كليات الطب

لماذا يصاب المزيد من الشباب بالسرطان؟ وماذا يجب أن تعرف مع تزايد الحالات؟

لماذا يصاب المزيد من الشباب بالسرطان؟ وماذا يجب أن تعرف مع تزايد الحالات؟

من مستشفى جامعة شيكاغو

هو لغز لم يتمكّن الأطباء والعلماء من حلّه بعد: إرتفاع أعداد مَن يتم تشخيصهم بالسرطان مِن البالغين الشباب.

تزداد حالات السرطان المبكّرة – تلك التي تحدث لدى البالغين الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا – بمعدل 1% إلى 2% سنويًا، وفقًا للجمعية الأميركية للسرطان. ويَتوقع تحليل لبيانات الصحة العالمية نُشر في مجلة BMJ Oncology، زيادة في حالات السرطان المبكر بنسبة 30% بين عامي 2019 و2030.

في الوقت نفسه، جذبت حالات السرطان بين المشاهير – بما في ذلك وفاة الممثل تشادويك بوزمان بسبب سرطان القولون وهو في سن 43، أو تشخيص كاثرين، أميرة ويلز بالسرطان في سن 42 – الإنتباه إلى الشباب الذين يواجهون هذا المرض.

يقول أطباء الأورام في مركز جامعة شيكاغو الطبي الشامل لعلاج السرطان إنهم يراقبون هذه الزيادة بشكل مباشر، وإنهم يعالجون المزيد من المرضى في الثلاثينات والأربعينات من العمر نتيجة إصابتهم بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان الرأس والعنق.

ما هي العوامل التي تسبب السرطان لدى الشباب؟

لا يزال العلماء والباحثون يبحثون عن سبب محدد. ويقول الدكتور آدم دوفال، أخصائي طب الأورام للبالغين والأطفال في مستشفى جامعة شيكاغو: “لم نتمكن بعد من تحديد سبب واحد، ولكن من المرجح أن يكون مرتبطًا بمجموعة من العوامل – ربما تشمل العوامل الحياتية أو البيئية”.

فبعض الأسباب المحتملة تشمل: 

الالتهاب المزمن: استجابة الجسم للإصابات والأورام قد تكون نتيجة لقلة النشاط البدني، السمنة، الإجهاد المزمن، العدوى الطويلة الأمد أو التعرض المزمن للسموم.

الإنجاب عن عمر متقدم أو إنجاب عدد أقل من الأطفال: يمكن أن تزيد العوامل الإنجابية من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو المبيض أو بطانة الرحم.

تغيرات في ميكروبيوم الأمعاء: عندما يختل هذا النظام الدقيق للبكتيريا – ربما بسبب الأطعمة المصنّعة، أو الميكروبلاستيك أو مواد أخرى – يصبح من السهل على الأورام أن تنمو.

التفاوتات في الرعاية الصحية: قد تحد الفوارق في الرعاية من الوصول إلى الغذاء الصحي والعلاج في الوقت المناسب.

الوقاية من السرطان لدى الشباب: 6 استراتيجيات بسيطة يمكن أن تساعد في تجنّب الإصابة

تقول الدكتورة نيتا كارنيك لي، أخصائية الأورام النسائية في مستشفى جامعة شيكاغو:
“غالبًا ما يقل سن الشباب الذين تم تشخيصهم بالسرطان عن العمر الأدنى الموصى به للفحوصات التي يمكن أن تكتشف مرضهم مبكرًا، لذلك أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يضيف الشباب إجراءات الوقاية من السرطان إلى قوائمهم.

ثلاث خطوات رئيسية يمكن أن تساعد في ذلك هي:

  • الاطلاع على الخيارات المتاحة للفحص والوقاية والحد من المخاطر، بما يتناسب مع فئتك العمرية.
  • مراجعة على تاريخ عائلتك المرضي المتعلق بالسرطان.
  • تمييز الأعراض الصحية التي تستوجب زيارة الطبيب فوراً.

