تكنولوجيا

إنترنت الأشياء… وأشياء أخرى!

الرعاية الصحّية المنزلية تتبدّل

إنترنت الأشياءوأشياء أخرى!

يمثل دمج الرعاية الصحية المنزلية وإنترنت الأشياء خطوة مهمة نحو مستقبل الرعاية الصحية. من خلال توفير رعاية شخصية عالية الجودة في بيئة مريحة، يمكن لهذه التقنيات تحسين حياة المرضى بشكل كبير. هناك حلول مبتكرة للرعاية الصحية المنزلية مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الأفراد الذين يحتاجون إلى رعاية مستمرة، والهدف هو تمكين المريض من العيش حياة أكثر استقلالية مع تقليل الحاجة إلى زيارات المستشفى المتكررة.

إن حلول الرعاية الصحية المنزلية مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المرضى المسنين وكل من يعاني من أمراض مزمنة ويحتاج إلى رعاية مستمرة ومراقبة دائمة بحيث يتم تمكين المرضى من الحصول على رعاية عالية الجودة في بيئة مريحة ضمن المنزل. هنا، برز دور إنترنت الأشياء (IoT) بإعادة تشكيل مشهد الرعاية الصحية لا سيما في مجال الرعاية المنزلية، من خلال ربط مجموعة متنوعة من الأجهزة والمستشعرات التي تمكّن الأفراد من تلقي رعاية عالية الجودة في راحة منازلهم. إنترنت الأشياء (IoT) يوفر مجموعة متنوعة من الأجهزة والأجهزة القابلة للارتداء التي يمكنها مراقبة صحة المريض عن بُعد فيحصل على رعاية عالية الجودة في بيئة مألوفة.

يمكن لأجهزة إنترنت الأشياء توفير رعاية مخصصة لكل مريض بناءً على بياناته الصحية الفردية، مع إمكانية مراقبة الحالة الصحية على مدار الساعة، ما يسمح بالكشف المبكر عن أي تغييرات. كما تساعد الرعاية المنزلية المدعومة بتقنية إنترنت الأشياء المرضى على الحفاظ على استقلالهم وتعزيز جودة حياتهم. هذا النوع من الرعاية يؤدي إلى تقليل التكاليف الصحية الإجمالية من خلال تقليل الحاجة إلى الإقامة في المستشفى. ولعل أهم ما في الأمر هو أن العديد من المرضى، لاسيما كبار السن، يفضلون تلقي الرعاية في منازلهم، ما يؤدي إلى زيادة رضاهم عن الخدمات المقدمة.

كما يتوافر اليوم الكثير من التطبيقات على الهواتف الذكية التي باتت تشكل أداة قوية في تعزيز الالتزام بالعلاج من خلال توفير تنبيهات، وميّزات المراقبة، والمحتوى التعليمي، وقنوات اتصال فعّالة بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية. ومع استمرار ارتفاع استخدام الهواتف الذكية عبر مختلف الفئات العمرية، وخاصة بين كبار السن، فإن إمكانية هذه التطبيقات في التأثير الإيجابي على النتائج الصحية كبيرة. محتملة؛ كما يتم صرف الأدوية بشكل آلي ما يقلّل من الأخطاء البشرية ويزيد من سرعة الخدمة. يساهم الذكاء الاصطناعي في العمل الصيدلاني في تعزيز سلامة العلاج من خلال التنبؤ بالتفاعلات الدوائية فيساعد في تقييم المخاطر بدقة وتحديد الآثار الجانبية المحتملة للأدوية؛ كما يسهم كذلك في تحليل البيانات السريرية الكبيرة وتحسين قرارات العلاج بناءً على معلومات دقيقة حول المرضى. 

تساهم هذه التقنيات المتطورة بشكل كبير في تحسين سلامة العلاج من خلال تقليل الأخطاء الدوائية وتعزيز فعالية الرعاية الصحية. استخدام الأنظمة الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة يساعد الصيادلة على تقديم خدمات أفضل وتحقيق نتائج إيجابية للمرضى.

من الفوائد المرجوة للرعاية الصحية المنزلية المزوّدة بأجهزة إنترنت الأشياء:

  • سرعة الوصول إلى الطبيب أو مقدمي الرعاية الصحية حيث تربط تطبيقات الرعاية الصحية المحمولة المرضى بأخصائيين مؤهلين، ما يتيح الفرصة لحصولهم على رعاية شخصية في المنزل. توفر موارد مثل تنبيهات الدواء ومتتبعات الأعراض والاستشارات عن بُعد، والتي يمكن أن تعزز التزام المريض بخطط العلاج وتقلّل من إعادة دخول المستشفى.
  • تعزيز التواصل والتنسيق بين المرضى ومقدمي الرعاية ومقدمي الرعاية الصحية. وتتيح تحديثات بيانات المريض في الوقت الفعلي حول حالة المريض وخطط العلاج، ما يضمن اطلاع جميع الأطراف المعنية ومشاركتهم.
  • رصد البيانات في الوقت الفعلي حيث تمكّن الأجهزة المحمولة من مراقبة المريض عن بُعد من خلال جمع البيانات وتحليلها. يتيح ذلك لمقدمي الرعاية الصحية اكتشاف التغيرات في حالة المريض في وقت مبكر والتدخل على الفور.
  • خفض التكاليف من خلال تقليل زيارات المستشفى وتحسين استخدام موارد الرعاية الصحية.

إليكم بعض الطرق التي يُمكن أن يُساهم بها إنترنت الأشياء في تحسين الرعاية الصحية المنزلية:

المراقبة المستمرة 

تُعتبر المراقبة المستمرة عنصرًا حيويًا في الرعاية الصحية الحديثة. من خلال استخدام أجهزة الاستشعار المتخصصة، يمكن قياس مجموعة واسعة من العلامات الحيوية بدقة، مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات الأوكسجين في الدم. بالإضافة إلى ذلك، تساعد أجهزة التتبع في رصد حركة المريض ونشاطه اليومي، ما يوفر معلومات قيّمة للأطباء والمعالجين لاتخاذ القرارات العلاجية المناسبة.

التنبيه الفوري 

تُزوّد أنظمة الرعاية الصحية المنزلية الحديثة بأنظمة إنذار فورية، حيث يمكن برمجة الأجهزة لإرسال تنبيهات عاجلة إلى مقدمي الرعاية في حال حدوث أي تغيّرات غير طبيعية في حالة المريض، ما يضمن سرعة الاستجابة واحتواء أي حالة طارئة.

تساهم هذه الميزة في التدخل السريع وحماية صحة المريض، ما يجعلها حجر الزاوية في الرعاية الصحية عن بُعد ويُمكّن المرضى من العيش حياة أكثر استقلالية وأماناً في منازلهم.

التواصل عن بُعد 

تُعتبر تقنيات الاتصال المرئي ثورة في مجال الرعاية الصحية، حيث تتيح إجراء الاستشارات الطبية ومراقبة المرضى عن بُعد. تُمكّن كاميرات المراقبة المتصلة مقدمي الرعاية من متابعة حالة المرضى بشكل مستمر، حتى من خارج المؤسسة الصحية، بينما تُسهّل تقنيات التطبيب عن بعد التواصل بين الأطباء والمرضى، ما يوفر تجربة تشخيص وعلاج أكثر سلاسة.  تساهم هذه التقنيات في تقديم رعاية صحية فورية وفعالة، وتقلل من الحاجة إلى زيارات متكررة للمستشفى، مما يعزز من جودة حياة المرضى.

تحسين تجربة المريض 

تُعتبر البيانات التي تجمعها الأجهزة الذكية ثورة في مجال الرعاية الصحية، حيث تتيح تخصيص خطط الرعاية وتوفير رعاية صحية أكثر فعالية. من خلال تحليل البيانات الواردة من هذه الأجهزة، يمكن للطبيب المعالج تصميم خطط علاج مخصصة لكل مريض على حدة، ما يعزّز تجربة المريض ويحسن النتائج الصحية.  تُساهم هذه التقنية في تقديم رعاية صحية أكثر دقة ومرونة، حيث يتم تكييف العلاج ليناسب الاحتياجات الفردية لكل مريض، ما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة بشكل عام.

زيادة الالتزام بالعلاج

المراقبة المستمرة للمريض تُعتبر أداة قوية لدعمه في رحلة العلاج. من خلال توفير تنبيهات منتظمة لتناول الأدوية، تساعد هذه التطبيقات المرضى على الالتزام بخطط العلاج بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، توفر معلومات قيّمة حول الحالة الصحية للمريض، ما يسمح له بمراقبة تقدمه وتعديل سلوكه الصحي وفقًا لذلك. فالأجهزة الذكية تعتبر شريكًا فعّالًا للمرضى في رحلة العلاج، حيث توفر الدعم اللازم لتحقيق أهدافهم الصحية.

آفاق جديدة

يمثل دمج الحلول المتنقلة في مجال الرعاية الصحية المنزلية قفزة نوعية في طريقة تقديم الرعاية. من خلال تحسين التواصل والتنسيق والوصول إلى المعلومات في وقتها الفعلي، تسعى هذه التقنيات إلى تعزيز نتائج المرضى ودعم مقدمي الرعاية ومزوّدي الخدمات الصحية على حد سواء. 

مع استمرار تزايد الطلب على الرعاية المنزلية، خاصة بين الفئات العمرية المتقدّمة، من المتوقع أن يتوسع الاعتماد على التكنولوجيا المحمولة بشكل أكبر، ما يُشكّل مستقبل تقديم الرعاية الصحية في المنزل.

في الواقع، إنترنت الأشياء يفتح آفاقًا جديدة للرعاية الصحية المنزلية، ما يمكّن الأفراد من العيش حياة مستقلة وصحية في منازلهم. فإمكانات إنترنت الأشياء في مجال الرعاية الصحية المنزلية هائلة، ومع استمرار تطور التكنولوجيا يمكن أن نتوقع ظهور المزيد من الحلول المبتكرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى