مستشفى جامعة شيكاغو بين أولى المؤسسات التي تعالج أورام الكبد بالموجات فوق الصوتية المركّزة (هستوتريسي)
مستشفى جامعة شيكاغو بين أولى المؤسسات التي تعالج أورام الكبد بالموجات فوق الصوتية المركّزة (هستوتريسي)
كان مستشفى جامعة شيكاغو أول نظام صحي في إلينوي يعالج المرضى باعتماد تقنية الهستوتريسي (histotripsy) لتفتيت الأنسجة، وهي تقنية جديدة غير جراحية تستخدم طاقة الموجات فوق الصوتية المركّزة لتدمير أورام الكبد بدقة.
لقد شارك مستشفى جامعة شيكاغو لسنوات في تقديم تقنية الهستوتريسي للمرضى، بما في ذلك إجراء بعض التجارب السريرية المبكرة. وكان المستشفى من بين الأنظمة الطبية الأولى في البلاد التي تقدم العلاج بعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية في أكتوبر 2023 (تفتيت الأنسجة أو الهستوتريسي). وباعتبارنا من أوائل المتبنين لهذا الإجراء، يتمتع أطباؤنا بخبرة عميقة فيه، مما يمكّنهم من تقديم أعلى مستوى من الرعاية. فدائمًا ما يعالج مستشفى جامعة شيكاغو المرضى بواسطة الذراع الأميركية للتجربة السريرية HOPE4LIVER#.
التدمير الآمن للأورام باستخدام الموجات الصوتية الموجهة
تستخدم تقنية تفتيت الأنسجة (الهستوتريسي) موجات صوتية عالية الكثافة لتدمير الأنسجة السرطانية في الكبد بشكل انتقائي. على عكس الطرق التقليدية مثل الجراحة أو الإشعاع أو الاجتثاث، فإن هذا الإجراء لا يتطلب أي شقوق أو إشعاع أو إبر أو إجراءات جراحية. قبل علاج تفتيت الأنسجة، يستخدم الأطباء التصوير بالموجات فوق الصوتية – مثلما يُستخدم لرؤية الأجنّة في الرحم – لتحديد موقع الورم وحجم المنطقة التي تحتاج إلى العلاج، واستهداف منطقة العلاج ومراقبتها أثناء الإجراء الطبّي. يمكن للأطباء ضبط الإعدادات المتعلقة بتردد الموجات فوق الصوتية بحيث يتردد صداها فقط في هياكل معيّنة. بعد أن يقوم الأطباء ببرمجة روبوت تفتيت الأنسجة بإحداثيات الورم، يولِّد الجهاز موجات صوتية مركَّزة بدقة تخلق “سحابة فقاعية” داخل المنطقة المستهدفة، مما يعطل الأنسجة السرطانية فقط ويدمرها.
وتوضيحاً لذلك، قال عثمان أحمد، دكتوراه في الطب، وأستاذ مشارك في مجال الأشعة في مستشفى جامعة شيكاغو: “أحد أفضل الأشياء في كيفية عمل هذه التكنولوجيا هو أنها تحمي الأعضاء أو الأنسجة التي لا نريد إلحاق الضرر بها”. “فإجراء تفتيت الأنسجة يمكن أن يؤدي إلى إتلاف الورم أو قتله مع ترك الهياكل المهمّة، مثل الأوعية الدموية والقنوات الصفراوية، سليمة”. العلاج بسيط وغير جراحي لدرجة أن د. أحمد قال إن المرضى يمكنهم حتى ارتداء قميص وسروال جينز بدلاً من ثوب الجراحة. التحضير الوحيد الذي قد يحتاج المرء إلى القيام به هو اتّباع بعض القيود الغذائية لفترة زمنية معيّنة قبل الإجراء المحدَّد لتفتيت الأنسجة. وتابع: “يمكن أن يستغرق الإجراء الفعلي من 5 دقائق إلى 30 دقيقة بحسب حجم الورم. ثم نقوم بإبعاد الروبوت، ويستيقظ المريض. يمكن للمرضى حتى العودة إلى المنزل في اليوم نفسه، إلا إذا كانوا يشعرون بالألم.”