يعد الكشف المبكر أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة. ورغم أن لا شيء يقي تمامًا من السرطان، فإن أطباء الأورام في مستشفى جامعة شيكاغو قدموا العديد من الطرق التي يمكن للشباب اتباعها للوقاية:

  1. زيارة طبيب الرعاية الأولية سنويًا
    منشآت الرعاية العاجلة (كالمستوصفات) جيدة للحصول على الرعاية الفورية، ولكن من المهم أيضًا زيارة طبيب الرعاية الأولية مرة كل سنة لإجراء الفحوصات الروتينية مثل قياس ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والوزن، بالإضافة إلى الفحوصات الجسدية وتحاليل الدم التي توفر معلومات هامة مع الوقت.
    تساعد هذه الزيارات أيضًا في بناء علاقة شخصية مع الطبيب.
    وفي هذا الإطار يقول دوفال: “التحدث إلى طبيب تعرفه منذ أربع أو خمس سنوات أو أكثر عن مشكلة جديدة، يختلف عن التحدث إلى شخص في عيادة رعاية عاجلة لم تقابله من قبل. فطبيبك يعرفك ولن يتجاهل مخاوفك.”
  2. معرفة التاريخ الطبي لعائلتك – ومشاركته مع طبيبك
    إذا أمكن، حاول معرفة من في عائلتك أصيب بالسرطان، ونوع السرطان، وفي أي سن حدث ذلك. يمكن أن تكون هذه المعلومات ذات قيمة، خاصة لتقييم مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان الوراثية، مثل سرطان الثدي أو المبيض أو القولون أو البروستات. حوالى 5% إلى 10% من جميع حالات السرطان يُعتقَد أنها تتعلق بالوراثة من أحد الوالدين، وفقًا للمعهد الوطني للسرطان.
    وتقول لي “قد يؤثر تاريخ عائلتك على جداول الفحوصات التي يوصي بها طبيبك، قد يقول طبيبك: ‘أمك كانت في سن 45 عندما أصيبت بسرطان القولون، لذا يجب أن تبدأ فحص سرطان القولون في سن أصغر أو بشكل متكرر.’ إذا لم تشارك هذه المعلومات، قد لا يعرف الأطباء كيفية تخصيص توصياتهم لك.”
  3. إجراء اختبار الجينات
    إذا كان لديك تاريخ عائلي مديد للإصابة بالسرطان، أو إذا كنت ترغب في الحصول على المزيد من المعلومات حول صحتك، استشر طبيبك حول اختبار الجينات. يمكن أن يتضمن هذا الاختبار عينة من الدم أو اللعاب أو خزعة من الجسم. تساعد النتائج في فهم مخاطر الإصابة بالسرطان الوراثي وما إذا كانت هناك حاجة إلى فحوصات أكثر انتظامًا.
    وتضيف لي “أن اختبارات الجينات المتاحة بدون وصفة طبية ليست موثوقة بشكل كبير. وهي توصي بعيادة الوقاية الشاملة من السرطان ومخاطره في مستشفى جامعة شيكاغو، والمتخصصة في اختبارات الجينات والاستشارات.
    وأشارت التي تشغل أيضًا منصب المدير المساعد للتواصل المجتمعي والمشاركة في مركز السرطان في مستشفى جامعة شيكاغو إلى أنه “ليس على كل شخص لديه تاريخ عائلي إجراء اختبار الجينات تلقائيًا، هناك الكثير من التفاصيل الدقيقة التي يجب مراجعتها في ما يتعلق بالتاريخ الطبي والشخصي لتحديد ما إذا كان اختبار الجينات – وأي اختبار – سيكون الأنسب، وما إذا كان أحد أفراد الأسرة قد يرغب في إجراء الاختبار الأولي.”
    تحدثت لي أيضًا عن تفاوتات في اختبارات الجينات. “المرضى من الأقليات غالبًا ما يكونون أقل احتمالاً للحصول على الاختبارات المناسبة بناءً على التاريخ العائلي وحده، لذلك نريد أن نتأكد من أن الشباب يسألون ويعرفون تاريخ عائلتهم المتعلق بالسرطان لجهة أهل الأب أو الأم”. فإذا كشف اختبار الجينات عن طفرة، فقد يجعلك ذلك في خطر أعلى من المتوسط لبعض أنواع السرطان. قد يؤدي هذا إلى تغيير التوصيات المتعلقة بالعمر الذي يجب أن يتم فيه الفحص للمرة الأولى، أو نوع أو وتيرة الفحوصات.
  4. الحصول على الفحوصات المناسبة لعمرك وعلى لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)
    تبدأ الوقاية الشاملة مبكرًا بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري .(HPV) يوصى بإعطاء اللقاح للأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و26 عامًا، ويمكن إعطاؤه حتى سن الـ 45. وقد أظهرت الدراسات أن هذا اللقاح يقي من عدة أنواع من السرطانات المرتبطة بفيروسHPV، بما في ذلك سرطان عنق الرحم، والفرج/المهبل، والشرج، والبلعوم.
    “أفضل شيء هو الحصول على لقاح HPV بمجرد أن تكون مؤهلاً. وعليك أن تحصل عليه قبل التعرض لفيروسHPV، الذي ينتقل عبر الاتصال الجنسي (الملامسة الجلدية للأعضاء التناسلية) حتى من دون وجود أعراض لدى حامل الفيروس، كما قال الدكتور نيشنت أغراوال، أخصائي جراحة أورام الرأس والعنق في مستشفى جامعة شيكاغو.
    بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مخاطر متوسطة للإصابة بالسرطان، إليك بعض محطات الفحص التي يجب معرفتها:
    ابتداءً من سن الـ 25: يجب على السيدات والإناث إجراء اختبار HPV كل خمس سنوات، حتى لو تم تطعيمهن ضدHPV.
    في سن الـ 40: باشري في تلقي فحوصات تصوير الثدي بالأشعة وتحدثي مع طبيبك حول أفضل خطة للفحص.
    في سن الـ 45: باشري فحص سرطان القولون عن طريق تنظير القولون أو اختبار البراز.
    في سن الـ 45: يجب على الرجال المعرّضين لخطر مرتفع للإصابة بسرطان البروستات (بما في ذلك الرجال السود أو الذين لديهم أقارب مقربون أصيبوا بالمرض قبل سن 65) التحدث مع أطبائهم حول الفحص.
    في سن الـ 50: احصل على تصوير مقطعي محوسب سنوي بجرعة منخفضة لفحص سرطان الرئة إذا كان لديك تاريخ من التدخين يعادل 20 علبة سنويًا، أو كنت تدخن حاليًا، أو توقفت عن التدخين خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. 
  5. تناول الأطعمة الصحية، ولا تدخّن، وكن نشطًا بانتظام.
    كل الأطباء يوصون بذلك. الغذاء السيئ، الإفراط في تناول الكحول، التدخين، وأسلوب الحياة غير النشط يمكن أن تؤدي إلى – أو تزيد من حدة – كل الأمراض تقريبًا.
    حوالى 18% من جميع حالات السرطان التي تم تشخيصها في الولايات المتحدة تتعلق بارتفاع نسبة الدهون في الجسم، وقلة النشاط البدني، واستهلاك الكحول، أو سوء التغذية، وفقًا للجمعية الأميركية للسرطان. 
  6. انتبه إلى الأعراض غير المعتادة والمزمنة
    قد لا تشير الأعراض الجديدة بالضرورة إلى السرطان، ولكن من المهم طلب الرعاية الطبية للحصول على فهم أفضل للحالة. إذا واجهت أيًا مما يلي، فاتصل بطبيبك:

