أمراض وعلاجات

يُنبئان بالسرطان ويُبعدانه… ماذا عن مسحة عنق الرحم والتطعيم ضد HPV؟

يُنبئان بالسرطان ويُبعدانه

ماذا عن مسحة عنق الرحم والتطعيم ضد HPV؟

يناير هو شهر التوعية الوطنية بصحة عنق الرحم، حيث يتم تسليط الضوء على أهمية صحة عنق الرحم وتشجيع التدابير الوقائية مثل الفحوصات الروتينية والتطعيمات. يمكن أن يقلّل الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم بشكل كبير من خلال مسحة عنق الرحم (Pap Smears)  وفحص الـHPV، بالإضافة إلى التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وهو السبب الرئيسي للمرض. يهدف هذا الشهر إلى تعزيز الوعي بأهمية صحة المرأة ودعم الجهود المبذولة للقضاء على هذا المرض الخطير.

لقد وضعت منظمة الصحة العالمية خطة طموحة للقضاء على سرطان عنق الرحم كمشكلة صحية تركز هذه الخطة على أهمية التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الذي يعتبر السلاح الرئيسي في الوقاية من سرطان عنق الرحم، حيث يحمي من الفيروس المسبب لهذا النوع من السرطان. توصي منظمة الصحة العالمية بتطعيم الفتيات في سن المراهقة بلقاح HPV، حيث يوفر حماية طويلة الأمد ضد معظم أنواع سرطان عنق الرحم. كما تركز الخطة على ضرورة إجراء الفحوصات المنتظمة لما لها من دور حاسم في الكشف المبكر عن التغيّرات الخلوية في عنق الرحم التي قد تؤدي إلى السرطان. تشمل هذه الفحوصات اختبار Pap Smears واختبار HPV. تتيح هذه الفحوصات اكتشاف التغيرات الخلوية وعلاجها قبل تطوّرها إلى سرطان، ما يزيد بشكل كبير من فرص الشفاء.

سرطان عنق الرحم لا يزال يشكل تحديًا صحيًا عالميًا كبيرًا، حيث تختلف معدلات الإصابة والوفيات بشكل كبير بين المناطق المختلفة؛ فعلى الرغم من تحسّن معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم في بعض المناطق بفضل تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية واستراتيجيات الوقاية، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة على مستوى العالم. لا تزال الفجوات بين البلدان عالية الدخل والبلدان منخفضة الدخل تؤثر بشكل كبير على عبء سرطان عنق الرحم، ما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز جهود الوقاية والعلاج على نطاق عالمي.

فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) والسرطان

فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) هو نوع من الفيروسات التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي المباشر. هناك العديد من أنواع فيروس HPV بعضها يسبب الثآليل التناسلية، بينما البعض الآخر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بسرطان عنق الرحم وأنواع أخرى من السرطان. في نسبة صغيرة من الحالات، يستمر الفيروس ما يؤدي إلى عدوى مزمنة. وتعتبر أنواع فيروس HPV  عالية الخطورة، ولا سيما النوعان 16 و 18، مسؤولة عن حوالى 70% من حالات سرطان عنق الرحم في جميع أنحاء العالم. تعتبر معظم حالات سرطان عنق الرحم ناجمة عن الإصابة بفيروس HPV ؛ فعندما يدخل الفيروس إلى خلايا عنق الرحم، يمكن أن يسبب تغيّرات في الحمض النووي لهذه الخلايا، ما يؤدي في النهاية إلى نمو غير طبيعي للخلايا وتطور السرطان. قد يستغرق الأمر سنوات عديدة حتى يتطور سرطان عنق الرحم بعد الإصابة بفيروس HPVما يؤكد الدور الفعّال للفحوصات الدورية التي  تسهّل عملية الكشف المبكر.

يتطور سرطان عنق الرحم الناجم عن فيروس HPV بشكل تدريجي. وعادةً ما يستغرق الأمر من 5 إلى 10 سنوات حتى تتطور الخلايا المصابة بفيروس HPV إلى آفات سرطانية محتملة. إذا لم يتم اكتشاف هذه الآفات وعلاجها، فقد تتطور إلى سرطان عنق الرحم الغازي خلال فترة تصل إلى حوالى 20 عامًا. وعليه، إن فهم هذه العملية يؤكّد أهمية التدابير الوقائية مثل التطعيم ضد فيروس HPV والفحوصات الروتينية لعنق الرحم للكشف عن التغيرات السرطانية المحتملة وإدارتها بفعالية.

فعالية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)

أثبت لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) فعاليته العالية في الوقاية من سرطان عنق الرحم، خاصة عند إعطائه قبل التعرض للفيروس.  عند تلقي اللقاح، يتم تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة خاصة بفيروس HPV؛ هذه الأجسام المضادة تعمل كجنود مستعدة لمواجهة الفيروس في حال دخوله الجسم، ما يمنع الإصابة به أو يقلّل من خطورتها.  يوصى بإعطاء لقاح HPV للأطفال والمراهقين قبل بدء النشاط الجنسي. يكون لقاح فيروس الورم الحليمي البشري أكثر فاعلية عند إعطائه للمراهقين، وتحديداً بين سن 11 و12 عامًا. يضمن هذا التوقيت حدوث التطعيم قبل التعرض المحتمل لفيروس الورم الحليمي. ومع ذلك، يمكن إعطاء اللقاح للأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم من قبل حتى سن 45 عامًا.  وبالتالي، يوفر اللقاح حماية قوية ضد الأمراض المرتبطة بفيروس HPV، بما في ذلك سرطان عنق الرحم.

مسحة عنق الرحم

هو أحد أنواع الفحوصات المستخدمة للكشف عن التغيرات الخلوية غير الطبيعية في عنق الرحم. يتم أخذ عينة صغيرة من خلايا عنق الرحم وفحصها تحت المجهر. من خلال تحديد هذه التغيرات في وقت مبكر، يمكن اتخاذ التدابير المناسبة لمنع تطورها إلى سرطان. لقد أدى التوسع في تطبيق مسحة عنق الرحم (Pap Smear) إلى انخفاض كبير في معدلات الإصابة والوفيات بسرطان عنق الرحم، خاصة في البلدان التي لديها برامج فحص منظمة.تساهم الفحوصات المنتظمة بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم وتحسين نتائج الصحة لدى النساء على مستوى العالم. 

إن زيادة الوعي بأهمية فوائد مسحة عنق الرحم أمر ضروري لتعزيز المشاركة في الفحوصات وبالتالي تقليل معدلات الإصابة والوفيات بسرطان عنق الرحم.

ومن ابرز الأمراض التي تكشف عنها مسحة عنق الرحم:

  • الأمراض السرطانية حيث يتم اكتشاف أي تغير يطرأ على الخلايا في مرحلة ما قبل السرطان؛ يصنف هذا الفحص تلك الخلايا إلى ثلاثة أنواع حسب قرب تحولها إلى سرطان وهي أنواع خفيفة التحول، متوسطة، أو كبيرة التحول وهي التي يمكن أن تتحول إلى سرطان عنق الرحم خلال عام أو ثلاثة أعوام، أما الأنواع الخفيفة فهي يمكن أن تتحول الى خلايا سرطانية في فترة تتراوح ما بين 15-20 عام وهي مؤشرات مبكرة توضح تحول الخلايا ما يساعد في العلاج في الوقت المناسب إذ تم إجراء المسحة بشكل دوري. 
  • الالتهابات المهبلية مثل الإصابة بمرض كثرة البكتيريا والتي تنتج عن بكتيريا تؤدي إلى وجود افرازات غير طبيعية، ومن المعروف وجود بكتيريا عصوية في المهبل الطبيعي والتي تعمل على توفير وسط مائل للحموضة فيه وهي عامل هام لصحة المهبل. 
  • الالتهابات الفيروسية حيث يتم الكشف عن التهاب الهربس وهو من الالتهابات الجنسية وينبغي علاجه على الفور لأنه من الأمراض الخطيرة على المرأة الحامل التي تلد ولادة طبيعية إذ يمكن أن يسبّب إعاقة أو وفاة للمولود أثناء خروجه من المهبل.
  • الأمراض الفطرية والتي تسبب أيضا الإفرازات المهبلية غير الطبيعية، الحكة واحمرار المهبل ومن أشهر هذه الفطريات الكانديدا، ويتم علاجها باستخدام مضاد الفطريات.
  • الكشف عن الطفيليات والتي تحدث بسبب الإفرازات الكثيرة غير الطبيعية، حيث تسبب رائحة وحكة جلدية ومن أشهرها الترايكوموناس التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي ويتم علاجها بمضاد حيوي للزوجين معا في وقت واحد.
  • بعض أسباب العقم: تكشف مسحة عنق الرحم عن نقص بعض المغذيات مثل حمض الفوليك والذي يؤدي نقصه لبعض التغيرات في الخلايا العمودية في هذه المنطقة، ما يجعله بيئة غير مناسبة للحيوانات المنوية، وهو مرض يصيب النساء في المجتمعات الفقيرة.
  • لحميات عنق الرحم: تتكاثر أحيانا الخلايا العمودية المغطية للقناة المؤدية للرحم، فتتعرض لكثرة الالتهابات نتيجة الاحتكاك ما يؤدي الى تكوّن لحميات داخل هذه القناة والتي تصبح مصدر لنزيف المهبل خاصة بعد الجماع، كما تسبب ألما في أسفل البطن حيث أن هذه اللحمية تقوم بإغلاق قناة عنق الرحم ما يدفع الرحم للتقلص لطرد دم الحيض أو الإفرازات المختلفة. 
  • ضمور المهبل: يلعب هرمون الاستروجين دورا هاما في التغيرات الملموسة التي تطرأ على المهبل، إذ ان توافر الهرمون بنسبة كبيرة يسهم في سلامة المهبل والخلايا السطحية المغلفة له، كما أن نقصه يؤدي لعدم نضج هذه الخلايا وزيادة فرصة الإصابة بالتقرحات أثناء العلاقة الحميمية ومن ثم الالتهابات، كما يساعد الكشف عن ضمور المهبل على اكتشاف سن اليأس للمرأة.
  • فيروس الإيدز أو نقص المناعة الذاتية وهو من الأمراض الجنسية المنتشرة في الغرب، ويعتبر من الأمراض الخطيرة المسببة لسرطان عنق الرحم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى