أمراض وعلاجات

التهاب عنق الرحم

التهاب عنق الرحم

ما علاقة الخلل الهرموني بالإصابة؟

كثيرة هي العوامل التي يمكن أن تتسبّب في حدوث التهاب عنق الرحم بما في ذلك العدوى البكتيرية والعدوى الفيروسية والأمراض المنقولة بالإتصال الجنسي، يمكن أن تؤدي إلى العديد من الأعراض غير المريحة والمضاعفات المحتملة. من الضروري لكل امرأة فهم أسباب الإصابة بالتهاب عنق الرحم وأعراضه من أجل الوقاية، ويعتبر التشخيص والعلاج أمرًا بالغ الأهمية للإدارة الفعالة والصحة الإنجابية للمرأة بشكل عام.

تٌعد الإلتهابات، وخاصة تلك التي تنتقل عن طريق الإتصال الجنسي، أحد الأسباب الرئيسية لالتهاب عنق الرحم. وغالبًا ما ترتبط هذه الحالة بالعوامل الممرضة المنقولة جنسياً مثل الكلاميديا وفيروس الهربس البسيط وغيرها. يمكن لهذه الإلتهابات أن تؤدي إلى التهاب داخل عنق الرحم، ما ينتج عنه الأعراض المميزة لهذه الحالة. 

يمكن أن تختلف الأعراض من امرأة إلى أخرى، وفي بعض الحالات، قد يكون التهاب عنق الرحم بدون أعراض. ومع ذلك، قد تشمل الأعراض إفرازات مهبلية غير طبيعية، والتي يمكن أن تكون صفراء أو رمادية أو مخضرة في اللون، وألم أو انزعاج، ونزيف مهبلي خارج الدورة الشهرية، وآلام الحوض. من الضروري أن تكون السيدة على دراية بهذه الأعراض وأن تحصل على العناية الطبية اللازمة للتقييم والتشخيص المناسبين.

الهرمونات والتهاب عنق الرحم

يؤثر التوازن الهرموني العام في جسم المرأة على صحة الجهاز التناسلي، فعندما يكون هناك توازن هرموني غير سليم، فإنه يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيرات في بيئة الرحم وعنق الرحم، وربما يجعلها أكثر عرضة للالتهابات بما في ذلك التهاب عنق الرحم. يحدث الإختلال الهرموني نتيجة نقص هرمون الإستروجين أو ارتفاع هرمون البروجيسترون، فينتج عنه تراجع قدرة الجسم في الحفاظ على صحة نسيج عنق الرحم، ما يترتب عليه حدوث الالتهاب. يلعب هرمون الإستروجين دورًا هامًا في الحفاظ على صحة بطانة المهبل لتكون مقاوِمة للعدوى. نقص الإستروجين، مثل ما يحدث خلال انقطاع الطمث أو استخدام حبوب منع الحمل، قد يُضعف بطانة المهبل ويجعلها أكثر عرضة للالتهابات، بما في ذلك التهاب عنق الرحم. أما البروجيسترون، فيساعد هذا الهرمون على تنظيم إفراز المخاط في المهبل، والذي يلعب دورًا في حماية عنق الرحم من البكتيريا. نقص البروجيسترون قد يُقلل من تدفق المخاط، فيجعل عنق الرحم أكثر عرضة للعدوى.

الحمل والتهاب عنق الرحم

يمكن أن يسبّب التهاب عنق الرحم أثناء الحمل عدم الراحة وقد ينتج عنه مضاعفات لكل من الأم والطفل إذا تُرك من دون علاج. تشمل أسباب التهاب عنق الرحم أثناء الحمل عدم التوازن الهرموني، وسوء النظافة الشخصية، والتغيرات في البيئة المهبلية، والملابس الداخلية الضيقة، والعدوى النسائية غير المعالجة. يمكن أن يؤدي التهاب عنق الرحم غير المعالج أثناء الحمل إلى الولادة المبكرة والإجهاض، والتهابات في عيون ورئتي المولود الجديد، وزيادة خطر حدوث تمزق مبكر للأغشية وعدوى الجنين.

عادة ما يتضمن علاج التهاب عنق الرحم أثناء الحمل مزيج من المضادات الحيوية عن طريق الفم وتحميلات أمراض النساء لزيادة فعالية العلاج، لكن من المهم أن تتخذ النساء الحوامل تدابير للوقاية من التهاب عنق الرحم، مثل الحفاظ على النظافة الشخصية واختيار الملابس الداخلية مع المواد القابلة للتنفس، وتجنب المنظفات القوية ومحاليل التنظيف.

في المقابل، بإمكان النساء المصابات بالتهاب عنق الرحم الحمل، لكن التهاب عنق الرحم المزمن يمكن أن يسبب معدل مرتفع من عقم الإناث حيث تعتمد هذه المشكلة على العديد من العوامل الأخرى مثل العمر والحالة الجسدية وشدة المرض وآليات العلاج المتّبعة. فإذا كانت المرأة مصابة بالفعل بالتهاب عنق الرحم وتم علاجها تمامًا أو مصابة بالتهاب عنق الرحم الخفيف، لن يؤثر ذلك بشكل كبير على الحمل. ومع ذلك، إذا كانت الأم مصابة بالتهاب عنق الرحم أثناء الحمل، فإنها تحتاج إلى زيارة الطبيب على الفور للحصول على خطة علاج سريعة لمنع المضاعفات.