    • دم في البراز أو نزيف من المستقيم.
    • تغييرات في عادات الأمعاء أو المثانة.
    • تغييرات في الثدي.
    • صعوبة في البلع.
    • نزيف مهبلي غير منتظم.
    • كتل في الجسم.
    • ألم جديد في البطن أو الحوض.
    • تورم جديد في الغدد.
    • سعال مستمر.
    • تغييرات في الجلد أو الشامات غير المنتظمة

“إذا كانت هناك أعراض جديدة، يجب أن تسأل طبيبك، ‘ما هي الاختبارات التي يمكنني القيام بها لمعرفة ما إذا كان هذا أمرًا خطيرًا؟’ تأكد من أن تكون حريصًا على صحتك إذا كان هناك شيء لا يبدو صحيحًا بالنسبة إليك”، قالت لي.

آدم دوفال، دكتوراه في الطب، MPH، أستاذ مساعد في الطب (أمراض الدم والأورام)
نيتا كارنيك لي، دكتوراه في الطب، MPH، أستاذة مساعدة في طب النساء والتوليد، مديرة مساعدة للتواصل المجتمعي والمشاركة في مركز جامعة شيكاغو الطبي الشامل للسرطان
نيشنت أغراوال، دكتوراه في الطب، أستاذ الجراحة، رئيس قسم جراحة الأذن والأنف والحنجرة

لمزيد من المعلومات، قم بزيارة https://uchicagomedicine.org/global

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى