نظافة اليدين… أساس الرعاية الصحية الآمنة والفعالة
نظافة اليدين… أساس الرعاية الصحية الآمنة والفعالة
القفازات الطبية ليست بديلاً
يبرز دور اليوم العالمي لنظافة اليدين في توحيد الجهود وزيادة الوعي بأهمية تحسين ممارسات نظافة اليدين كعنصر أساسي في البرامج الوطنية وبرامج المرافق الصحية لمكافحة العدوى والوقاية منها. إن الدور المحوري لنظافة اليدين في الاستراتيجيات الوطنية لمكافحة العدوى والوقاية منها يعتبر من الخطوات الأساسية للحد من انتشار الامراض، ومن الضروري تضمينها في إجراءات التشغيل الموحدة على مستوى المرافق الصحية وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
يهدف اليوم العالمي لنظافة اليدين إلى إبراز الأهمية القصوى لنظافة اليدين في مكافحة العدوى والوقاية منها عالميًا، لما لممارسات نظافة اليدين المثلى – بالتقنية الصحيحة وفي الأوقات المحددة حسب توصيات منظمة الصحة العالمية – من تأثير كبير في الحد من انتشار الأمراض. تحث منظمة الصحة العالمية على أن الترويج المستمر لنظافة اليدين يجب أن يرافقه الاستخدام الرشيد للقفازات مع التوعية بآثارها البيئية والمناخية على إدارة النفايات. نظافة اليدين ليست مجرد إجراء روتيني، بل هي خط الدفاع الأول الحيوي الذي يحمي الأفراد والمجتمعات من طيف واسع من الأمراض المعدية. من خلال إزالة الجراثيم الضارة عن اليدين بشكل فعال، يتم قطع حلقة انتقال العدوى، وبالتالي التقليل بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض مثل نزلات البرد والإنفلونزا والأمراض المعوية والالتهابات الأكثر خطورة التي قد تنتشر في مرافق الرعاية الصحية.
إن الالتزام بممارسات نظافة اليدين الصحيحة، سواء عن طريق غسل اليدين بالماء والصابون أو استخدام معقم اليدين الكحولي في الأوقات المناسبة – قبل إعداد الطعام وتناوله، وبعد استخدام المرحاض، وبعد لمس الأسطح الملوثة، وقبل وبعد تقديم الرعاية لشخص مريض – يمثل إجراءً بسيطًا ولكنه قوي التأثير في حماية صحتنا وصحة من حولنا. إن جعل نظافة اليدين عادة يومية يساهم بشكل مباشر في الحد من عبء الأمراض المعدية، ويحمي الفئات الأكثر عرضة للخطر، ويعزز الصحة العامة على نطاق واسع.
عندما يتم إجراء نظافة اليدين بشكل صحيح، فإنها تحقق عدة فوائد مهمة:
- تقليل الكائنات الدقيقة: تزيل بشكل فعّال الجراثيم والبكتيريا والفيروسات الموجودة على سطح اليدين، بما في ذلك الكائنات الحية الدقيقة العابرة التي يتم التقاطها من المرضى أو البيئة المحيطة.
- الوقاية من العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية: تعتبر نظافة اليدين حجر الزاوية في منع انتشار العدوى في مرافق الرعاية الصحية. يمكن أن تقلل بشكل كبير من معدلات الإصابة بالعدوى مثل التهابات المسالك البولية المرتبطة بالقسطرة، والتهابات مجرى الدم المرتبطة بالخطوط المركزية، والالتهاب الرئوي، والتهابات مواقع الجراحة.
- تحسين سلامة المرضى: من خلال الحد من انتشار العدوى، تساهم نظافة اليدين بشكل مباشر في سلامة المرضى عن طريق تقليل المضاعفات وزيادة فرص التعافي وتقليل مدة الإقامة في المستشفى.
- حماية العاملين في الرعاية الصحية: لا تحمي نظافة اليدين المرضى فحسب، بل تقلل أيضًا من خطر إصابة العاملين في الرعاية الصحية بالعدوى من المرضى، مما يساهم في صحتهم وسلامتهم وقدرتهم على تقديم الرعاية.
- الحد من مقاومة المضادات الحيوية:
- من خلال منع انتشار العدوى، تقل الحاجة
- إلى استخدام المضادات الحيوية، مما يساعد في مكافحة مشكلة مقاومة المضادات الحيوية المتزايدة.
- تقليل التكاليف: يمكن أن تؤدي الوقاية من العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية من خلال نظافة اليدين الفعالة إلى توفير كبير في تكاليف الرعاية الصحية عن طريق تقليل الحاجة إلى علاج العدوى وإدارة المضاعفات وإطالة فترة الإقامة في المستشفى.
لتحقيق أقصى قدر من الفعالية، يجب إجراء نظافة اليدين في الأوقات المناسبة (مثل قبل وبعد لمس المريض، قبل الإجراءات النظيفة أو المعقمة، وبعد التعرض لسوائل الجسم) وباستخدام التقنية الصحيحة (سواء غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 40-60 ثانية أو استخدام مطهر كحولي لليدين لمدة 20-30 ثانية، مع تغطية جميع أسطح اليدين).
استخدام القفازات ونظافة اليدين
لا يغني ارتداء القفازات عن ضرورة الحفاظ على نظافة اليدين، فالقفازات لا توفر حماية كاملة ضد تلوث اليدين. قد تصل الكائنات الدقيقة إلى أيدي العاملين في الرعاية الصحية عبر عيوب صغيرة في القفازات، أو عن طريق تلوث الأيدي أثناء نزعها. تُستخدم القفازات الطبية أثناء الإجراءات الطبية وتُعرف بأنها قفازات ذات الإستخدام الواحد، لكنها يمكن أن تتلوث بسهولة مثل الأيدي العارية ولا توفر حماية بنسبة 100%. عند ارتدائها، يجب نزع القفازات، على سبيل المثال، بعد لمس المريض، ويجب غسل اليدين فورًا وفقًا لقواعد نظافة اليدين الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. يجب ارتداء القفازات عند وجود خطر تلوث أيدي العاملين في الرعاية الصحية بالدم أو سوائل الجسم، عندما تحدد ذلك سياسة مكافحة العدوى المحلية. ويجب تغيير القفازات بين مريض وآخر عند أي تقديم الرعاية لمرضى مختلفين لمنع انتقال الكائنات الدقيقة، وكذك أثناء تقديم الرعاية لمريض واحد لمنع الانتقال المتبادل للكائنات الدقيقة بين مواقع الجسم المختلفة.
نظافة اليدين ضرورية عند الستخدام:
- يجب غسل اليدين قبل ارتداء القفازات وبعد نزعها.
- يجب نزع القفازات لغسل اليدين أثناء تقديم الرعاية لمريض واحد حسب عند القيام بإجراء صحي جديد للمريض ذاته.
- يجب التخلص من القفازات ذات الاستخدام الواحد بعد كل استخدام.
- يجب توفير منتجات نظافة اليدين والقفازات داخل غرف العزل/احتياطات الاتصال للسماح بإجراء نظافة اليدين المناسبة أثناء تقديم الرعاية للمريض. كما يجب تجنب الاستخدام المطوّل والعشوائي للقفازات لأنه قد يسبب تفاعلات ضارة وحساسية جلدية.