جهاز التصوير DOCI الجديد من UCLA Health
جهاز التصوير DOCI الجديد من UCLA Health
يعزز دقة النتائج خلال العمليات الجراحية لمرضى السرطان
يعد جهاز التصوير بالتباين البصري الديناميكي (DOCI) نظامًا ثوريًا وغير جراحي يستخدم كاميرات عالية السرعة وأضواء LED متقدمة لتحديد الحدود بين الأنسجة الخبيثة وتلك الصحية في الوقت الحقيقي. لا يتطلب جهاز التصوير الرائد هذا، الذي ابتكره جراح من مركز جامعة كاليفورنيا الصحّي في لوس أنجلس UCLA Health، استخدام الحقن أو الأصباغ لتحديد السرطان، مثل الأجهزة التقليدية.
تم إنشاء نظام DOCI بواسطة الدكتورة ماي سانت جون، أستاذة ورئيسة قسم جراحة الرأس والرقبة في مركز جامعة كاليفورنيا الصحي في لوس أنجلس UCLA Health، وأستاذة في مجال الهندسة الحيوية، وتوماس سي كالكاتيرا رئيس في قسم جراحة الرأس والرقبة. وقد أظهر الجهاز الجديد درجة عالية من الدقة في تحديد الفرق بين الأنسجة السرطانية والأنسجة السليمة خلال تجارب أجريت على 150 مريضاً في المركز. يركز الإستخدام الحالي للجهاز على سرطان الخلايا الحرشفية في الرقبة من بين سرطانات الرأس والرقبة الأخرى. ومع ذلك، أعربت الدكتورة سانت جون عن رغبتها في توسيع استخدام هذه التقنية لتحديد السرطان بشكل عام. وأبدت أملها في أن يساعد نظام DOCI الجديد في تحسين رعاية المرضى بشكل كبير، وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة.
توازن دقيق
لقد أثبت الجهاز كم هو ضروري في تحديد سرطانات الرأس والرقبة بدقة، والتي تعتبر من أصعب أنواع السرطانات للتشخيص. بالإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من 90% من سرطانات الرأس والرقبة تتطور في الخلايا المبطنة للفم والحلق، والتي غالباً ما تكون صعبة التحديد. وغالبًا ما تتأثر التوقعات سلباً بسبب عوامل مثل بقاء الخلايا السرطانية بعد إزالة الأورام، وأيضًا السرطانات التي تنمو حول الأعصاب. وهذا مهم بشكل خاص لأن الجراحين يهدفون إلى إزالة الأنسجة السرطانية بالكامل من دون المخاطرة بالأنسجة السليمة. أما بقاء الأنسجة السرطانية، بحسب ما لاحظ أطباء UCLA Health فيمكن أن يزيد من احتمالية عودة السرطان وحتى خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 90%.
الجدير ذكره أن تحديد هذه الهوامش بدقة أمر بالغ الأهمية، حيث إن الفجوة في التكنولوجيا الحالية يمكن أن تؤدي إلى نتائج سيئة مثل انخفاض جودة الحياة وانخفاض معدل البقاء على قيد الحياة.
ولادة DOCI
بالتعاون مع أقسام الهندسة في UCLA Health وقسم جراحة الرأس والرقبة، توصلت الدكتورة سانت جون إلى ابتكار نظام DOCI، مستوحية الفكرة من أن سيارة تويوتا بريوس الخاصة بها تحتوي على مستشعرات تحذّرها فتمنعها من الاصطدام بالشجيرات في حديقتها الأمامية. من هنا سعت الدكتورة سانت جون إلى إنشاء جهاز يمكنه استخدام فكرة “المستشعر” بشكل فعال للكشف عن الفروقات بين الحدود السرطانية وغير السرطانية، مع العثور أيضًا على أدنى تركيز للخلايا السرطانية لكل وحدة حجم من الأنسجة.
كيف يعمل الجهاز
يتم تثبيت نظام DOCI على ذراع الطبيب ومن ثم يتم تمريره فوق سرير المريض في نطاق واسع، بينما يسلط الضوء على المنطقة المحيطة بالورم الذي تم تحديده. يستخدم الجهاز طاقة الضوء وكاميرا عالية السرعة وضوء LED عادي، مما ينتج عنه صورتان يتم تحليلهما بأطوال موجية متعددة. هذا يسمح لمقدمي الرعاية الصحية برؤية الفرق بين الأنسجة السليمة والأنسجة غير السليمة. تم اختبار التصوير بجهاز DOCI في البداية على الفئران، حيث تم حقنها بخلايا سرطان الرقبة SCCVII SF تحت الجلد على جانبيها. وأثبت النظام سرعته في الكشف عن الأورام التي كانت شبه مستحيلة الكشف باستخدام تقنيات التصوير الحالية. وكانت نتائج الاختبار مشجعة للغاية، حيث تمكن تصوير DOCI من اكتشاف الغزو العصبي بدقة 100%، مقارنة بمجموعة التحكم. مع هذه النتائج المشجعة، تسعى الدكتورة سانت جون وفريقها إلى تعزيز الاستخدامات السريرية الأوسع لنظام DOCI. ستتمثل خطوتهم الأولى في جعل الجهاز مفيدًا في المناظير، مما يتيح للجراحين معرفة كيفية استخدامها أثناء جراحة الحلق. ولتقييم استخدامه بشكل أكبر، تعمل الدكتورة سانت جون مع خبراء من جميع أنحاء البلاد لاختباره مع أنواع أخرى من السرطان، مثل جراحات الثدي والقولون والمستقيم.
تأمل الدكتورة سانت جون أن يتم استخدام هذا النظام يومًا ما للكشف المبكر عن السرطان من قبل أطباء الجلدية وأطباء الأسنان ومقدمي الرعاية الأولية، مما يمكّن أكبر عدد من المرضى من تحسين نتائجهم وتعزيز جودة حياتهم.