لكل سيدة تعاني من متلازمة المبيض متعدد التكيسات…
لكل سيدة تعاني من متلازمة المبيض متعدد التكيسات…
ماذا تأكل وماذا تتجنّب؟
تُصنّف متلازمة المبيض متعدد التكيسات (Polycyctic Ovary Syndrome-PCOS) على أنها حالة هرمونية تُحدث فوضى في الجسم وتسبّب مشاكل عدة على الصعيد الجسدي والنفسي، وتصيب واحدة من كل 10 سيدات. السمنة وزيادة الوزن من أبرز المشاكل التي يمكن ان تواجه النساء اللواتي يعانين من هذه المتلازمة؛ ورغم أضرارها ومضاعفاتها، من الممكن إدارة متلازمة تكيس المبايض باتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.
ما العلاقة إذن بين متلازمة المبيض متعدد التكيسات والسمنة؟
لابد بداية من الإضاءة على بعض الجوانب المتعلقة بهذه المتلازمة لإظهار العلاقة بينها وبين السمنة.
عند وجود متلازمة المبيض متعدد التكيسات، ينتج المبيضان كمية غير طبيعية من هرمونات الذكورة “الأندروجين” Androgens، التي من المفترض أن تتواجد عند النساء بكميات صغيرة. رغم عدم وجود سبب مؤكد للإصابة بالتكيسات، لكن لدى بعض الحالات الجمع بين الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية، بما في ذلك النظام الغذائي والنشاط البدني، كلها عوامل تسهم في ظهور الأعراض.
ماذا عن السمنة وعلاقتها بمتلازمة تكيس المبايض؟
يبدو أن النساء المصابات بالسمنة لديهن خطر أكبر للإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، والنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يكون لديهنّ خطر أكبر للتعرض للسمنة. العديد من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لديهن مقاومة للأنسولين؛ هذا يعني أن الجسم لا يستطيع استخدام الانسولين بشكل جيد، حيث تتراكم مستويات الانسولين في الجسم وقد تؤدي إلى ارتفاع مستويات الأندروجين. ويمكن أن تؤدي السمنة أيضا إلى زيادة مستويات الانسولين وتفاقم أعراض متلازمة تكيس المبايض. ينتج جسم النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض كمية كبيرة من الانسولين، أو لا يعمل الانسولين كما يجب، وبالتالي فإن عدم قدرة الانسولين على العمل بشكل طبيعي يعتبر من أحد أسباب زيادة الوزن أو صعوبة التخلص من الوزن الزائد لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض. في المقابل، بعض النساء قد تتطور لديهن الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض لاحقاً بعد زيادة كبيرة في الوزن. كما تتّسم متلازمة تكيس المبايض بوجود حالة من مقاومة الانسولين حيث تشير الأبحاث الى ان حوالى 70 بالمئة من النساء المصابات بهذه المتلازمة يعانين من مقاومة الانسولين ويعتبرونها احد المسببات. في مثل هذه الحالة، يعجز الجسم عن تزويد الخلايا بالقدر الكافي من الجلوكوز مما يدفع البنكرياس إلى إنتاج المزيد من الانسولين للمساعدة على الحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم.
الحمية نصف العلاج
النساء المصابات بتكيس المبايض يتوجب عليهن اتّباع حمية صحية وتمارين منتظمة طوال الوقت لأن الحصول على وزن صحي وفقدان الوزن الزائد يسهم في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وكذلك يساعد في التقليل من الأعراض المصاحبة لمرض تكيس المبايض. على المرأة أولا أن تدرك ان نصف العلاج يعتمد عليها بالدرجة الأولى، إذ وبعد تشخيص الحالة عليها ان تتبع حمية غذائية مناسبة لحالتها المرضية تحميها من السمنة ومخاطرها فتتخلص تدريجيا من الوزن الزائد ومن الضروري في مثل هذه الحالة ممارسة الرياضة؛ تلك هي الخطوة الاولى نحو العلاج لأن السمنة بحد ذاتها تزيد من اختلال الهرمونات.
ورغم أن بعض النساء لا يفقدن الوزن خلال الحمية الغذائية والتمارين الرياضية، إلا أن الدراسات أثبتت الفوائد الكثيرة على المدى البعيد بحيث تؤثر على عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات (الجلوكوز) وتحسّن من حساسية الانسولين وبالتالي تحمي من تطور مرض السكري، فعندما تقل حساسية الجسم تجاه الانسولين يزيد البنكرياس من إنتاجه للتعويض عن النقص. إن خسارة الوزن بالنسبة للنساء من الأمور المهمة جدا ليس فقط لفوائده الصحية بل لتأثيره على الطاقة، حتى لو لم تساعد التمارين على فقدان الوزن على المدى القصير فسوف تبقى الفوائد الصحية تؤثر على الصحة بشكل عام.
ما هي الحمية المناسبة؟
أثبتت بعض الدراسات أن حمية الكيتو من الأنظمة الغذائية المناسبة لحالات تكيس المبايض، لأن محتواها المنخفض من الكربوهيدرات وارتفاع نسبة الدهون الصحية والبروتين، يساعدان على التخلص من الوزن الزائد، ويقللان في الوقت نفسه من مقاومة الانسولين بالجسم. على المرأة أن تتبع نظام غذائي قليل السعرات الحرارية ولكن يحتوي على العناصر الغذائية التي تساعد على ضبط سكر بالدم وتقليل مقاومة الانسولين بالجسم، مثل الألياف والبروتين خالي الدسم ومضادات الأكسدة وأحماض أوميجا 3 والدهون الصحية، مع مراعاة الابتعاد عن السكريات البسيطة والكربوهيدرات المكررة والدهون المشبعة.
النظام الغذائي لمريضات تكيس المبايض يجب ان يكون غني بالأطعمة التالية:
- الألياف مثل الخضراوات، المكسرات، الكينوا والحنطة السوداء وخاصة في وجبة الإفطار والغداء.
- الخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة مثل اللفت والسبانخ والجرجير والسلق.
- البروتين النباتي مثل العدس والحمص والفول بدلاً من البروتين الحيواني لتقليل كمية الدهون المشبعة.
- الأطعمة ذات التأثير المضاد للالتهابات مثل الكركم والتوت والفلفل الحار والأسماك الدهنية (السلمون) والفطر والشاي الأخضر وزيت الزيتون.
- مضادات الأكسدة مثل التوت والشمندر والخرشوف والخضروات الصليبية والزنجبيل والقرفة والأوريغانو.
أما الأطعمة الممنوعة أو التي يجب تناولها بكميات ضئيلة:
- الكربوهيدرات المصنعة مثل الحبوب، البسكويت، رقائق البطاطا، المعجنات والخبز الأبيض.
- منتجات الألبان مثل الحليب والجبن والزبادي والآيس كريم.
- الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي العالي مثل الخبز الأبيض، البطاطا، الذرة المعلبة، رقائق الذرة، البطيخ، التين والتمور المجففة.
- السكريات المكررة مثل الفركتوز والكعك والحلويات.
- اللحوم الحمراء.
- الدهون والدهون المهدرجة مثل الأطعمة المقلية.
- المحليات الصناعية.