الوصمة الإجتماعية والسّمنة… ما العلاقة مع الصّحة النفسية وما هي التأثيرات؟
الوصمة الإجتماعية والسّمنة
ما العلاقة مع الصّحة النفسية وما هي التأثيرات؟
العلاقة بين السمنة ومشاكل الصحة العقلية معقدة ومتعددة الأوجه، مع آثار كبيرة على كل من الرفاهية الجسدية والنفسية، حيث يعاني الأفراد الذين يعانون من السمنة من خطر متزايد للإصابة بمجموعة متنوعة من المشاكل النفسية، مثل الاكتئاب الشديد والقلق والاضطراب ثنائي القطب واضطرابات الأكل.
الأبحاث في هذا المجال أظهرت علاقة معقّدة بين السمنة والاضطرابات النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق. هذه العلاقة تتسم بالتداخل والتأثير المتبادل، حيث يمكن أن تؤدي كل من السمنة والاضطرابات النفسية إلى تفاقم الأخرى.
تعتبر السمنة أحد عوامل الخطر للإصابة بالاكتئاب والقلق وفق ما توصّلت إليه الدراسات. وبحسب مركز السيطرة على الأمراض (CDC)، فإن البالغين الذين يعانون من الاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، حيث تزداد نسبة البالغين المصابين بالسمنة مع زيادة شدة الاكتئاب.
كما يعاني الأفراد الذين يعانون من السمنة من التمييز والوصمة الاجتماعية، ما يؤدي إلى مشاعر العزلة وانخفاض احترام الذات، وهي عوامل تساهم في الإصابة بالاكتئاب. الاكتئاب بدوره يعتبر أيضاً من العوامل المساهمة في زيادة الوزن والسمنة حيث يميل الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب إلى استخدام الطعام كوسيلة للتكيف مع مشاعرهم، ما يؤدي إلى زيادة الوزن. يُظهر الأفراد المصابون بالاكتئاب ميلًا لتناول الطعام بشكل مفرط أو اختيار أطعمة غير صحية.
يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى انخفاض الدافع لممارسة الرياضة، وغالبًا ما يرتبط الاكتئاب والقلق بانخفاض مستوى الطاقة وقلة الحركة، ما يقلل من حرق السعرات الحرارية ويزيد من الوزن.
الاكتئاب
يستخدم بعض الأشخاص الطعام كآلية للتكيف مع المشاعر السلبية مثل الحزن والوحدة، ما يؤدي إلى دورة مفرغة من الاكتئاب وزيادة الوزن. يعتبر الطعام بالنسبة لهذه الفئة بمثابة علاج سريع، ولكن هذا العلاج المؤقت يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة على المدى الطويل؛ الأكل العاطفي هو أحد أعراض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب وقد يكون مؤشراً على وجود مشكلة أعمق تحتاج إلى علاج. لذلك، يعتبر فهم الدوافع النفسية وراء الأكل العاطفي خطوة أساسية في علاج السمنة، حيث يساعد على تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للتغيير.
انخفاض احترام الذات
غالباً ما يواجه الأفراد الذين يعانون من السمنة أو زيادة في الوزن تحديات نفسية كبيرة. فمن ناحية، يؤدي الوزن الزائد إلى انخفاض في تقدير الذات والشعور بالحرج والخجل، ما يدفعهم إلى تجنّب العلاقات الاجتماعية. ومن ناحية أخرى، قد يلجأ هؤلاء الأفراد إلى الطعام كآلية للتكيّف مع المشاعر السلبية الناجمة عن انخفاض تقدير الذات، ما يعزّز دورة مفرغة من الوزن الزائد وانخفاض احترام الذات. علاوة على ذلك، قد يواجه هؤلاء الأفراد وصمة اجتماعية تؤثر سلباً على علاقاتهم الشخصية والمهنية، ما يزيد من الشعور بالعزلة والوحدة. ومع ذلك، من المهم أن ندرك أن هذه المشكلة قابلة للحل، وأن هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد الأفراد على تحسين صورتهم الذاتية والتغلب على التحديات المرتبطة بالوزن الزائد.
الملل والشعور بالوحدة
يشعر الكثير من الأشخاص بالملل أو الوحدة في بعض الأحيان، وقد يؤدي ذلك إلى سلوكيات غذائية غير صحية. ففي محاولة لتلبية حاجتهم إلى المتعة والشعور بالانتماء، يلجأ البعض إلى الطعام كوسيلة للتسلية والترويح عن النفس.
قد يجدون أنفسهم يتناولون كميات كبيرة من الطعام من دون الشعور بالجوع، أو يختارون أطعمة غنية بالسعرات الحرارية والدهون والسكر. هذا السلوك، المعروف بالأكل العاطفي، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن ومشاكل صحية أخرى.