إختبار البصمة الغذائية
إختبار البصمة الغذائية
كيف نفرّق بين الحساسية الغذائية وعدم التحمل الغذائي؟
يعاني البعض من معاناة في هضم أنواع معينة من الأطعمة وربما تظهر بعض المضاعفات عند تناولها نتيجة عدم وجود إنزيم معين؛ إكتشاف هذه الحالة يتم من خلال أخذ عيّنة دم لفحص عدم التحمل الغذائي أو كما يسميه البعض البصمة الغذائية (FOODPRINT).
يتم إجراء الفحص على الأجسام المضادة الموجهة ضد عدد كبير من الأطعمة يفوق الـ 200 نوع، بما في ذلك منتجات الألبان والأجبان واللحوم والمأكولات البحرية والخضار والفواكه والأعشاب والتوابل. فمن المعروف أن تناول بعض الأنواع من الأطعمة يمكن أن يؤثر على الصحة للأفراد الحساسة لهذه الأطعمة، في وقت ازداد استهلاك الأطعمة المصنّعة؛ يمكن ان يعاني المريض من أعراض متنوعة وعلى عكس الحساسية الغذائية، فإن عدم التحمل الغذائي ليس مهدداً للحياة.
ولكن، كيف يحدث ذلك؟
في الحالات الطبيعية، تتحد الأجسام المضادة مع البروتينات الموجودة في الطعام لتشكّل معقدات مناعية يتم التخلص منها عبر الجهاز المناعي بشكل طبيعي. لكن ما يحدث في حالات عدم التحمل الغذائي هو أن بعض الاطعمة تكوّن أجسام مضادة تتراكم بكميات قليلة ويظهر تأثيرها في مناطق متفرّقة في الجسم مثل الجهاز الهضمي والمفاصل وغيرها لتسبب أعراضاً مرضية ناتجة عن عدم التحمل الغذائي على أن تظهر الأعراض بعد تناول نوع معيّن من الطعام بفترة تصل إلى أيام وقد تستمر لأسابيع.
لكن الأسباب غير مفهومة، ولكن يُعتقد بأنَّ هناك بعض العوامل التي يمكن ان تؤثر في حدوث ذلك مثل طبيعة الطعام التي تغيّرت كثيراً مع مرور الوقت وعدم توازنه وعدم اكتمال الهضم؛ من العوامل المؤثرة أيضاً عدم وجود كميات كافية من البكتيريا النافعة في الأمعاء والالتهابات المعوية وتناول بعض الأدوية. كل هذه العوامل قد يكون لها تأثير في تفاعل جهاز المناعة مع هذه الأطعمة بإنتاجه أجساماً مضادة من نوع (IgG)وما يحدث هنا مختلف تماماً عمّا يحدث في حالات الحساسية النَّاجمة عن الأطعمة.
من الأسباب التي تؤدي الى عدم تحمل الطعام:
- فقدان الانزيمات التي يحتاجها الجهاز الهضمي لهضم الطعام؛ في حال فقدانها او وجودها بكميات غير كافية فإن ذلك سيؤدي الى عدم هضم الطعام بالشكل الطبيعي.لعل أبرز الامثلة التي نسمع عنها كثيراً في الوقت الراهن هي عدم تحمل اللاكتوز وهو الانزيم المسؤول عن تفكيك سكر الحليب إلى جزيئات أصغر بحيث يمتصها الجسم عن طريق الأمعاء. وإذا بقي اللاكتوز في الجهاز الهضمي فيمكن أن يسبب تشنج وآلام المعدة والنفخ والإسهال والغازات.
- أسباب كيميائية تؤدي الى عدم التحمل الغذائي حيث أن بعض الأطعمة والمشروبات تحتوي على مواد كيميائية معينة تسبب عدم التحمل الغذائي، ومن الأمثلة بعض انواع الجبن والقهوة والشوكولا.
- التسمم الغذائي حيث ان بعض المواد الكيميائية الموجوةد في انواع معينة من الطعام قد يكون لها تأثير سلبي على صحة البعض فتسبب لهم الإسهال والغثيان والقيء والنفخة مثل الفاصولياء او غيرها من انواع الحبوب.
