الكوليرا… أسباباً ووقاية
الكوليرا… أسباباً ووقاية
البيئات الملوّثة تزيدها والنظافة تمنع الإنتشار
مرض معدٍ أبرز أعراضه الإسهال، تحدث الإصابة به جراء تناول غذاء أو ماء ملوث ببكتيريا الكوليرا. الكوليرا هي عدوى بكتيرية منقولة بالماء تنتقل عن طريق ملامسة السوائل الجسدية أو تناول أطعمة أو مياه ملوثة.
قصر فترة حضانة الكوليرا والتي تتراوح بين ساعتين و5 أيام يعزز إمكانية الانتشار السريع للمرض. كما ان الآثار المميتة للمرض ناتجة عن سم تفرزه البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، يتسبب في إفراز الجسم كميات هائلة من الماء، ما يؤدي إلى الإسهال وفقدان سريع للسوائل والأملاح. تشكل النظافة الشخصية وشرب المياه المعدنية او المعقمة اهم عناصر الوقاية من الإصابة بالكوليرا. والى جانب هذه الخطوات، فإن اللقاح ضد الكوليرا يوفر أيضا الحماية اللازمة وهو مُعد للبالغين والأطفال ابتداء من سن سنتين والذين يسافرون إلى بلدان ينتشر فيها مرض الكوليرا بنسب مرتفعة. كما أن اللقاح مُعَد أيضاً للعاملين في حقل المساعدات الإنسانية، مثل الطواقم الطبية والمتطوعين في مناطق الكوارث ومخيّمات اللاجئين، حيث يكون خطر الإصابة بالعدوى كبيرا.
كيف تنتقل؟
تنتقل عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الكوليرا والتي تتواجد عادة في المياه الملوثة بالبراز.قد لا تسبب بكتيريا الكوليرا المرض لدى جميع الأشخاص الذين يتعرضون لها، لكنها لا تزال تمرر البكتيريا في البراز، ويمكن أن تلوث الطعام وإمدادات المياه فتُطلق عائدة إلى البيئة لتصيب بذلك أشخاصا آخرين.
في الواقع، فإن مصادر المياه الملوثة تعتبر هي المصدر الرئيسي لعدوى الكوليرا؛ يمكن أن تتواجد البكتيريا في سطح التربة أو مياه الآبار. الآبار العامة الملوثة هي مصادر متكررة لتفشي الكوليرا على نطاق واسع، والأشخاص الذين يعيشون في ظروف مزدحمة بدون مرافق صرف صحي مناسبة معرضون للخطر بشكل خاص. كما أن المأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، وخاصة الأسماك القشرية، التي تأتي من أماكن معينة، تزيد من خطر الإصابة ببكتيريا الكوليرا.
بالإضافة الى ذلك، لا يمكن لبكتيريا الكوليرا أن تعيش في بيئة حمضية، وعادةً ما يعمل حمض المعدة العادي كخط دفاع ضد العدوى؛ وعليه، فإن من يعاني من انخفاض في مستوى حمض المعدة أو من يتناول مضادات الحموضة أو حاصرات الهيستامين 2 أو مثبطات مضخات البروتون يفتقر إلى هذه الحماية، ويصبح أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا. الفواكه والخضروات النيئة غير المقشرة مصدرًا متكررًا لعدوى الكوليرا في المناطق التي تتواجد بها هذه البكتيريا.
ما هي أعراضها؟
معظم من يصابون بعدوى المرض يبدون أعراضا خفيفة أو معتدلة، بينما تصاب أقلية منهم بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يسبب ذلك الوفاة إذا ترك من دون علاج.تشمل أعراض الكوليرا:
- إسهال مائي مفاجئ.
- شدة في الإسهال والقيء تتراوح بين الخفيف والشديد.
- الجفاف بعد ساعات من الإصابة نتيجة الإسهال الشديد وفقدان الجسم للسوائل.
- غثيان وقيء في مراحل المرض الأولى
- انخفاض ضغط الدم.
الجفاف الناتج من الإصابة بالكوليرا عادةً ما يكون شديدًا، ويمكن أن يُسبب التعب، المزاجية، جفاف الفم والجلد، العطش الشديد، قلة التبول، انخفاض ضغط الدم، عدم انتظام ضربات القلب، بالإضافة إلى أن الجفاف قد يكون سبباً في فقدان المعادن المهمة الموجودة في الدم.
مضاعفات
الجفاف وهبوط الدورة الدموية هما أسوأ مضاعفات الإصابة بالكوليرا؛ لكن هناك مشكلات أخرى قد تحدث، مثل:
- انخفاض نسبة السكر في الدم بسبب عدم تناول الطعام نتيجة شدة الإعياء، حيث إنها تتسبَّب في حدوث نوبات مرضية، وفقدان الوعي، او حتى الوفاة. الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر هذه المشكلة.
- الفشل الكلوي فعندما تفقد الكلى قدرتها على الترشيح، تتراكم كميات زائدة من السوائل والفضلات في الجسم، ما يشكل تهديدا على الحياة. غالبًا ما يترافق الفشل الكلوي بالهبوط الدموي عند المرضى المصابين بالكوليرا.
- انخفاض مستويات البوتاسيوم وغيرها من المعادن وفقدانها بكميات كبيرة في البراز، ما يؤثر على القلب ووظائف الأعصاب وبالتالي يشكل خطراً على الحياة.
ما هو علاجها؟
أولى خطوات علاج الكوليرا يكمن في تعويض السوائل التي فقدها الجسم بسبب الإسهال الشديد، وذلك عبر الأملاح الوريدية. معظم المرضى يستجيبون جيداً لأملاح تعويض السوائل الفموية التي يسهل إعطاؤها للمريض، ويتعافون من العدوى في غضون أسبوعين، لكن تبقى البكتيريا موجودة لدى عدد قليل من المرضى إلى أجل غير مسمى من دون أن تسبب أي أعراض، ويسمى هؤلاء الأشخاص بحاملي العدوى. المرضى الذين يعانون من جفاف شديد أكثر عرضة لخطر الإصابة بالصدمة ويلزم ذلك الإسراع في حقنهم بالسوائل عن طريق الوريد.
كما يُعطى هؤلاء المرضى المضادات الحيوية المناسبة لتقليل مدة الإسهال، والحد من الكمية المأخوذة من سوائل الإماهة اللازمة، وتقصير مدة إفراز ضمات الكوليرا في البراز وفترة بقائها. في المقابل، لا يوصى بإعطاء المضادات الحيوية بكميات كبيرة إذ ليس لها تأثير مثبت على مكافحة انتشار الكوليرا، وقد تسهم في زيادة مقاومتها لمضادات الميكروبات.
ماذا عن اللقاح؟
هو لقاح فعال يستخدم للوقاية من الكوليرا، يحتوي على خلايا الكوليرا الميتة بالكامل أو المضعفة مع مجموعة من سموم الكوليرا.
يقدم اللقاح مستوى حماية عال يصل إلى 85%، ويستمر أثره مدة 6 أشهر لكل من تلقى اللقاح فوق عمر العامين. ينخفض مستوى الحماية إلى 50% بعد مرور 3 سنوات. يوصى بتلقي اللقاح من قبل المسافرين إلى أماكن تنتشر فيها عدوى الكوليرا، وذلك لكل من كانت أعمارهم تتراوح بين 18، و64 عاماً، على أن يتلقوا الجرعة قبل السفر بما لا يقل عن 10 أيام.
الوقاية
- غسل اليدين بالماء والصابون جيدا وبشكل متكرر خصوصا بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام.
- شرب المياه الآمنة والمعبأة بالزجاجات.
- تناول الطعام المطبوخ وتجنب الطعام من أماكن مجهولة.
- غسل الخضار والفواكه وتعقيمها.