القصور الكلوي
القصور الكلوي
الخطورة تكمن ما بين المزمن والحاد
إن وظيفة الكلى الأساسية هي تنقية الدم من السموم والعناصر الغذائية الزائدة، وعندما يكون هناك أي نقص في عملها يمكن أن تتراكم السموم في الدم مسببة اضطرابًا في الجسم وقد ينتج عن ذلك مشاكل في الكلى تكون في بعض الأحيان مزمنة وفي أحيان أخرى حادة.
تصاب الكلى بالقصور لأسباب عدة منها الإصابة بالسكري او ضغط الدم المرتفع، وربما يكون السبب حصى الكلى أو انسداد جزئي أو كامل لشريان الكلية الذي يزودها بالدم، أمراض روماتيزمية مثل الذئبة. تناول مسكنات الآلام بكميات كبيرة وعلى نحو غير مناسب أو الإكثار من المضادات الحيوية قد يؤدي في نهاية المطاف الى القصور الكلوي؛ كما أن نمط الحياة الخاطئ كما يفعل بعض الرياضيين والذين يتناولون المكملات الغذائية والبروتين بصورة كبيرة يزيد العبء على عمل الكلى.
من أعراض القصور الكلوي الغثيان، القيء، فقدان الشهية، إرهاق وضعف، مشكلات النوم، تغييرات في كمية البول، تورم القدم والكاحلين، حدوث ألم في الصدر وذلك في حال تراكم السوائل حول بطانة القلب، الشعور بضيق في النفس في حال تراكم السوائل في الرئتين.
تشخيص وظائف الكلى
يعتمد تشخيص وظائف الكلى بشكل رئيسي على بعض الفحوصات المخبرية لقياس مستوى مادتي الكرياتين واليوريا وهي تعتبر من الفضلات الزائدة التي تقوم الكلية الطبيعية بالتخلص منها. لكن عندما تفشل الكلى عن العمل أو يحدث هبوط في أدائها، لا يتم التخلص من هاتين المادتين بالفاعلية المطلوبة، وبالتالي يرتفع مستواهما في الدم.
فالمستوى الطبيعي لفحص الكرياتنين تقريباً 1.0، وارتفاعه إلى 2.5 يعني أن هناك ضعف متوسط في عمل الكلى. أما ارتفاعه إلى 5 فذلك يعتبر مؤشراً لوجود فشل كلوي. العلاقة بين الكرياتنين ووظائف الكلى هي علاقة عكسية، فكلما ضعف أداء الكلى، كلما ارتفع مستوى الكرياتين.
يقوم الطبيب باحتساب نسبة مئوية لعمل الكلى، وذلك بالاعتماد على مستوى الكرياتنين وإدخاله في معادلة حسابية خاصة. عندما تصل نسبة عمل الكلى إلى 15 بالمئة أو أقل يتم عادة البدء بغسيل الكلى، أما إذا كانت النسبة أكثر من ذلك يتم التعامل مع الحالة بالعلاجات الدوائية والمراقبة عن قرب. مع تطور المرض، يمكن أن يصل القصور الكلوي الحاد والمزمن إلى درجة الفشل الكلوي وهو من أخطر الأمراض التي قد تصيب الإنسان، حيث يستدعي الاختيار بين حلّين إما إجراء عملية زرع الكلى والتي لا تتوافر إمكانياتها المالية والتجهيزية لمعظم المرضى، أو الاعتماد النهائي على الغسيل الكلوي مرتين أو ثلاثة أسبوعياً.
القصور الكلوي المزمن
يتطور ببطء بحيث تبدأ الكلى بفقدان وظيفتها تدريجياً على مدى سنوات الى أن يصل المريض الى مرحلة تعجز فيها الكلى عن القيام بوظيفتها بشكل سليم، وغالباً لا يتم اكتشاف الحالة الا بعد فقدان حوالى 30 بالمئة من وظيفة الكلى. مع تطور الحالة تضعف وظيفة الكلية وتتراجع فتتراكم الفضلات والسوائل بمستويات عالية في الجسم.
هذا النقص في وظيفة الكلى ينتج عنه بعض المشاكل الصحية في الجسم كافة، والبداية تكون من عدم قدرة الكلية على امتصاص الماء من البول لتقليل حجمه وتركيزه. مع الوقت، تنخفض قدرة الكلى على طرح الأحماض التي ينتجها الجسم وتزداد حموضة الدَّم، وهي حالة تُسمَّى الحُماض؛ كما يتراجع إنتاج خلايا الدَّم الحمراء فيؤدي ذلك إلى حدوث فقر الدم.
ثم ان وجود مستويات مرتفعة من الفضلات الاستقلابيَّة في الدَّم يلحق الضرر بالخلايا العصبية في الدماغ والجذع والذراعين والساقين. ويمكن أن تزداد مستويات حمض البول، ما يؤدي إلى حدوث داء النقرس في بعض الأحيان.
الكلى المريضة تنتج هرمونات تسهم في ارتفاع ضغط الدَّم وقد يتزامن ذلك مع ارتفاع معدل الدهون الثلاثية، إضافة الى عجزها عن طرح الملح والماء الفائضين، وقد يسهم احتباس الملح والماء في حدوث ارتفاع في ضغط الدَّم وفشل القلب.
علاج الفشل الكلوي المزمن يعتمد بالدرجة الأولى على السيطرة على العوامل التي تسببت بتلف الكلى بهدف إيقاف تدهور وظائفها ومن ثم استعادة الوظيفة الطبيعية للكلى.
ويقوم الأطباء أيضاً بعلاج مضاعفات المرض باستخدام أدوية خفض ضغط الدم وأدوية خفض الكوليسترول وأدوية زيادة الهيموجلوبين وعلاجات فقر الدم وأدوية تقوية العظام والأدوية التي تقلل الوذمة. على المريض إتباع نظام غذائي بكميات قليلة من البروتين لمنع إرهاق الكلى المصابة وتعتبر هذه الخطوة مهمة جداً في علاج القصور الكلوي المزمن.
القصور الكلوي الحاد
يحدث لأسباب متعددة منها نقص وصول الدم بشكل مفاجئ للكليتين وهي قدرتها على التخلص من الأملاح الزائدة والسوائل والفضلات من الدم. ويمكن أن ترتفع سوائل الجسم إلى مستويات خطيرة عندما تفقد الكلى قدرتها على التنقية.
يمكن أن يحدث هذا الفشل الحاد نتيجة انخفاض ضغط الدم بشدة، أو الإصابة بحروق شديدة، أو الحساسية، أو نتيجة الإكثار من مسكنات الألم، أو نتيجة جلطة في الأوعية الدموية الموصلة إلى الكليتين، أو قد يحدث نتيجة تسمم الدم، كل هذه الأسباب يجب علاجها أولًا للحفاظ على الكليتين والشفاء من الفشل الكلوي الحاد.يعتمد علاج الفشل الكلوي الحاد على سبب المرض أو الإصابة التي أتلفت الكلى، وهو ما تعتمد عليه خيارات العلاج.
بالدرجة الأولى، على الطبيب معالجة المضاعفات ومنع حدوثها وإتاحة الوقت للكلى لكي تتعافى. يجب أن يحصل المريض على علاجات لتوازن كمية السوائل في الدم؛ فإذا كان سبب حدوث الفشل الكلوي الحاد هو نقص السوائل في الدم، يُعطى المريض السوائل في الوريد. في حالات أخرى، قد يَتسبب الفشل الكلوي الحاد في وجود الكثير من السوائل، مما يُؤدي إلى تورم في الأذرع والقدمين. في هذه الحالة، قد يُوصي طبيبك بتناول أدوية (مدرات للبول) تَتسبب في طرد السوائل الزائدة من الجسم.
من العلاجات المقترحة أيضاً أدوية للتحكم في نسبة البوتاسيوم في الدم؛ فإذا كانت الكلى لا تُرشح البوتاسيوم في الدم كما يجب، يَصف الطبيب الكالسيوم أو الغلوكوز أو سلفونات بوليسترين الصوديوم لمنع تراكم مستويات مرتفعة من البوتاسيوم في الدم لأن وجود مستويات عالية منه يؤدي الى حدوث اضطراب في نبض القلب وضعف العضلات. كما يلجأ الطبيب الى أدوية لاستعادة مستويات الكالسيوم في الدم في حال انخفاضها بشكل كبير.
في الحالات المتقدمة يلجأ الطبيب الى الغسيل الكلوي لإزالة السموم من الدم والسوائل الزائدة، وقد يساعد في إزالة البوتاسيوم الزائد من الجسم. عملية غسيل الكلى هي عملية تنقية الجسم من السوائل والسموم الزائدة، وتتم عادة عن طريق فلترة الدم في جهاز خاص، تسمى هذه العملية بـالغسيل الدموي أو الكلية الاصطناعية. في حالات الفشل الكلوي الحاد يتم إجراء الغسيل لفترة زمنية مؤقتة، لحين تحسّن وظائف الكلى واستجابة الكلى للعلاج. أما لدى مرضى الفشل الكلوي المزمن، فيتم إجراء الغسيل عادة بشكل دائم.
يتم وضع قسطرة وريدية في الرقبة لمرضى الفشل الكلوي الحاد، وذلك بسبب سهولة وضعها وجاهزيتها السريعة. ويمكن إزالتها في حال تحسين وظائف الكلى.
خطوات للوقاية من أمراض الكلى عدم تناول مسكنات الآلام من دون استشارة طبية وعدم الإفراط في تناولها لأن استخدامها لفترات طويلة يؤدي الى تلف الكلى.
في حال وجود امراض مزمنة كالسكري او ارتفاع ضغط الدم، ينبغي المتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج وإجراء صور وفحوصات لمراقبة وظيفة الكلى؛ كلما كان معدل السكري وضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية كلما كانت الكلى بخير.
الحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني واتباع أنظمة غذائية صحية مفيدة لصحة الكلى عن طريق أخصائي التغذية.
شرب الماء بالكمية المعتدلة لأنها الأساس في الحفاظ على صحة الكليتين نظراً لدورها في تحسين التغذية الدموية للكلى والتخلص من الأملاح وتقليل فرص تكوّن الحصوات الكلوية التي قد تؤدي إلى تضرر الكلى عبر سد أنابيبها أو الحالب.
الامتناع عن التدخين لأنه يتلف الكليتين. كما يؤدي مع الوقت الى تصلب الشرايين المغذية للأعضاء الحيوية بالجسم، فتفقد مرونتها وكفاءتها في إمدادها بالتغذية الدموية، ما ينتج عنه الإصابة بارتفاع ضغط الدم وجلطات شرايين القلب التي تُضعف عضلة القلب، فتؤثر على كفاءة الدورة الدموية بشكل عام فتتضرر الكلى.