فيروس RSV… أكثر من مجرّد نزلات برد!
أحموا الرضّع وكبار السن
فيروس RSV… أكثر من مجرّد نزلات برد!
يشكّل الفيروس التنفسي المخلوي (RSV) تهديدًا صحيًا يطال جميع الأعمار، خاصةً الرضع وكبار السن. فهم هذا الفيروس وكيفية الوقاية منه أمر بالغ الأهمية لحماية المجتمع كونه ينتشر على نطاق واسع، وهو مصدر قلق صحي عالمي يستدعي اهتمامًا خاصًا لحماية الصحة العامة وتطوير استراتيجيات فعّالة للوقاية والعلاج. هو عدوى تنفسية شائعة تتسبب بمجموعة واسعة من الأعراض، من خفيفة إلى شديدة. لفهم هذا الفيروس بشكل كامل ينبغي النظر إلى تأثيره على مختلف الفئات العمرية وأساليب الوقاية والعلاج المتاحة.
يعتبر الرضع، وخاصة المبتسرين، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة نتيجة لعدوى RSV . يزيد ضعف جهاز المناعة من خطر الإصابة بمضاعفات شديدة، بينما يعاني كبار السن، وخاصة المصابون بأمراض مزمنة في الرئة والقلب، من تفاقم حالتهم الصحية بسبب هذا الفيروس.
الأعراض
في معظم الحالات، تكون أعراض الفيروس التنفسي المخلوي خفيفة وتزول من تلقاء نفسها خلال أسبوعين. ومع ذلك، قد تكون هذه العدوى خطيرة على الرضع وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وقد تتطلب رعاية طبية فورية. تتضمن الأعراض المُبكرة بعد انتهاء فترة حضانة الفيروس المخلوي التنفسي تهيُّج والتهاب الأغشية المخاطية المُبطّنة للمجاري التنفسية العلوية، فيشعر المريض باحتقان وسيلان في الأنف إلى جانب العُطاس. أما الأعراض الشديدة فهي ناتجة عن وصول الفيروس إلى الجهاز التنفسي السفلي وتتضمن السعال وصعوبة في التنفس نتيجة انسداد المجاري التنفسية الذي قد يتفاقم ليتسبّب بانقطاع النفس لدى الرُضّع تحديدًا، بالإضافة إلى الحمى والخمول والتهاب الأذن الوسطى. تعتمد فترة بقاء المرض على مدى شدة الإصابة، فإذا كانت الإصابة خفيفة سرعان ما تختفي خلال 5-7 أيام أما إذا انتقلت العدوى إلى جهاز التنفسي السفلي فغالباً ما يصاحبها سعال وبلغم مستمر وبعض الحالات تصل إلى سحب البلغم من داخل رئة المريض بين الحين والآخر لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
تتمثّل الأعراض الشائعة على النحو التالي:
- سيلان الأنف واحتقانه: عادةً ما يكون هذا أول الأعراض التي تظهر.
- السعال: ويكون خفيفًا أو شديدًا، وقد يتطور إلى سعال حاد جداً.
- الحمى: ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- التهاب الحلق: الشعور بألم أو حكة في الحلق.
- صعوبة في التنفس: يلاحظ المريض صعوبة في التنفس أو سرعة في التنفس، خاصةً عند الرضع.
- أزيز في الصدر: صوت صفير أثناء التنفس.
- فقدان الشهية: يفقد المريض الرغبة في تناول الطعام.
- التعب العام: الشعور بالتعب والإرهاق.
أما الأعراض الشديدة والتي عادةً تظهر عند الرضع:
- صعوبة شديدة في التنفس: يصبح التنفس سريعًا ومتقطعًا، وقد يتحول لون الجلد إلى الأزرق.
- انسحاب الأضلاع: يسحب الطفل عضلات صدره للداخل مع كل نفس.
- انخفاض مستوى النشاط: يصبح الطفل خاملاً وغير مستجيب.
- رفض الرضاعة: يرفض الطفل الرضاعة| أو الشرب.
المضاعفات
يمكن أن يتسبّب فيروس الجهاز التنفسي المخلوي بمضاعفات شديدة خصوصاً لدى الأطفال الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي. ومن أبرز المضاعفات التهاب الممرات الهوائية الصغيرة في الرئة والإلتهاب الرئوي وهو السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب القصيبات والإلتهاب الرئوي لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن السنة. يمكن أن يتسبب الفيروس المخلوي التنفسي في التهابات شديدة بما في ذلك التهاب القصيبات؛ كما يمكن أن تتكرّر الإصابة بعدوى الفيروس خلال الموسم نفسه ولكن قد تختلف حدة الأعراض، وقد تكون شبيهة بالزكام والإنفلونزا. في بعض الحالات يمكن أن تكون الأعراض خطيرة لدى البالغين أو الاشخاص الأكبر سنًا أو الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو الرئة المزمن.
