لم يعد مستعصيًا مع الطب الحديث… راقبي إفحصي تجنّبي المسببات
لم يعد مستعصيًا مع الطب الحديث… راقبي إفحصي تجنّبي المسببات
جاءت التطورات الحديثة في مجال أبحاث سرطان القولون لتفتح آفاقاً جديدة على صعيد تحسين نتائج العلاج وتقليل معاناة المرضى، وتستمر التجارب السريرية ومبادرات البحث في توسيع فهم سرطان القولون حيث تشهد طرق الكشف المبكر تقدماً ملحوظاً وكذلك هناك أساليب علاج مبتكرة تُظهر نتائج واعدة.
تشير أحدث الإحصائيات العالمية إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة بسرطان القولون، ما يجعله مصدر قلق كبير للصحة العامة؛ وتختلف معدلات الإصابة من بلد لآخر، ولكن بشكل عام، يمثل سرطان القولون تهديدًا كبيرًا للصحة.
ورغم أنه يعتبر مرضًا خطيرًا، ولكن يمكن الوقاية من سرطان القولون وعلاجه بنجاح إذا تم اكتشافه في مرحلة مبكرة؛ لذلك، ينبغي القيام بالفحوصات الدورية اللازمة، خاصة بعد سن الخمسين، أو أقل في حال وجود عوامل خطر أخرى.
إن أهمية الكشف المبكر عن سرطان القولون تكمن في زيادة فرص الشفاء بشكل كبير، ففي المراحل المبكرة يكون العلاج أكثر نجاحًا وتكون الآثار الجانبية أقل، بحيث يمكن علاج السرطان بالجراحة فقط بينما تتطلب المراحل المتقدمة علاجات أكثر تعقيدًا مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي. ينشأ سرطان القولون في الأمعاء الغليظة وهي الجزء الأخير من الجهاز الهضمي، يحدث عندما تنمو الخلايا بشكل غير طبيعي في بطانة القولون وتبدأ بالتكاثر بشكل غير منضبط، ما يؤدي إلى تكوين أورام. سرطان القولون هو نوع من السرطان ينشأ في الأمعاء الغليظة، وهي الجزء الأخير من الجهاز الهضمي. يحدث هذا المرض عندما تنمو الخلايا بشكل غير طبيعي في بطانة القولون وتبدأ في التكاثر بشكل غير منضبط، مما يؤدي إلى تكوين أورام. على الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق لسرطان القولون في جميع الحالات، إلا أن هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة به والتي تشمل العمر، التاريخ العائلي، أمراض الأمعاء الالتهابية مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، نظام غذائي غير صحي، السمنة وقلة الحركة، التدخين وشرب الكحول.
في المراحل المبكرة، قد لا يسبب سرطان القولون أي أعراض. ومع تقدم المرض، قد تظهر بعض الأعراض مثل:
- تغيرات في عادات الأمعاء: الإسهال أو الإمساك المتكرر، أو تغير في قوام البراز.
- نزيف من المستقيم: قد يظهر الدم الأحمر الفاتح أو الداكن في البراز.
- الشعور بالتعب العام.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- آلام في البطن.
- الشعور بالانتفاخ أو الغازات.
منظار القولون… دقة أكبر وأمل في الشفاء
شهدت تقنية منظار القولون تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة أفضت إلى تحسّن كبير في القدرة على الكشف المبكر عن سرطان القولون والسلائل الحميدة التي قد تتحول إلى سرطان. هذا التطور كان له أثر بالغ الأهمية في زيادة فرص الشفاء من هذا المرض الخطير. فمنظار القولون هو إجراء طبي يتم فيه إدخال أنبوب رفيع ومرن يحتوي على كاميرا صغيرة في المستقيم لفحص القولون والمستقيم بحثًا عن أي التهابات أو سلائل أو أورام. ومؤخراً، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل صور منظار القولون بشكل أسرع وأكثر دقة، ما يساعد الأطباء على تحديد المناطق التي تحتاج إلى مزيد من الفحص.
يعمل الذكاء الاصطناعي في منظار القولون من خلال تحليل الصور التي يتم التقاطها أثناء الفحص بدقة عالية، ويتم تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي على ملايين الصور التي تم جمعها من فحوصات سابقة، ما يمكّنها من التعرف على أنماط معينة تدل على وجود سلائل أو أورام سرطانية.
إن الإستعانة بالذكاء الاصطناعي من شأنه أن يقلل من احتمالية حدوث أخطاء بشرية قد تحدث أثناء فحص الصور يدوياً، فضلاً عن تسريع عملية التشخيص حيث يقوم بتحليل الصور بسرعة أكبر ويساعد بالتالي على الكشف المبكر وتحسين فرص الشفاء وتقليل معاناة المرضى.
وفي السنوات الأخيرة طرأت تطورات نتج عنها تحسّن كبير في جودة الصور التي يتم الحصول عليها من خلال منظار القولون بشكل كبير، كما تم تطوير أدوات جراحية مصغرة يمكن إدخالها من خلال منظار القولون لإزالة السلائل الصغيرة أثناء الفحص نفسه، ما يقلل من الحاجة إلى إجراء عملية جراحية منفصلة. ويمكن كذلك استخدام بعض أنواع الأصباغ لتحديد المناطق المشكوك فيها في القولون، ما يساعد على تحديد الأورام الصغيرة بشكل أفضل.
فحص البراز FIT… خطوة كبيرة نحو الكشف المبكر
يشهد فحص البراز FIT (Fecal Immunochemical Test) تطوراً مستمراً ليصبح أداة أكثر دقة وفعالية في الكشف المبكر عن سرطان القولون؛ يعود هذا التطور إلى عوامل عدة منها تحسين حساسية الاختبار التي تشمل تكنولوجيا الأجسام المضادة إذ تم تطوير أجسام مضادة أكثر تحديدًا للدم البشري في البراز ما يزيد من دقة الكشف حتى عن كميات ضئيلة من الدم، كما تطوّرت التقنيات المستخدمة في المختبرات لتحليل عينات البراز، ما يقلل من نسبة النتائج الإيجابية الكاذبة والسلبية الكاذبة.
يتميز هذا الفحص بسهولة الاستخدام وطرق جمع العينة، حيث تم تطوير طرق أكثر سهولة لجمع عينات البراز، كما أصبحت أجهزة التحليل المستخدمة في المختبرات أكثر تلقائية وسهلة الاستخدام، ما يقلل من الخطأ البشري. كما أن الكشف المبكر والعلاج الفعال لسرطان القولون يوفر للمرضى حياة أفضل، ويمكن أن يؤدي الكشف المبكر إلى تقليل التكاليف الطبية على المدى الطويل. إن التطور المستمر في فحص البراز FIT أدى إلى زيادة معدلات الكشف المبكر عن سرطان القولون، وبالتالي زيادة فرص الشفاء وتقليل عدد الوفيات الناجمة عن سرطان القولون.
اختبار شيلد… ثورة في الكشف المبكر عن سرطان القولون
يمثل اختبار شيلد تقدمًا مهمًا في مجال الكشف عن سرطان القولون والمستقيم، حيث يوفر وسيلة سهلة وفعالة للكشف المبكر ليشكل جزءاً من استراتيجية فحص شاملة تشمل الفحوصات التقليدية الأخرى لضمان دقة التشخيص والعلاج المناسب، مع التأكيد في هذا المجال إلى أن هذا الاختبار ليس بديلاً عن تنظير القولون.
حصل هذا الفحص على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) كأداة فحص أساسية للأفراد الذين يبلغون من العمر 45 عامًا أو أكثر والذين لديهم خطر متوسط للإصابة بالمرض. وتأتي موافقة إدارة الغذاء والدواء في أعقاب تجربة سريرية كبيرة شملت 20 ألف بالغ معرضين لخطر متوسط للإصابة بسرطان القولون، والتي وجدت أن اختبار «شيلد» لديه قدرة بنسبة 83 للكشف عن سرطان القولون والمستقيم. إنه اختبار دم مبتكر تم تطويره للكشف المبكر عن سرطان القولون، ويعتبر خطوة كبيرة في مجال التشخيص المبكر للأورام، حيث يقدم العديد من المزايا التي تجعله أداة قوية في مكافحة هذا المرض. يعتمد اختبار شيلد على تحليل الحمض النووي لخلايا الورم السرطانية الحرة التي تنتقل من الورم إلى الدم، ويتم فحص هذه الخلايا للكشف عن أي طفرات جينية مميزة لسرطان القولون أي أنه يبحث عن شظايا الحمض النووي التي تفرزها الخلايا السرطانية والنمو ما قبل السرطاني.
التصوير الطبي… الدليل الأمثل لتحديد مدى انتشار سرطان القولون
تتعدد الأسباب التي تدفع الأطباء لاستخدام تقنيات التصوير الطبي للكشف عن سرطان القولون، بدءًا من الأعراض السريرية إلى الفحوصات الروتينية والنتائج السابقة. تعتبر هذه الفحوصات أدوات حيوية في تشخيص المرض وتحديد مدى انتشاره، ما يساعد في اتخاذ القرارات العلاجية المناسبة. فبعد الفحص السريري للمريض وبعد الخضوع للفحوصات الدورية من فحوصات دم وبراز وتنظير القولون كإجراء روتيني للكشف المبكر، وفي حال تشخيص المرض، يُستخدم التصوير الطبي مثل الأشعة المقطعية (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد مدى انتشار السرطان إلى الأعضاء المجاورة أو العقد اللمفاوية؛ كما يُستخدم التصوير أيضًا لمتابعة استجابة المريض للعلاج، سواء كان علاجًا كيميائيًا أو إشعاعيًا لتقييم فعالية العلاج والتأكد من عدم عودة السرطان.
التصوير بالأشعة المقطعية (CT Scan)يُستخدم لتوفير صور دقيقة للأعضاء الداخلية، بما في ذلك القولون للكشف عن الأورام وتحديد مدى انتشار السرطان إلى الأعضاء المجاورة. يمكن استخدامه أيضًا لتوجيه الإبرة خلال عملية أخذ خزعة من الأنسجة المشبوهة.
أما التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، فهو أقل شيوعًا ولكنه مفيد في تقييم الحالات المعقدة أو تحديد مدى انتشار السرطان ويوفر صورًا تفصيلية للأنسجة الرخوة ويمكن أن يساعد في تحديد الأورام التي قد لا تُظهرها الفحوصات الأخرى.
الوقاية … خطوات بسيطة لتجنب الإصابة
يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون بشكل كبير من خلال اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة النشاط البدني بانتظام، الحفاظ على وزن صحي، وتجنب الكحول والتدخين. كما أن الفحوصات الدورية ومراقبة الأعراض تلعب دورًا حاسمًا في الوقاية والكشف المبكر عن المرض.
اتباع نظام غذائي صحي
- زيادة تناول الألياف: تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه، الخضراوات، والحبوب الكاملة.
- تقليل اللحوم الحمراء والمعالجة: يُنصح بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة مثل السجق واللانشون، حيث ترتبط هذه الأنواع بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
- تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات: مثل الكالسيوم وفيتامين (د)، حيث تشير بعض الدراسات إلى أنها قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون.
ممارسة النشاط البدني
الرياضة المنتظمة: ممارسة الرياضة بانتظام تساهم في الحفاظ على وزن صحي وتقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون. يُوصى بممارسة النشاط البدني لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا.
الحفاظ على وزن صحي
تجنب السمنة: الوزن الزائد أو السمنة تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، لذا من المهم الحفاظ على وزن صحي.
تجنب التدخين
الإقلاع عن التدخين: يرتبط التدخين بزيادة خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان القولون.
الفحوصات الدورية
التحري المبكر: يُوصى بإجراء فحوصات دورية للكشف عن سرطان القولون بدءًا من سن 45 عامًا أو في وقت أبكر إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض. الكشف المبكر يزيد من فرص الشفاء بشكل كبير.
مراقبة الأعراض
عدم تجاهل الأعراض: يجب الانتباه إلى أي أعراض غير طبيعية مثل تغيرات في عادات الأمعاء، وجود دم في البراز، أو فقدان الوزن غير المبرر، واستشارة الطبيب عند ظهورها.