إعادة التأهيل الرئوي
إعادة التأهيل الرئوي
تحسين نوعية الحياة والتنفس بشكل أفضل
برامج تأهيل الرئة هي نهج شامل لمساعدة الأفراد الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة على تحسين قدرتهم على التنفس والقيام بالأنشطة اليومية بشكل أفضل عبر تحسين وظائف الرئة وتقليل الأعراض؛ إنه نهج متعدد التخصصات يجمع بين التدريب على التمارين والتعليم والتدخلات السلوكية.
الهدف الأساسي لإعادة التأهيل الرئوي هو تحسين القدرة الوظيفية وصحة الجهاز التنفسي لمن يعاني من أمراض الرئة المزمنة مثل مرض الإنسداد الرئوي المزمن COPD الربو والتليف الكيسي، كما يوصى به لمن يعاني من أعراض تنفسية مستمرة أو قيود وظيفية على الرغم من تلقي العلاج الطبي القياسي. عادة ما يتم تطبيق برنامج إعادة التأهيل الرئوي تحت إشراف طبي من قِبل فريق متعدد التخصصات في المستشفى أو العيادة أو مركز إعادة التأهيل المتخصص، وتختلف مدة البرنامج اعتمادًا على عوامل مختلفة، بما في ذلك الإحتياجات المحددة لكل مريض وشدة الحالة؛ ومع ذلك، غالبًا ما يستمر برنامج إعادة التأهيل الرئوي النموذجي من عدة أسابيع إلى بضعة أشهر. تتضمن هذه البرامج عادةً ما يلي:
تدريب على التمارين الرياضية: بهدف تحسين قوة التحمل واللياقة البدنية، ما يساعد على التنفس بشكل أسهل والمشاركة في الأنشطة البدنية اليومية.
تدريب عضلات الشهيق: لتقوية عضلات التنفس وتحسين قدرة المريض على أخذ نفس عميق، ما يُحسن من كفاءة عملية التنفس.
التثقيف والتوعية: يعتبر تزويد المرضى بالمعلومات حول مرضهم وأساليب التعامل معه من الأمور المهمة، حيث سيتعلم المرضى كيفية إدارة حالتهم بشكل أفضل وتجنب العوامل المؤديّة لتفاقم الأعراض.
التدخلات النفسية والسلوكية: قد تشمل هذه البرامج جلسات استشارة مع أخصائي نفسي أو أخصائي اجتماعي لمساعدة المرضى على التعامل مع التوتر والقلق الذي قد يصاحب أمراض الجهاز التنفسي المزمنة.
في الواقع، تشكّل برامج تأهيل الرئة فرصة ملائمة لإحداث تغيير إيجابي في حياة الأشخاص المصابين بأمراض الرئة المزمنة، فمن خلال المشاركة في مثل هذا النوع من البرامج يمكن للمريض السيطرة على حالته الصحية من خلال تعلّم مهارات جديدة لإدارة المرض بشكل أفضل والتعامل مع الأعراض اليومية، بالإضافة إلى تعلّم كيفية التنفس بسهولة أكبر فيكتسب المريض القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل أسهل والمشاركة في الحياة بشكل أكثر فاعلية.
تحسين التنفس
تعتبر التمارين الرياضية جزء أساسي من برامج تأهيل الرئة بهدف تحسين التنفس، ولكن تختلف باختلاف الحالة بحيث يتم تصميم برنامج تمرين فردي لكل مريض بناءً على احتياجاته وقدراته. يمكن أن تشمل أنواع التمارين ما يلي:
تقوية عضلات الشهيق: وهي تمارين تهدف إلى تقوية عضلات التنفس المسؤولة عن عملية الشهيق لإدخال كمية أكبر من الهواء إلى الرئتين.
تمارين التحمل: تسهم هذه التمارين من زيادة قدرة المريض على القيام بالأنشطة البدنية لمدة أطول، ومع الوقت ينخفض الشعور بالتعب ويسهل القيام بالواجبات اليومية.
تمارين القوة: تساعد هذه التمارين على تقوية العضلات بما فيها عضلات الجهاز التنفسي، فتتحسّن عملية التنفس وتزيد القدرة على التحمل.
التحفيز الكهربائي العصبي العضلي: في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى استخدام تقنية التحفيز الكهربائي للمساعدة على تحسين وظيفة القوة العضلية وعلاج ضمور العضلات.