لقاحات RSV
يمثل إدخال لقاحات RSV والأجسام المضادة الأحادية تطورًا كبيرًا في مكافحة هذا الفيروس. تتوفر الآن لقاحات لكبار السن، وتم تطوير علاجات الأجسام المضادة لحماية الرضع والأطفال الصغار المعرّضين لخطر كبير. هذه التدابير الوقائية تغيّر قواعد اللعبة في تقليل الحالات الشديدة والدخول إلى المستشفى. يهدف اللقاح بشكل أساسي إلى الوقاية من الإصابة بمرض شديد ناجم عن الفيروس التنفسي المخلوي والذي قد يتطلب دخول المستشفى، خاصةً عند الرضع وكبار السن، حيث يعمل عن طريق تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة تحمي الجسم من العدوى بالفيروس. عندما يتعرض الجسم للفيروس بعد تلقي اللقاح، يكون الجهاز المناعي مستعدًا لمحاربته بسرعة وفعالية، ما يقلّل من خطر الإصابة بمرض شديد.
العلاج
بما أن الفيروس المخلوي التنفسي هو أحد أنواع الفيروسات، لن تساعد أدوية المضادات الحيوية. لكن في الحالات الخفيفة، تكون الحالات أشبه بنزلات البرد العادية ولا تحتاج إلى علاج طبي وينصح الطبيب بالحفاظ على رطوبة الجسم عن طريق الإكثار من شرب السوائل وتناول الطعام الصحي بانتظام حتى مع انخفاض الشهية؛ من النصائح أيضاً نفخ الأنف باستخدام منديل ورقي لإبقاء الشعب الهوائية مفتوحة أو شفط المخاط الزائد من أنف الرضيع برفق. ينبغي إعطاء الطفل مسكّنات الألم وخافضات الحرارة التي تُصرف بدون وصفة طبية، مع استشارة الطبيب؛ وعلى الأهل التأكد من حصول الطفل على قسط وافر من الراحة والنوم وعدم تعرضه للتدخين السلبي على الإطلاق. في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض للدخول إلى المستشفى والحصول على سوائل وريدية إذا لم يتمكن من تناول الطعام أو شرب الماء بشكل كاف، أو تلقي أوكسجين إضافي، أو إجراء تقنية التنبيب عن طريق إدخال أنبوب التنفس من خلال الفم إلى مجرى الهواء، مع التهوية الميكانيكية. في معظم هذه الحالات، يستمر الإستشفاء لبضعة أيام فقط.
الوقاية
الوقاية هي السبيل الوحيد لتجنّب الإصابة، ويقتصر الأمر على المواظبة على غسل اليدين وتعقيمهما وتجنّب التواصل عن قرب مع كل من يعاني من أعراض تشبه أعراض نزلة البرد أو الإنفلونزا. الحرص على النظافة الجيدة من أهم التدابير الوقائية، حيث يجب تعليم الطفل كيفية غسل اليدين بالطريقة الصحيحة والمواظبة على هذا الإجراء بشكلٍ مُتكرِّر. بالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ينصح الأطباء بإعطائهم حقن شهرية من باليفيزوماب (Palivizumab) التي تحتوي على أضداد ضد الفيروس المخلوي التنفسي، وذلك على مدار موسم الذروة لانتشار الفيروس. هؤلاء الأطفال هم من يعانون من ضعف في الجهاز المناعي أو الذين وُلدوا قبل أوانهم أو الأطفال الرّضع الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى.
ينبغي اتّباع الخطوات والإجراءات التالية للحد من إنتشار العدوى:
- غسل اليدين وتعقيمهما باستمرار خصوصاً قبل لمس الطفل او إرضاعه، وإذا كان الطفل أكبر سناً ينبغي تعليمه كيفية غسل اليدين.
- الحفاظ على النظافة وتهوية المنزل باستمرار.
- التأكيد على عدم زيارة أي شخص يعاني من أعراض شبيهة بالإنفلونزا، وفي حال كان أحد أفراد المنزل يعاني منها يجب ان لا يقترب من الطفل ولا يشترك معه في الغرفة.
- عدم مشاركة الطفل كوب الماء أو الملعقة أو غيرها من الأدوات التي يمكن أن تنقل العدوى.
- عدم التدخين أو التعرّض للتدخين السلبي على الإطلاق.
- تنظيف الألعاب وتعقيمها باستمرار وهو أمر غاية في الأهمية لأن الفيروس يمكن أن ينتقل إليها خلال فترة حضانة المرض أي قبل ظهور الأعراض على الطفل.