التشخيص

يمكن أن يحدث التهاب عنق الرحم بسبب عدد من الأمراض المنقولة جنسياً، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل التهيج أو الإصابة أو الحساسية. ولكن من المهم تحديد سبب التهاب عنق الرحم من أجل إعطاء المريضة العلاج المناسب، بسبب مخاوف انتشار العدوى خارج عنق الرحم وتسبب مضاعفات خطيرة إذا تركت من دون علاج.

عادة ما يتم تشخيص التهاب عنق الرحم أثناء فحص المهبل لدى الطبيب النسائي المختص، حيث يقوم بفحص عنق الرحم بحثًا عن علامات الإلتهاب مثل الإحمرار والتورم والتفريغ. يمكن أخذ عينة من عنق الرحم للاختبار المعملي لتحديد أي عدوى كامنة، مثل الكلاميديا أو السيلان أو الهربس أو داء المشعرات. في بعض الحالات، يمكن أيضًا إجراء مسحة عنق الرحم للتحقق من وجود تشوهات في خلايا عنق الرحم.

أحدث العلاجات

يهدف علاج التهاب عنق الرحم إلى معالجة السبب الأساسي للإلتهاب. عادة ما توصف المضادات الحيوية إذا تم تحديد عدوى بكتيرية، بينما يمكن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات في حالة العدوى الفيروسية. تشمل أحدث العلاجات لالتهاب عنق الرحم ما يلي:

  • العلاج بالليزر: يستخدم هذا العلاج أشعة الليزر لتدمير الأنسجة المصابة في عنق الرحم. 
  • العلاج بالتبريد: يتضمن هذا العلاج تجميد الأنسجة المصابة في عنق الرحم.
  • العلاج بالموجات الراديوية: يستخدم هذا العلاج موجات الراديو لتسخين الأنسجة المصابة في عنق الرحم وتدميرها. يمكن أن تكون هذه العلاجات فعالة في علاج الثآليل التناسلية الناتجة عن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
  • العلاج المناعي: يتم استخدام هذا العلاج لتعزيز جهاز المناعة لمكافحة عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). لا يزال هذا العلاج قيد البحث والتطوير، لكنه قد يوفر أملًا في الوقاية من سرطان عنق الرحم وعلاجه في المستقبل.

أما خيارات العلاج غير الجراحي لالتهاب عنق الرحم فتشمل استخدام الأدوية والمراهم والتغييرات في نمط الحياة، وذلك بحسب نوع المسبب للالتهاب:

تشمل الأدوية المضادات الحيوية لعلاج التهاب عنق الرحم البكتيري على أن يحدد الطبيب نوع المضاد الحيوي ومدة العلاج بناءً على نوع البكتيريا وشدة العدوى. 

هناك أيضاً الأدوية المضادة للفيروسات ورغم أنه لا يوجد علاج لفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)  المسبّب للثآليل التناسلية، لكن يمكن استخدام هذه الأدوية لتقليل كمية الفيروس في الجسم ومنع انتشاره. أما الأدوية المضادة للكائنات الحية وحيدة الخلية (antiprotozoal drugs)، فتُستخدم في حالات نادرة لعلاج التهابات عنق الرحم الناتجة عن الطفيليات. يمكن استخدام المراهم الموضعية لعلاج الثآليل التناسلية الناتجة عن فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

كيف يمكن الوقاية من التهاب عنق الرحم؟

يمكن اتّباع بعض الخطوات للوقاية من التهاب عنق الرحم، وتشمل:

  • الحفاظ على نظافة المنطقة الحساسة: من خلال غسل المنطقة الحساسة بالماء الدافئ والصابون اللطيف، وتجنب استخدام الدش المهبلي أو المنتجات المهبلية المعطرة، لأنها قد تهيج المنطقة. من الأفضل ارتداء ملابس داخلية قطنية فضفاضة تسمح بمرور الهواء وتغيير الملابس الداخلية بانتظام.
  • إجراء الفحوصات الدورية: خصوصاً فحص عنق الرحم (Pap smear) بانتظام لأنه يساعد على الكشف عن التغيرات المبكرة في خلايا عنق الرحم، والتي قد تؤدي إلى سرطان عنق الرحم.
  • تقوية جهاز المناعة من خلال تناول نظام غذائي صحي والتأكد من الحصول على ما يكفي من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة في النظام الغذائي. ممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كاف من النوم والحد من التوتر، كلها عادات من شأنها أن تسهم في تقوية الجهاز المناعي.
  • الحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) حيث يُنصح بتلقي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري للفتيات والفتيان في سن 11 أو 12 عامًا؛ يمكن أن يساعد لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في الوقاية من العدوى بالفيروس، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالثآليل التناسلية وسرطان عنق الرحم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى