«أمامهما الكثير من السنوات ليعيشانها»: إمرأة من تينلي بارك تصبح متبرعة بالكلى لزوجها المحتاج لزراعة كلى
«أمامهما الكثير من السنوات ليعيشانها»: إمرأة من تينلي بارك تصبح متبرعة بالكلى لزوجها المحتاج لزراعة كلى
مستشفى جامعة شيكاغو

لم يسبق لـ”لافيرن بارتي”، البالغة من العمر 51 عامًا، أن تبرعت بالدم من قبل. ولكن في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، قرّرت مديرة فعاليات واتصالات مستشفى “كومر للأطفال” التابع لمستشفى جامعة شيكاغو التبرع بالدم في حملة لجمع الدم بالقرب من مكان عملها. بعد أسابيع قليلة، اكتشفت أنها تحمل فصيلة الدم نفسها التي لدى زوجها “كيفن بارتي”، وهو كان يعاني من فشل كلوي ومدرج على قائمة انتظار زراعة الكلى.
قالت لافيرن: «عندها لم يكن لدي أي شك في ما سأفعله. لم أتردد. شعرت بطمأنينة تامّة حيال الأمر».
بدأت لافيرن في إجراء الفحوصات تباعًا لمعرفة ما إذا كانت مؤهلة لتكون متبرعة حالية لزوجها “كيفن بارتي”، البالغ من العمر 53 عامًا. الزوجان المتحدّران من تينلي بارك مرتبطان منذ أكثر من 30 عامًا، ولديهما أربعة أولاد. أحد الأولاد كان أيضًا يخضع للفحوصات ليكون متبرعًا محتملاً. لكن لافيرن أرادت أن تكون هي المتبرعة بدلاً من إبنها. وعندما تأكّد لها أنها مؤهلة، قالت لـ كيفن: «سأعطيك كليتي».
في عام 2022، تم إجراء أكثر من 5800 عملية زراعة كلى من متبرعين أحياء في الولايات المتحدة. ومع ذلك، هناك حوالى 90,000 شخص على قائمة انتظار زراعة الكلى. وتتميز الكلى من المتبرعين الأحياء بأنها أكثر صحة وتعمل لفترة أطول، كما تتيح لبعض المرضى إجراء عملية الزراعة قبل البدء بغسيل الكلى، مما يُعد أفضل لصحتهم على المدى الطويل.
وتعليقًا على ذلك، قالت الدكتورة ميشيل أ. جوزيفسون، أخصائية أمراض الكلى في مستشفى جامعة شيكاغو: «المتبرعون الأحياء يفعلون شيئًا مميزًا للغاية قد لا يدركونه. إنهم يقلّلون عدد الأشخاص الذين يعتمدون على متبرع متوفٍ، مما يتيح لكلية أن تصل لشخص آخر. إنهم أبطال بلا شك».
”شعرت بأنني شخص سليم“
تفاجأ كيفن بإصابته بالفشل الكلوي. كان يراقب ارتفاع مؤشرات الكلى لسنوات عدة، ولكن بعد أسابيع قليلة من إصابته بكوفيد– 19 بشكل خفيف في يناير/ كانون الثاني 2022، بدأ يعاني من ضعف الشهية ونقص النوم والفقدان السريع للوزن. بعد ساعات من موعد مع طبيب الرعاية الأولية، تلقى كيفن مكالمة هاتفية تبلّغ خلالها بأنه يعاني من فشل كلوي ويحتاج إلى التوجه فورًا إلى غرفة الطوارئ.
أجرى عملية جراحية لتمكينه من المباشرة بغسيل الكلى الطارئ. وبعد شهر، تمّ إبلاغه بأنه في حاجة إلى كلية جديدة.
قال كيفن: «لقد كان هذا بمثابة تغيير جذري في حياتي. كنت أشعر بأنني شخص سليم، أعاني فقط من مشاكل في ضغط الدم وأتناول الأدوية. ولكن أن أنتقل من العمل يوميًا إلى قضاء أربع ساعات في غسيل الكلى ثلاث مرات في الأسبوع، كان أمرًا مؤثّرًا بالنسبة إلي ومرهقًا للغاية».
بحلول يوليو/ تموز، انتقل كيفن إلى الغسيل البريتوني، وهو نوع من الغسيل الكلوي يتم فيه استخدام بطانة البطن لتنقية الدم داخل الجسم، ويمكن إجراؤه في المنزل. أعطاه ذلك مرونة أكبر في حياته اليومية، لكنه كان يحتاج في النهاية إلى 10 ساعات من الغسيل اليومي كل ليلة.
قد يستغرق انتظار كلية من متبرع متوفٍ ثلاث إلى خمس سنوات، في حين أنّ العثور على متبرع حي قد يوفّر كلية جديدة خلال أشهر قليلة. ولهذا كانت لافيرن واضحة بشأن قرارها.
قالت: «كان أمامنا الكثير من السنوات لنعيشها معًا. فكرت أنه إذا استطاع كيفن أن يعود للشعور بالراحة، يمكننا إكمال كل ما نريد القيام به».