التدريب الهوائي: والمقصود هنا بعض أنواع الرياضات مثل المشي أو ركوب الدراجة الهوائية بشكل متواصل لفترة طويلة بوتيرة معتدلة للمساعدة على تحسين قوة القلب والرئة والقيام بالأنشطة اليومية بدون شعور بضيق النفس.
اتخاذ الوضعية الصحيحة: يتعلم المرضى كيفية اتخاذ وضعيات صحيحة للجسم أثناء التنفس والأنشطة اليومية التي تسهم في تحسين مرونة الصدر والتوزيع الأمثل للهواء في الرئتين.
التدريب على إدارة الضغط: يتم تدريب المرضى على تقنيات الإسترخاء وإدارة التوتر للتحكم في الضيق التنفسي وتقليل القلق والتوتر النفسي المرتبط بالتنفس. هذه التقنيات تشمل التنفس العميق، والتأمل، وتمارين الإسترخاء العضلي.
تثقيف المرضى
جلسات تثقيف المرضى تندرج ضمن برنامج إعادة التأهيل بشكل أساسي لما لها من دور بارز في تحسين نوعية حياتهم وتعزيز إدارة حالتهم الصحية.
خلال الجلسات التثقيفية، يتم تقديم معلومات شاملة حول حالتهم الصحية بما في ذلك الطبيعة التشريحية والوظيفية للجهاز التنفسي وكيفية تأثير المرض على الرئتين والتنفس. كما يتم توضيح تفاصيل المرض والعوامل التي تؤثر على تطوره وتفاقمه. وهناك أخصائيون لتعليم المرضى تقنيات التنفس الصحيحة والفعالة التي تساعدهم على تحسين استخدام وظائف الرئة وتحقيق توزيع أفضل للهواء في الرئتين. قد يتضمن ذلك التدريب على التنفس العميق والتنفس التجويفي وتمارين توسيع الصدر. إدارة الأعراض والوقاية من التفاقم من أساسيات برنامج إعادة التأهيل الرئوي حيث يتعلّم المرضى كيفية التعامل مع الأعراض المرتبطة بحالتهم مثل ضيق التنفس والسعال والبلغم عبر توفير استراتيجيات للتخفيف من الأعراض وتجنب تفاقمها، بما في ذلك تقنيات التنفس والاستراحة والاستخدام الصحيح للأدوية. كما يتم تدريب المرضى على التعامل مع العواطف والضغوط النفسية إلى جانب الدعم النفسي للتعامل مع العواطف الناجمة عن حالتهم الصحية وتحسين الصحة العقلية. يمكن توفير جلسات معالجة نفسية أو مشاركة في مجموعات الدعم لتبادل الخبرات والتعاون مع الآخرين الذين يعانون من الحالة نفسها.
نمط الحياة
يشمل برنامج إعادة التأهيل الرئوي تعليم المريض كيفية تبنّي نمط حياة صحي نظراً لأهميته في تجنب نوبات ضيق التنفس، ويلعب دورًا هامًا في نجاح برنامج إعادة التأهيل الرئوي وتحسين صحة المرضى. يُقدم البرنامج الدعم والمشورة للمرضى لمساعدتهم على اتباع عادات صحية تُساهم في تحسين وظائف الرئتين والحد من أعراض المرض.
يتم توفير معلومات حول أهمية تناول طعام صحي ومتوازن لتعزيز الصحة العامة وتقوية جهاز المناعة. يشمل ذلك توعية بعوامل التهاب الجهاز التنفسي التي يمكن أن تتفاقم بسبب النظام الغذائي غير الصحي. كما يتم تشجيع الأفراد على ممارسة التمارين الرياضية المناسبة والنشاط البدني المعتدل بانتظام. يساعد النشاط البدني على تحسين قوة العضلات التنفسية وقدرة الجسم على استخدام الأوكسجين بشكل أفضل. يُمكن لمتخصصي العلاج الطبيعي في برنامج إعادة التأهيل الرئوي تصميم برنامج تمرين مناسب لاحتياجات كل مريض وقدراته.
يُقدم برنامج إعادة التأهيل الرئوي ضمن دائرة التثقيف تعليم المرضى تقنيات لتقليل التوتر والقلق مثل تقنيات التنفس العميق والتأمل، مما يُساعد على تحسين الحالة النفسية للمريض وزيادة قدرته على التعامل مع أعراض المرض.