هو نفسه”.
كيف تعمل هذه العلاجات الجينية الجديدة لفقر الدم المنجلي؟
يعاني الأشخاص المصابون بفقر الدم المنجلي من طفرة جينية تجعل خلايا الدم لديهم تنتج الهيموغلوبين الخطأ – وهو بروتين يحمل الأوكسجين في جميع أنحاء الجسم – وتعمل بشكل غير صحيح. يَستخدِم العلاج الجيني تقنية تعديل الجينات لإصلاح هذه الطفرة أو تعويضها.
يشمل كلا العلاجين الجينيين الجديدين المعتمدين، إزالة الخلايا الجذعية الخاصة بالمريض وتعديلها قبل إعادة حقنها فيه. تضيف إحدى العلاجات المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية نسخة جديدة من الجين إلى الخلايا الجذعية للمريض، بحيث تنتج شكلاً وظيفيًا جديدًا من الهيموغلوبين البالغ.
العلاج الآخر، الذي يساعد المرضى على إنتاج شكل صحي من الهيموغلوبين الجنيني بدلاً من الهيموغلوبين البالغ غير الصحي، هو أول منتج معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية يَستخدِم تقنية تعديل الجينات CRISPR-Cas9.
الهيموغلوبين الجنيني، وهو شكل من الهيموغلوبين ينتجه كل شخص سواء أكان لا يزال جنينًا داخل الرحم أو بعد الولادة مباشرة، لا يتعرّض لفقر الدم المنجلي ويقوم بنقل الأوكسجين بشكل طبيعي. يعمل العلاج الجيني المستند إلى CRISPR على تغيير الحمض النووي الموجود في الخلايا الجذعية للمريض ليثبط بروتينًا معينًا.
هذا البروتين عادة ما يمنع إنتاج الهيموغلوبين الجنيني، وينشّط إنتاج الهيموغلوبين البالغ غير الوظيفي المتأثر بطفرات فقر الدم المنجلي. لذا فإن تثبيط البروتين يعكس تلك التأثيرات.
يقول الدكتور لابيل: “أحد الأسباب التي تجعل العلماء متحمسين بشأن منتجات العلاج الجيني المستندة إلى CRISPR-Cas9 هو أنها مستهدفة بشكل كبير ولا تحتوي على أي حمض نووي غريب. هذه الخصائص يمكن أن تجعل هذه الأنواع من العلاجات أكثر استهدافًا”.
وقد كان مستشفى كومر للأطفال أحد مراكز العلاج التسعة الأولى المعتمدة التي تم تفعيلها فورًا لعلاج فقر الدم المنجلي القائم على تقنية كريسبر بناءً على موافقة إدارة الغذاء والدواء. وكان مستشفى جامعة شيكاغو توقّع أن يبدأ في علاج المرضى في الربع الأول من عام 2024.
العلاج الجيني في مستشفى جامعة شيكاغو
الأطباء والباحثون في مستشفى جامعة شيكاغو ليسوا غرباء عن علاجات الخلايا والجينات. على سبيل المثال، كان مستشفى جامعة شيكاغو في طليعة الأبحاث والتنفيذ السريري لعلاج “الخلايا التائية” CAR T في عام 2017 وما حوله. فلدى خبراء مستشفى كومر للأطفال خبرة محددة في تقديم هذه العلاجات لمرضى فقر الدم المنجلي بعد أن خدم المستشفى كموقع لتجربة سريرية نُشرت مؤخرًا لعلاج جيني لفقر الدم المنجلي.
يتوقع لابيل وزملاؤه أيضًا أن تحصل المزيد من العلاجات الجينية على موافقة الهيئات التنظيمية في المستقبل القريب، ويأملون في استضافة المزيد من التجارب السريرية وقيادة التنفيذ السريري المبكر. ويؤكد لابيل: “كمركز طبي أكاديمي، نحن مستعدون لتقديم العلاجات الجينية الجديدة لمرضانا فور اعتمادها، بينما نقوم أيضًا بإجراء الأبحاث العلمية لفهم المزيد عن التأثيرات طويلة الأمد – سواء أكانت جسدية أو نفسية إجتماعية”.
يواصل القيّمون على المستشفى استكمال البنية التحتية السريرية اللازمة لدعم الأنظمة العلاجية المعقدة ومعالجة المرضى مع الحفاظ على التكامل السلس بين الأقسام والفرق الطبية. وتابع لابيل: “نعمل بجد لتطوير عيادة شاملة لن تعالج فقط مرضى فقر الدم المنجلي بالعلاج الجيني، بل ستتابعهم أيضًا على المدى الطويل موفّرة لهم الرعاية الدائمة، بما في ذلك معالجة أية مضاعفات”. وختم: “من المهم أن يتمكن المرضى من الوصول إلى العلاج الجيني من دون التخلي عن أطباء الدم والأطباء الأساسيين الموثوق بهم”.
الدكتور جيمس لابيل، دكتور في الطب، أستاذ مشارك في طب الأطفال ومدير برنامج الخلايا الجذعية والعلاج الخلوي للأطفال
يقدّم الدكتور جيمس لابيل، الرعاية للأطفال من جميع الأعمار الذين يعانون من السرطان وأمراض الدم، بما في ذلك اللوكيميا والأورام اللمفاوية. يتخصص الدكتور لابيل تحديدًا في زراعة الخلايا الجذعية، حيث يستبدل نخاع العظم والجهاز المناعي المصاب لدى المريض بخلايا سليمة.