داء الصرع
داء الصرع
أعراض وعلاجات تختلف باختلاف النوبات
يؤدي فرط النشاط المفاجئ للإشارات الكهربائية في الدماغ الى حدوث نوبات من الصرع بسبب وجود خلل في نقل المواد الكيميائية بين الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ؛ ومع ازدياد النشاط الكهربائي في الدماغ، يظهر مرض الصرع على شكل نوبات متكررة فيعاني المريض من تشنجات وسلوكيات غريبة بسبب هذا النشاط الكهربائي.
يؤثر الصرع على طريقة عمل الدماغ وهو من أكثر الأمراض العصبية شيوعاً على الصعيد العالمي، في الأغلب ينتشر بين الأطفال أو الأشخاص فوق سن الـ 60. تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالى 50٪ من الحالات على مستوى العالم لا يوجد سبب واضح لحدوثها، ويتم تشخيص حالة الصرع بعد تعرض المريض لـ 2-3 نوبات مرضية أو بناء على شدة النوبة. يمكن أن تحدث نوبات الصرع نتيجة إصابات الرأس الناتجة عن الحوادث المختلفة أو نتيجة عوامل وراثية في العائلة. ومن العوامل الشائعة التي تتسبب في حدوث نوبات الصرع قلة النوم، أو الأضواء الساطعة، أو انخفاض مستوى السكر في الدم. غالباً لا يكون السبب الأساسي لحدوث المرض معروفاً.
الأعراض
يعاني معظم المرضى من أعراض متماثلة في كل مرة يتعرضون فيها لنوبة المرض، ولكن يمكن أن تختلف تلك الأعراض من مريض لآخر بحسب نوع النوبة، وتتضمن:
- ثبات حركة العين أو تسرعها بشكل مفاجئ.
- التشوش.
- شعور بالغ بالخوف أو القلق أو حتى الفرح.
- روائح ومذاقات غريبة.
- ارتعاش أو تشنجات عضلية لاإرادية.
- فقدان الوعي.
- قد تستمر نوبة الصرع لفترة تمتد من بضع ثواني إلى بضع دقائق، وهذا يعتمد على نوع النوبة.
علاجات دوائية
يعتمد العلاج بالدرجة الأولى على التشخيص الدقيق على أن يتم بعد ذلك اختيار الدواء وفقاً لنوع الحالة لأن اختيار الدواء المناسب من أهم مبادئ علاج مرضى الصرع، بحيث لا يخضع كل المرضى لبروتوكولات العلاج ذاتها بل يختلف باختلاف نوع نوبات الصرع مع الأخذ بعين الإعتبار جنس المريض وعمره ووجود أمراض أخرى أم لا. غالبية مرضى الصرع يخضعون لعلاجات دوائية تكون مفيدة في الحد من حدوث النوبات أو التخفيف من حدّتها. ولكي يحصل المريض على أفضل النتائج، يجب اتباع إرشادات الطبيب والحرص على التواصل معه وإعلامه بأدق التفاصيل التي حدثت عند تناول الدواء من تغييرات مزاجية أو سلوكية وعدم الإمتناع عن تناول الدواء إلا بموافقة الطبيب المعالج.
الجراحة
عند فشل الدواء في السيطرة على الحالة المرضية، تكون الجراحة هي الخيار البديل ليقوم الطبيب بإزالة منطقة الدماغ التي تُسبب الاختلاجات. يقوم الأطباء بإجراء الجراحة عندما تُبين الاختبارات والفحوصات التشخيصية نشوء الاختلاجات في منطقة صغيرة مُحددة بشكل جيد في الدماغ، مع التأكد من ان المنطقة التي سيتم إزالتها لا تؤثر على الوظائف الحيوية الأُخرى كالنطق واللغة والوظائف الحركية والرؤية والسمع. من العلاجات الجراحية المعتمدة في أهم المراكز العالمية الاستئصال البؤري وهو إزالة جزء الدماغ الذي تنشأ عنه نوبات الدماغ – وغالبًا ما يكون الفص الصدغي، أو استئصال نصف الكرة المخية وهي جراحة تلائم نسبة قليلة من المرضى تتضمن إزالة كل جانب الدماغ المسؤول عن السبب في النوبات.
العلاج الحراري بالليزر بين الأنسجة عبارة عن عملية جراحية صغرى تستخدم الحرارة لاستهداف المنطقة التي تبدأ عندها النوبات وتزيلها. وبالمقارنة مع من يخضعون للجراحة التقليدية المفتوحة لعلاج الصرع، والتي تتضمن في الغالب قطع جراحي في الجمجمة، غالبًا ما يشعر من يخضعون للعلاج الحراري بالليزر بألم أقل بعد الجراحة ويتعافون بشكل أسرع. قد يكون ذلك ملائمًا لبعض الأطفال المصابين بنوبات بؤرية، وهي نوبات تأتي من منطقة واحدة في الدماغ.
التحفيز العميق
التحفيز العميق للدماغ هي خيار علاجي آخر لمرض الصرع لاسيما عند حدوث نوبات متكررة لا يمكن السيطرة عليها. يتم اختيار هذا العلاج بحسب نوع النوبات التي تصيب مريض الصرع ومدى تجاوبه مع الأدوية وعمره وغيرها.
يتم تركيب أقطاب كهربائية داخل نويّات عميقة في الدماغ لتحفيزها على التخفيف من حدة الصرع، حيث تبين أن التحفيز الكهربائي لهذه النويات يساعد في تخفيف نوبة الصرع.
فالصرع هو إختلال عصبي ناتج عن إضطراب الشحنات الكهربائية في خلايا المخ، فتتحرك تلك الشحنات المضطربة إلى جزء معين من الدماغ وتقوم بتنشيط الأجزاء المجاورة الأخرى ما تسبب حالة الصرع. وفي حالات الصرع، يتم هذا الإجراء الجراحي لزرع أقطاب كهربائية متخصصة في الدماغ، ثم يتم زرع مولد إشارات كهربائية في الصدر، ويرسل المولد نبضات كهربائية إلى الدماغ للمساعدة في تقليل النوبات.
يمكن علاج نوبات الصرع كذلك بواسطة تحفيز العصب الحائر، يلجأ اليها الأطباء عند فشل إجراء جراحة لإزالة البؤرة الصرعية من الدماغ نظرا لوجود عدة بؤر. تحفيز العصب الحائر كهربائيا يؤثر على أجزاء كثيرة من الدماغ بما في ذلك قشرة الدماغ وكهربائيته، وقد أظهرت التجارب أن تحفيز هذا العصب يسهم في تقليل الشحنات الكهربائية الصرعية، فيقلل بالتالي عدد نوبات الصرع وحدتها.
العلاج بتقنية تحفيز العصب الحائر يعتبر علاجا مثاليا للمرضى الذين لا يتجاوبون مع العلاجات الدوائية وتصل نسبتهم إلى حوالى 30 بالمائة؛ الهدف هو السيطرة على النوبات من دون الآثار الجانبية التي تتركها الأدوية مثل الإكتئاب وزيادة الوزن وغيرها.
من المهم برمجة البطارية بين الحين والآخر من دون تدخل جراحي، حيث يقوم الطبيب المعالج بضبط البطارية بشكل تدريجي لإيجاد الجرعة الملائمة للمريض وتوفير أعلى درجة من السيطرة على النوبات مع أقل قدر ممكن من الآثار الجانبية.