- تراكم مادة الـ Histamine في بعض الأطعمة مثل الأسماك التي لا تُخزّن بشكل صحيح، لأنها تتعفّن، وهناك عدد من الناس حساسون بشكل خاص تجاهه.
- الحمضيات لاحتوائها على مستويات عالية من salicylates ورغم ان معظم الناس يستهلكون هذا النوع من الأطعمة من دون أي آثار سلبية، ولكن البعض يعانون من أعراض بعد تناول كميات كبيرة.
- المضافات الغذائية التي باتت منتشرة بكثرة لان الكثير من الأطعمة أصبحت تحتوي على مواد مضافة لتعزيز النكهات، وزيادة تاريخ انتهاء صلاحيتها. لكنها قد تسبب عدم التحمل الغذائي عند بعض الأشخاص.
ومن الأمثلة على المضافات الغذائية المواد المضادة للأكسدة، الملونات الاصطناعية، المنكهات الاصطناعية، المواد الحافظة، المحليات وغيرها.
كيفية العلاج
العلاج هو علاج غذائي وليس دوائي؛ بعد اجراء تحليل البصمة الغذائية وتحديد الأطعمة المقلقة يصبح الأمر اكثر سهولة، حيث تكون بداية العلاج عبر اتباع حمية غذائية خالية من الاطعمة التي تسبب الاعراض المزعجة. فظهور مستوى عالي التركيز من الأجسام المضادة في نتيجة الإختبار يساعد على تحديد الأطعمة التي تمثل أقوى المرشحين للأغذية المسببة للأعراض.
بداية العلاج تكون بالإمتناع عن تناول نوع معين من الطعام، وفق ما يظهره الفحص، لمدة ثلاثة الى ستة أشهر على الأقل الى حين تزول الأعراض فتقل الأجسام المضادة جدا في الجسم، وبعدها يبدأ المريض إدخالها مرة أخرى لكن تدريجيا وبكميات قليلة ومن الممكن العودة الى تناول هذا الطعام بعد فترة شيئاً فشيئاً.
الفرق بين عدم التحمل الغذائي وحساسية الطعام
قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان المريض يعاني من عدم تحمل الطعام أو من الحساسية، نظراً لتشابه العلامات والاعراض. لكن عندما يعاني الشخص من حساسية الطعام، فإن أقل كمية من الطعام تثير الأعراض، في المقابل، فإن الكميات الصغيرة ليس لها تأثير في حالات عدم تحمل الغذاء. أعراض عدم التحمل الغذائي عموما تستغرق وقتا أطول في الظهور، مقارنة مع الحساسية الغذائية. فهي تحدث عادة بعد عدة ساعات من تناول الطعام الغير محتمل وربما تستمر لعدة ساعات أو أيام. وفي بعض الحالات قد تستغرق الاعراض 48 ساعة لتظهر.
عدم تحمل الطعام لا يسبب أي رد فعل تحسسي يؤثر على الجسم، يمكن أن تسبب العديد من الأطعمة هذه الحالة المرضية؛ تحدث أعراض هذه الحالة عند تناول كميات مفرطة من الأطعمة التي تسبب ذلك وليس فقط جزء صغير كما تفعل حساسية الطعام.
أما حساسية الطعام، فهي حالة مرضية
نتيجة رد فعل تحسسي يظهره الجسم وتحديدا الجهاز المناعي كنوع من أنواع الدفاع عن الجسم، ما يؤدي الى ردود أفعال تحسسية قوية مثل الطفح الجلدي والسعال وتظهر مباشرة بعد تناول الطعام. فالحساسية الغذائية “ Food Allergy” تتميز برد سريع تجاه المواد الغذائية المتناولة بسبب زيادة مستويات الأجسام المضادة “IgE” في الجسم، والتي تظهر فور عمل اختبار الحساسية، حيث تتكوّن مواد كيميائية مثل الهيستامين فتظهر الأعراض بشكل سريع مثل التقيؤ والطفح الجلدي وسرعان ما يتم الشفاء منها. لكن عدم التحمل الغذائي (Food Intolerance) فتكون ردة الفعل على المواد الغذائية التي تم تناولها بطيئة.