التمريض عن بُعد… المستقبل الرقمي للرعاية الصحية
التمريض عن بُعد… المستقبل الرقمي للرعاية الصحية
يمكن للمريض استقبال الرعاية التمريضية اللازمة من دون الحاجة إلى التوجه إلى المستشفى أو العيادة، بل فقط من خلال مكالمة فيديو أو تطبيق على الهاتف المحمول.
التمريض عن بُعد يشكّل اليوم ثورة في مجال الرعاية الصحية ويوفر العديد من الفوائد للمرضى ومقدمي الرعاية على حد سواء. ومع استمرار التطور التكنولوجي، من المتوقع أن يصبح التمريض عن بُعد جزءًا لا يتجزأ من نظام الرعاية الصحية في المستقبل.
واليوم، تتزايد أهمية التكامل بين التمريض والتطبيب عن بُعد بشكل ملحوظ نظراً للطلب المتنامي على خدمات الرعاية الصحية التي يمكن الوصول إليها بسهولة. ومع استمرار التطور التكنولوجي، من المتوقع أن يشهد هذا المجال مزيدًا من النمو والتوسع في المستقبل.
لقد استفاد مجال التمريض كثيرًا من التكنولوجيا من خلال التمريض عن بُعد، ما أدى إلى تحسين إمكانية الوصول للرعاية الصحية، متابعة الحالة الصحية للمرضى، كفاءة الخدمات الصحية، وجودة الرعاية المقدمة.
إن مستقبل التمريض عن بُعد واعد إلى حد كبير، حيث يتوقع أن يشهد المزيد من التطورات والتوسع في السنوات القادمة. مع تطور التكنولوجيا، من المتوقع ظهور المزيد من التطبيقات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء التي ستساهم في تحسين تجربة المريض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الصحية وتقديم توصيات علاجية أكثر دقة.
في المقابل، هناك بعض المهارات التي يجب أن يتقنها الممرضون للعمل في مجال التمريض عن بُعد، أهمها المهارات التكنولوجية وإتقان استخدام أجهزة ومنصات التواصل عن بُعد مثل الفيديو، الهاتف، الرسائل النصية؛ بالإضافة إلى مهارات التواصل والتفاعل مع المرضى والأسر عبر وسائل الاتصال عن بُعد والقدرة على إظهار الرعاية والتعاطف مع المرضى رغم البُعد الجسدي.
على الممرض أن يتقن كذلك مهارات التقييم والتشخيص ليكون لديه القدرة على إجراء تقييم شامل للحالة الصحية للمريض عبر الاتصال عن بُعد والقدرة على تحديد المشاكل الصحية وإعداد خطة العناية المناسبة.
فوائد ومميّزات
التمريض عن بُعد يمثل نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية، حيث يوفر فوائد جمّة للمرضى ومقدمي الرعاية والأنظمة الصحية على حد سواء.
يسهم التمريض عن بُعد في تحسين إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية، خاصةً للمناطق النائية أو المنعزلة ما يساعد على زيادة الراحة والرضا للمرضى من خلال الرعاية في بيئتهم المألوفة، وبالتالي يسهم ذلك في رفع الكفاءة التشغيلية وتقليل الزيارات للعيادات وفي الوقت نفسه تعزيز إدارة الأمراض المزمنة وإمكانية التدخل المبكر:
من أهم فوائد التمريض عن بُعد:
زيادة إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية:
التمريض عن بُعد يمكّن الممرضات من تقديم الرعاية لمرضى في مناطق نائية أو صعبة الوصول، ما يزيد من إمكانية وصول المرضى للخدمات الطبية.
يستفيد من هذه الميزة جميع المرضى ولكن على وجه الخصوص المرضى ذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن الذين قد يصعب عليهم الوصول إلى المرافق الصحية.
تحسين متابعة الحالة الصحية للمرضى:
باستخدام أجهزة المراقبة عن بُعد، يمكن للممرضات مراقبة المرضى وتقييم حالتهم الصحية بشكل مستمر من دون الحاجة لزيارات متكررة، ويسمح بالكشف المبكر عن أي تغييرات أو مشاكل صحية وتقديم التدخل المناسب في الوقت المناسب.
يمكن للممرضين كذلك متابعة حالة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة بشكل مستمر، فيساعدهم ذلك على اكتشاف أي مضاعفات مبكراً واتخاذ الإجراءات اللازمة.
زيادة كفاءة الخدمات الصحية:
التمريض عن بُعد يسمح بتوزيع الموارد والخبرات الطبية بشكل أكثر كفاءة، حيث يمكن للممرضات ذوي الخبرة تقديم الرعاية لمرضى في مناطق بعيدة. كما يساعد في تقليل تكاليف الرعاية الصحية من خلال تقليل الحاجة للزيارات والإقامة في المستشفيات.
تحسين جودة الرعاية الصحية:
التمريض عن بُعد يمكّن الممرضات من الوصول إلى موارد إضافية كالاستشارات الطبية عن بُعد، ما يسهم في تقديم رعاية صحية أفضل للمرضى. كما يساعد في الحفاظ على سجلات طبية إلكترونية منظمة وشاملة للمرضى.