قد يشعر المريض ببعض الألم بعد العلاج
إعتمادًا على المنطقة المعالَجة، ولكن لا توجد ندوب أو جروح شق، كما يمكن العودة إلى الأنشطة العادية بسرعة في أغلب الأحيان. إن حاجة المريض للبقاء في المستشفى ليلة واحدة بعد الإجراء يعتمد على عوامل عدة بما في ذلك الشعور بالألم. يقرِّر الطبيب المعالج بناءً على الحالة الشخصية وعندها يحدد موعد عودة المريض للمتابعة. بمرور الوقت، يتم استبدال الأنسجة المدمَّرة تدريجيًا بأنسجة كبدية صحية.
تطبيقات مستقبلية واعدة
يعد استخدام تقنية تفتيت الأنسجة لعلاج أورام الكبد أمرًا مثيرًا، لكن الباحثين وأخصائيي الرعاية الصحية يأملون أن تكون هذه مجرد البداية. التجارب السريرية لـHOPE4LIVER#. جارية بالفعل لتحديد سلامة علاج أورام الكلى الصلبة وفعاليتها عن طريق تفتيت الأنسجة، ويعمل الباحثون المخبريون على تطبيقات سرطان البنكرياس.
عن هذا الأمر، يقول د. أحمد: “في الوقت الحالي، تتم الموافقة على تفتيت الأنسجة فقط لأورام الكبد، ولكن على المدى الطويل هي في الحقيقة مجرد منصة تقنية. إذا تمكنَّا من رؤية الورم بالموجات فوق الصوتية، فيمكننا نظريًا علاجه يومًا ما عن طريق تفتيت الأنسجة”. ويضيف: “تشير النتائج المبكرة من الأبحاث الجارية إلى أن إجراءات تفتيت الأنسجة تطلق مضادّات الورم التي تعمل على تنشيط جهاز المناعة البشري لمهاجمة أية خلايا سرطانية متبقية في الجسم. ويفترض العلماء أن هذا التأثير يمكن أن يخلق دفعاً مساعداً للعلاج المناعي أو العلاج الكيميائي، مما يخلق فرصًا لعلاجات مركّبة فعّالة للغاية. وهو احتمال ستعمل عليه الأبحاث المستقبلية”. “كانت نتائج التجارب السريرية لتفتيت الأنسجة مثيرة للإعجاب، لكن العلاج لا يزال جديدًا نسبيًا ويتطلب المزيد من البحث. ستوفر دراسة المرضى الذين شاركوا في التجارب السريرية لتفتيت الأنسجة، مع مرور الوقت، مزيدًا من المعلومات حول العلاج وفعاليته على المدى الطويل. هدفنا هو البقاء في طليعة الابتكار الطبي ومواصلة توسيع تطبيقات هذه التكنولوجيا لتحقيق إمكاناتها الكاملة”. ويختم الدكتور أحمد: “نحن في مستشفى جامعة شيكاغو، متحمسون لكوننا من أوائل مستخدمي هذه التكنولوجيا حتى نتمكن من المساعدة في الإجابة عن هذه الأسئلة”. “يتمتع خبراؤنا بالفعل بخبرة في هذا العلاج المبتكر، وهذه المعرفة تمنحنا السبق في علاج المرضى بشكل جيد والبقاء في طليعة أبحاث تفتيت الأنسجة”.
عثمان أحمد، دكتور في الطب وأستاذ مشارك في مجال الأشعة
الدكتور عثمان أحمد هو خبير في الأشعة التداخلية والأوعية الدموية، يقوم بتشخيص مجموعة واسعة من الحالات وعلاجها. باستخدام تكنولوجيا موجّهة بالصور وأدوات متطورة وصغيرة الحجم، يقوم الدكتور أحمد باعتماد إجراءات طفيفة التوغل لعلاج تجلّط الأوردة العميقة الحاد والمزمن، وتضخُّم البروستاتا الحميد، ومرض الأوعية الدموية الطرفية وغير من ذلك.
لمعرفة المزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع https://uchicagomedicine.org/global