عمل سريع ونتائج أفضل
في 31 يناير/ كانون الثاني 2023، أجرى كيفن ولافيرن عمليتيهما المتزامنتين في مستشفى جامعة شيكاغو في هايد بارك.
خضعت لافيرن أولاً للعملية مع جرّاحها الدكتور “بيوتر ويتكوفسكي”، مدير برنامج زراعة البنكرياس والكبد والكلى في مستشفى جامعة شيكاغو. وعند منتصف العملية التي استغرقت ثلاث ساعات، بدأ كيفن عمليته التي استغرقت بدورها ساعتين ونصف الساعة، تحت إشراف الدكتور “رولف بارث”، مدير زراعة الكبد والكلى والبنكرياس.استغرق بقاء كلية لافيرن خارج جسمها مدة ساعة فقط، كانت كافية لتنظيف الكلية وتبريدها ووضعها على الثلج ووصلها بأوعية دم كيفن.
قال الدكتور بارث: «هذا وقت سريع جدًا. معظمنا لا يستطيع إتمام التبديل في ساعة واحدة».
على الفور بدأت الكلية الجديدة العمل وإنتاج البول، وهذه ميزة أخرى للحصول على كلية من متبرع حي.
وأضاف الدكتور ويتكوفسكي: “عندما نأخذ الكلى من متبرعين متوفين، قد يستغرق الأمر أسبوعًا أو أسبوعين حتى تبدأ الكلية في إنتاج البول. قد يكون ذلك بسبب طريقة وفاة المتبرع المتوفى أو الفترة التي أُبقِيَت فيها الكلية خارج الجسم، والتي يمكن أن تصل إلى 48 ساعة”.
وتابع بارث: “إن عائلة بارتي مثال رائع على أن كل شيء يسير على ما يرام. وإذا استطعنا سنختار هذا المسار لكل مريض”.

الامتنان للمتبرعين الأحياء
بعد يومين من العملية عادت لافيرن إلى منزلها، وهو وقت نموذجي للمتبرعين بالكلى. بينما عاد كيفن بعد ستة أيام، وقد احتاج إلى فترة تعافٍ أطول قليلاً. كلاهما الآن بخير وعادا لمواعيدهما المعتادة يوم السبت مع نادي البولينغ. يشعر الثنائي بالامتنان لفريق زراعة الأعضاء بأكمله في مستشفى جامعة شيكاغو، الجرّاحين والممرضات والمنسقين وغيرهم من الموظفين. وراح كيفن يتلقى رعاية متابعة مع جوزيفسون وزملائها في أمراض الكلى من خلال نموذج رعاية قائم على الفريق. وهو مندهش من حظه ومدى شعوره بالرضا.
قال كيفن: “أشعر بأنني محظوظ جدًا لأنني تمكّنت من الحصول على كلية جديدة بعد عام فقط من الإصابة”.
وقال بارث، “إن التبرع بالكلى من متبرع حي يمنح الناس ضوءًا ساطعًا في مقدمة النفق – وليس في نهايته”. وأضاف: “المتبرعون أشخاص مذهلون. أحد أكثر الأمور الخاصة التي نقوم بها في عملية زراعة الأعضاء هو رعاية المتبرعين الأحياء. إنها عملية دقيقة وحذرة. حتى مع وجود دافع لدى أحد أفراد الأسرة للتبرع بأي ثمن، فإن هدفنا يبقى إعطاء الأولوية لسلامة المتبرع وعدم المخاطرة غير الضرورية”.
لاحظ بارث أن برنامج زراعة الكلى من متبرع حي في مستشفى جامعة شيكاغو يتمتّع بنسبة نجاح 100٪ لمدة عام للمستفيدين. وأوضح بارث، أن “هذا يوضح مدى العناية التي نوليها لهذه التقدمات الخاصة جدًا”. “يمكن للمتبرع الركون إلى أن كليته قد عُهدت إلى برنامج يتمتع بأعلى معدلات النجاح وأفضل النتائج المتوقعة لعلاج الفشل الكلوي”.
كمتبرعة، ستحتاج لافيرن إلى الحفاظ على نمط حياة صحي لضمان صحة كليتها المتبقية، والمساعدة في منع ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بالسكري. لكنها، مع ذلك، ليست مقيدة إطلاقًا.
عائلة بارتي
يوضح الدكتور بارث: “إن الشيء الوحيد الذي يمنع الشخص من التبرع بكليته الثانية وهو لا يزال على قيد الحياة، هو التبرع بكليته الأولى وأنه لم يعد يملك سوى واحدة هي الكلية الثانية”.
ومع تجاوز هذه العقبة الأخيرة، يتطلع كيفن إلى قضاء الوقت مع عائلته ومحاولة رد الجميل إلى لافيرن لمنحه إحدى كليتيها.
أما لافيرن فتقول لكيفن ممازحةً: “بعد 30 عامًا آتية، هل تعلم كم عليّ أن أتحمله؟”. “هذه مجرد قطعة صغيرة.”