راحة وخصوصية:
يمكن للمرضى تلقي الرعاية في بيئة مألوفة لهم، مما يقلل من التوتر والقلق المرتبطين بزيارات المستشفى. كما يمكنهم تحديد مواعيد الاستشارات مع الممرضين في الأوقات التي تناسبهم، مما يزيد من مرونة الحصول على الرعاية.
تقليل التكاليف:
يمكن للتمريض عن بُعد تقليل التكاليف المرتبطة بالرعاية الصحية، مثل تكاليف النقل والإقامة في المستشفى.
ما هي الخدمات التمريضية التي يمكن تقديمها عن بُعد؟
يحصل المريض على مجموعة واسعة من الخدمات التمريضية من دون الحاجة الى تواجده جسدياً في المستشفى او المركز الصحي.
تتمثل الخدمات التمريضية التي يمكن تقديمها عن بُعد على النحو التالي:
الاستشارات التمريضية:
يمكن للممرضين تقييم الحالة الصحية للمريض عن بُعد من خلال إجراء فحوصات بدنية افتراضية، وتحليل البيانات الحيوية، واستعراض التاريخ الطبي للمريض. كما يمكن الإجابة على أسئلة المرضى حول أدويتهم وأعراضهم ورعايتهم اليومية.
يقدم الممرض كذلك النصائح والإرشادات حول أمور عدة مثل التغذية، وممارسة الرياضة، وإدارة الألم، وغيرها من جوانب الرعاية الذاتية.
متابعة المرضى المزمنين:
يمكن للمرضى استخدام أجهزة مراقبة صحية مثل مقاييس ضغط الدم ومقاييس السكر في الدم، وإرسال البيانات إلى الممرضين لمتابعتها بانتظام؛ وبناءً على تلك البيانات التي يتم جمعها عن بُعد، يقوم الممرض بتعديل خطط العلاج.
بإمكان الممرض أيضاً تقديم تعليم صحي مستمر للمرضى حول كيفية إدارة أمراضهم بشكل فعال.
إدارة الأدوية:
يمكن للممرضين مراجعة الأدوية التي يتناولها المريض والتأكد من عدم وجود أي تفاعلات دوائية، وتقديم توجيهات واضحة حول كيفية تناول الأدوية والآثار الجانبية المحتملة.
التأهيل والتدريب:
التأهيل بعد الجراحة عبر تقديم برامج تأهيل لمساعدة المرضى على التعافي بشكل أسرع، حيث يمكن للممرضين تدريب أفراد الأسرة أو مقدمي الرعاية الآخرين على كيفية تقديم الرعاية للمريض في المنزل.
الدعم النفسي:
يمكن للممرضين تقديم الدعم النفسي للمرضى الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب، وتحويل المريض إلى أخصائي الصحة النفسية عند الضرورة.
الذكاء الاصطناعي والتمريض عن بُعد
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تحسين كفاءة وفعالية التمريض عن بُعد، مما يفتح آفاقاً جديدة لتحسين الرعاية الصحية المقدمة للمرضى من خلال تحليل البيانات الطبية، وتشخيص الأمراض المبكر، وتخصيص خطط الرعاية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الممرضين على تقديم رعاية أكثر فعالية وكفاءة.
الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة في مجال التمريض عن بُعد ويوفر أدوات قوية لتحسين الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، بحيث يمكن تحليل كميات هائلة من البيانات الطبية للمريض، بما في ذلك السجلات الصحية، والفحوصات المخبرية، والأجهزة القابلة للارتداء، لتحديد الأنماط والاتجاهات التي قد لا يلاحظها الإنسان. كل هذه المميزات تساعد الممرض على اتخاذ قرارات أكثر دقة بشأن خطط الرعاية.
وبفضل ما يمنحه الذكاء الاصطناعي من استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحديد علامات المرض المبكرة في الصور الطبية والبيانات الحيوية، فإن هذه الميزة تسمح للممرض بقراءة المؤشرات التي تساعده على التدخل المبكر قبل تطور الحالة وبالتالي تقديم العلاج الفعال.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي تطوير خطط رعاية مخصصة لكل مريض بناءً على بياناته الصحية الفردية، ما يزيد من فعالية العلاج ويحسن نتائجه؛ إضافة الى تحسين التواصل بين الممرضين والأطباء والمختصين الآخرين لضمان تقديم رعاية متكاملة للمريض.
من فوائد الذكاء الاصطناعي في مجال التمريض عن بُعد هو إيجاد ما يسمى بـ”المساعد الافتراضي” بحيث يمكن تطوير مساعدين افتراضيين يمكنهم الإجابة على أسئلة المرضى، وتقديم التوجيهات، وتذكيرهم بمواعيد الأدوية، ما يوفر وقت الممرضين ويحسن تجربة المريض.
ويحظى المريض بالمراقبة المستمرة من خلال الأجهزة الطبية المتصلة بالإنترنت والمجهزة بالذكاء الاصطناعي التي تسمح بمراقبة حالة المرضى على مدار الساعة، وإرسال تنبيهات في حالة حدوث أي تغييرات مهمة.