بروتوكولات حديثة توصي باستخدامه… قاتل السرطان الموجّه… ما هو؟
بروتوكولات حديثة توصي باستخدامه… قاتل السرطان الموجّه… ما هو؟
هو علاج موجّه ضد الخلايا السّرطانية دون سواها فيترك الخلايا السليمة ولا يؤثر فيها، فقد أثبتت التجارب أن لهذا النوع من العلاج تأثير فعال في الكثير من الحالات السّرطانية وبأقل أضرار جانبية مقارنة بغيره من انواع العلاجات لاسيما العلاج الكيميائي.
يتميز هذا العلاج في أنه يرصد الخلايا السّرطانية سريعة الإنتشار ليدمّرها فيترك الخلايا السليمة مثل كريات الدم البيضاء وخلايا الجهاز الهضمي وبويصلات الشعر؛ ورغم أنه الخيار العلاجي الأمثل بالنسبة لأطباء الأورام، إلا أنه لا يمكن إعطاءه لجميع مرضى السّرطان بل ينبغي تقييم الحالة عموماً لمعرفة الطبيعة الجينية للخلايا السّرطانية المكتشفة التي تحث الأطباء على معرفة طبيعة نموها وتكاثرها ليتمكّنوا من وصف الأدوية المناسبة والتي قد تستطيع تغيير طبيعة عمل الخلايا السّرطانية وبالتالي تقليل فرص عودة السّرطان من جديد. من أبرز الأنواع السّرطانية التي يمكن علاجها بواسطة العلاج الموجّه سرطان الرئة وسرطان الكبد وسرطان القولون وسرطان الكلى وسرطان الثدي وسرطان المبيض وغيرها، والأبحاث تسير في هذا الإطار على قدم وساق من أجل التوصل إلى المزيد من العلاجات الموجهة الفعالة لأنواع أخرى من السّرطان.
يتوافر منه العديد من الأنواع للسيطرة على المرض من دون الحاجة إلى التدخل الجراحي، فيتم إعطائه للمريض عن طريق الوريد أو أقراص على حسب مرحلة المرض؛ وتكون فاعلية العلاج أقوى وآثاره الجانبية أقل، كما تم تطوير الأدوية المساعدة التي تسيطر على الأمراض الجانبية مثل القيء وتساقط الشعر التي تساعد المريض على إكمال العلاج بطريقة سلسة ومن دون آثار نفسية سيئة.
الفرق بين العلاج الموجّه والعلاجات الأخرى
هناك اختلافات كبيرة بين علاجات السرطان، حيث يعمل كل علاج بطريقة خاصة وله تأثيراته على الجسم. العلاج الكيميائي يستهدف جميع خلايا الجسم، بينما يعتمد العلاج الإشعاعي على الأشعة السينية للقضاء على الأورام ومنع انتشارها. العلاج المناعي يُنشّط جهاز المناعة لمواجهة السرطان، أما العلاج الموجّه فيستهدف الخلايا المسببة للمرض مباشرة، مما يقلل الأعراض الجانبية.
يتوفر العلاج الموجّه بأشكال مختلفة حسب نوع السرطان، ويُستخدم أيضاً لعلاج الأورام ذات التغيرات الجينية المحددة بغض النظر عن مكانها. يحدد الطبيب الجرعات حسب الحالة، وغالباً تكون كبسولات تؤخذ مرتين يومياً، مع متابعة دورية للاستجابة واستمرار العلاج طالما لا توجد أعراض جانبية تستدعي التوقف.
ما هي إستخدامات العلاج الموجّه؟
يمكن إستخدام العلاج الموجّه لعلاج العديد من أنواع السّرطان:
سرطان الرئة
غالبية حالات سرطان الرئة تحتاج الى بروتوكولات علاجية محددة تحتاج الى الجمع بين العلاج الموجه وعلاجات اخرى. الإستعانة بالعلاج الموجه العلاج الموجه يسهم في استهداف الجينات أو البروتينات أو بيئة الأنسجة السرطانية التي تساهم في نمو السرطان وبقائه على قيد الحياة، هذا النوع من العلاج يمنع نمو وانتشار الخلايا السرطانية مع الحد من الضرر الذي يلحق بالخلايا السليمة.
سرطان الكبد
يتوافر العديد من العلاجات الموجهة لعلاج سرطان الكبد بحيث تركّز تلك العلاجات على حالات شذوذ محددة موجودة داخل الخلايا السرطانية، فتعمل على تقييدها حالات الشذوذ هذه، لتتسبب في قتل الخلايا السرطانية. تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن بعض علاجات الأدوية الموجهة تكون أكثر فائدة مع الأشخاص الذين تحتوي خلاياهم السرطانية على طفرات جينية معينة أي أنه ينبغي إجراء إختبارات لخلايا السرطان لمعرفة ما إذا كانت هذه العلاجات مفيدة أم لا.
سرطان الكلى
تعمل العلاجات الموجهة الحديثة على عرقلة الإشارات غير الطبيعية الموجودة في خلايا سرطان الكلى والتي تسمح لهذه الخلايا بالتكاثر. وقد أثبتت هذه العقاقير نجاحها في علاج سرطان الكلى المنتشر في مناطق أخرى بالجسم مع الحاجة إلى الجمع بينها وبين علاجات أخرى بعد إجراء التشخيص الدقيق للحالة لمعرفة بروتوكول العلاج الأنسب. تعمل هذه العلاجات على منع الإشارات التي تلعب دوراً في نمو الأوعية الدموية التي تمد الخلايا السرطانية بالغذاء وتسمح لها بالإنتشار.
سرطان القولون
علاج سرطان القولون بواسطة العلاج الموجه يعطي نتائج إيجابية في الحالات ذات الخريطة الجينية الملائمة لهذا العلاج مع آثار جانبية أقل، حيث يؤدي استخدامه إلى تقليص حجم الورم بصورة ملحوظة ما يؤثرعلى تحسن الأعراض وزيادة نسبة الشفاء، مع الإستعانة بالعلاج الكيميائي لبعض الحالات.
سرطان الثدي
لقد أصبحت نسب الشفاء عالية مع إستخدام العلاج الموجّه لسرطان الثدي الذي يُصنّف على أنه إيجابي لمستقبلات”الهير 2“ والذي يمثل نحو 20 إلى 25 % من إجمالي حالات سرطان الثدي، وهو من الأنواع الشّرسة القادرة على الإنتشار.
هناك بروتوكولات عدة للعلاج لمثل هذه الحالات، والطريقة تختلف باختلاف الحالة المرضية حيث يتطلب العلاج أحيانا الجمع بين أنواع عدة مثل استخدام العلاج الكيميائي، بالإضافة إلى نوع واحد أو أكثر من العلاجات الموجهة ضد خلايا “الهير 2 “؛ بعض الحالات الأخرى قد تحتاج العلاج الموجه مع العلاج الهرموني، أو العلاجات المناعية من دون استخدام العلاج الكيميائي في بعض الحالات.
سرطان المبيض
استخدام العلاج الموجه في أورام المبيض أعطى أملاً جديداً ونسبة أعلى في الشفاء، وذلك وفق أحدث الأبحاث في هذا المجال. فقد أثبت العلم الحديث أن إضافة العلاج الموجه يمنع نمو الخلايا الخبيثة ويوقف تدفق الدم إليها ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في نسبة الشفاء لمرضى أورام المبيض في كل مراحله.