عيادات ومراكز التغذية العلاجية
عيادات ومراكز التغذية العلاجية
إرتقاء بالمستوى الصحي الغذائي والوقاية من الأمراض
تخصص المستشفيات والمراكز الطبية اليوم حيزاً مهماً لعيادات التغذية العلاجية والحميات حيث عمدت الى إنشاء مراكز متخصصة بعد ما أظهرته الأبحاث من علاقة وطيدة بين الصحة العامة وما نتناوله من أغذية للإرتقاء بالمستوى الصحي.
تحوّلت التغذية الى عنصر أساسي في الوقاية من الأمراض والحد من تفاقمها بالإضافة الى دورها الفاعل في تعزيز عملية الشفاء في حال المرض، فضلاً عن أهمية الحفاظ على الوزن الصحي والتخلص من السمنة وما لذلك من أثر صحي وجمالي. لقد وضعت المستشفيات والمراكز الطبية هدفاً لعيادات التغذية العلاجية يتمثل في تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية الغذاء وعلاقته في تطور الحالات المرضية عبر تطوير خطط غذائية تعتمد على حالة الفرد العامة بحيث يتم الأخذ بعين الإعتبار ما يعانيه من أمراض ونمط حياته واحتياجاته الغذائية.
تحت إشراف أخصائي التغذية العلاجية، يتم إجراء التحليلات والفحوصات اللازمة لتقييم حالة المريض وتحديد الأطعمة التي تبدي تفاعلاً غير سليم يؤثر على الوزن أو على الحالة المرضية لديه؛ كما يتم التواصل مع الطبيب المعالج في حال كان يعاني من مرض ما. على هذا الأساس يتم وضع نظام غذائي مدروس وفقاً للمرض الذي يعاني منه بحيث يتم توفير عادات أكل صحيحة وسليمة. يعد النظام الغذائي الصحي والمتوازن جزءًا من الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية. وأخصائيو التغذية يدخلون ضمن إطار النهج متعدد التخصصات لعلاج المرضى سواء داخل المستشفى او حتى خارجها بحيث يتمكن المريض الذي يعاني من السكري او الضغط او القلب من تناول الأطعمة المناسبة لحالته.
العلاقة بين الطبيب وأخصائي التغذية
لكل من الطبيب وأخصائي التغذية دور في رحلة المريض العلاجية؛ البداية بالتأكيد مع الطبيب الإستشاري المتخصص ليقوم بتشخيص الحالة وتوجيه المريض نحو العلاج الأمثل بعد أن يخضع للفحص السريري بالدرجة الاولى والإستماع الى شكوى المريض والتعرف على تاريخه الطبي ليخضع بعد ذلك الى سلسلة من الفحوصات المخبرية للحصول على قراءة لما يحدث داخل جسم المريض.
بعد ذلك يأتي دور أخصائي التغذية في استكمال الرحلة العلاجية فينبثق تعاون بين الطرفين وتكامل الرؤى والاستراتيجيات، بحيث يقوم أخصائي التغذية بتعديل الحمية الغذائية لتناسب حالة المريض بالتنسيق مع الطبيب المعالج.
يشكّل النظام الغذائي الصحي لكل حالة مرضية حجر الزاوية في علاج الأمراض المزمنة غير المعدية مثل السمنة وداء السكري إرتفاع معدل الكوليسترول بالدم وإرتفاع ضغط الدم وأمراض خلل التمثيل الغذائي مثل عدم تحمل اللاكتوز والأمراض التي تحتاج الى تغذية أنبوبية. كلما التزم المريض بالنظام الغذائي الخاص به كلما كانت النتائج العلاجية للدواء متقدمة أكثر، حيث ثبت ان فعالية الدواء تزداد مع اتباع نمط حياة صحي المتمثل بالغذاء والرياضة.
مجالات عمل عيادات ومراكز التغذية
يعتقد البعض أن عمل أخصائي التغذية ينحصر فقط بعلاج السمنة وخسارة الوزن الزائد، لكن الأمر أبعد من ذلك بكثير حيث ينضوي تحت هذا القسم العديد من مجالات العمل، منها:
- علاج السمنة والوزن الزائد
- التغذية بعد عمليات السمنة
- اضطراب التغذية
- تغذية مرضى السكري وضغط الدم
- التغذية المناسبة لأمراض الجهاز الهضمي
- التغذية أثناء أمراض المناعة الذاتية
- حساسية الغلوتين واللاكتوز
- عدم تحمل الغذاء
- تغذية الأطفال – المراهقين – الكبار
- غذاء رياضي
- التغذية أثناء الحمل والرضاعة
- التغذية في اضطرابات الأكل
بعد إجراء التقييم الشامل، يقدم اخصائي التغذية العلاجية التقييم الغذائي المناسب وعليه يتم وصف الوجبات الغذائية المتخصصة وفق الحالة الطبية للمرضى. فالغذاء السليم يقاوم المرض ويقوي جهاز المناعة ويقلّل من فرص حدوث أمراض العصر مثل أمراض القلب والكلى والسرطان والسكري والسمنة.
العلاج بالدواء والغذاء
الدراسات الحديثة تؤكد دور الغذاء الفعال في الحد من تفاقم الحالة المرضية وربما تجنب حدوثها، حيث ثبتت فعالية العلاج الغذائي لبعض الأمراض عن طريق تجنب تناول الأغذية التي تؤذي الصحة في طعام المريض. كما أن الغذاء الصحي وخسارة ما بين 5 الى 10 % من الوزن يساعد في تنظيم معدل السكري وارتفاع ضغط الدم ويحد من فرصة تطور أمراض القلب ويخفض نسبة الكوليسترول؛ كما يساعد في التخفيف من ألم المفاصل ويحمي من مشاكل التنفس أثناء النوم وغيرها الكثير من الأمراض. أخصائي التغذية يقوم بإدخال تعديلات غذائية على قائمة الطعام لدى المريض بمقادير محددة؛ بعض الحالات تتطلب إضافة عناصر غذائية في حال أظهرت الفحوصات نقصانها في الجسم بحيث تفيد حالته الصحية وتحسنها، مع الإشارة الى ان اتباع حمية غذائية محددة يختلف من مريض لآخر.