كليات الطب

الدكتور نيوفيتوس كارامانوس – كلية الطب بجامعة نيقوسيا

الابتكار والتكنولوجيا يطلقان الخدمات الصحية نحو عصر جديد

الدكتور نيوفيتوس كارامانوس

منسّق برنامج ماجستير العلوم في إدارة الخدمات الصحية في كلية الطب بجامعة نيقوسيا

بقلم كونستاندينادوس تسينداس 

لقد أجبر الوباء المهنييّن على النظر في أساليب لإدارة جماعية أكثر فعالية وسرعة وإدراك أنّ الأبعاد المتعددة يجب أن تكون جزءًا من نظام رعاية صحية حديث. يعتقد الدكتور نيوفيتوس كارامانوس، منسّق برنامج ماجستير العلوم في إدارة الخدمات الصحية في كلية الطب بجامعة نيقوسيا، أنّه يمكن للابتكار والتكنولوجيا أن يضعوا المرضى في المكان الذي ينبغي أن يكونوا فيه وهو في قلب الخدمات.

هذه أوقات حافلة بالتغيير لقطاع إدارة الخدمات الصحية نتيجة للوباء والتغيير التكنولوجي. هل يمكن للمهنيين في هذا المجال أن يكونوا على قدر المسؤولية ويقترحوا طرقاً أكثر فعالية لإنجاح النظام لصالح الناس؟

نحن نعيش في أوقات صعبة للغاية فيما يتعلق بقطاع الخدمات الصحية بأكمله. وتعمل الأساليب والتقنيات المبتكرة الجديدة بشكل أساسي على إعادة تشكيل القطاع. فإنّ الطبّ عن بعد والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة ومراقبة المريض في الوقت الفعلي من خلال الأجهزة القابلة للارتداء وبلوك تشين هي مجرد أمثلة على التقنيات الجديدة التي يتم تقديمها.

وقد أدّى الوباء، من بين عوامل أخرى، إلى تسريع معدل التغيير وسلّط الضوء على الحاجة إلى إدارة الأزمات بشكل فعّال. إنّ معرفة كيفية انتشار الأوبئة بين السكان، وتقييم التدابير التي يمكن أن تحد من هذا الانتشار، وفهم كيفية هيكلة المستشفيات والمرافق الطبية لزيادة الفعالية وضمان سلامة المرضى وممارسي الرعاية الصحية، وفهم كيف يمكن أن تكون التكنولوجيا مفيدة، حتى المهارات الأساسية حول وضع خطط إدارة الأزمات وإعادة توزيع الموارد كلها كفاءات أساسية مطلوبة من أجل التعامل بشكل فعّال مع الوباء.

عندما يكون هناك الكثير من التغييرات والحاجة إلى كفاءات جديدة، فهذه إشارة للعودة إلى التعليم وتسهيل التنمية الشخصية لتلبية احتياجات الجمهور العظيمة. وهذا هو بالضبط ما يهدف برنامج ماجستير العلوم في إدارة الخدمات الصحية الجديد والحديث إلى تحسينه وهو توفير المهارات الأساسية لمتخصصي الخدمات الصحية في هذه المجالات الحرجة والنامية. 

أين يبدأ دور الإبتكار عندما يتعلق الأمر بالتعاون عبر مختلف التخصصات؟

إنّ إدارة الابتكار هو أمر صعب للغاية. فتحتاج إلى تحقيق التعاون بين العديد من الشركاء (مثل المستشفيات ومجموعات الرعاية الصحية وشركات التأمين والجامعات ومراكز الأبحاث والتكنولوجيا الحيوية والحكومة) من أجل تطوير ابتكارات جديدة. 

ومع ذلك، يظل التحدي الحقيقي يتمثل في تضمين ابتكارات جديدة في عمليات مؤسستك وأنظمتها وتحويلها إلى ممارسة يومية. ويركّز برنامج ماجستير العلوم في إدارة الخدمات الصحية الجديد بشكل خاص على إدارة الابتكار وريادة الأعمال. كما أنه يتحدّى الطلاب لمتابعة المبادرات المتقدمة لمعالجة المشاكل القائمة في بيئات عملهم الحالية من خلال تطوير خطط العمل وتنفيذ المشاريع الميدانية.

ما هو دور التقنيات الناشئة والابتكار في بناء علاقات العمل هذه نحو نظام خدمات صحية يركّز أكثر على المريض؟ 

أودّ أن أقول إنّ التطوّرات هنا مهمّة حقًا. تتيح التقنيات والابتكارات الجديدة اتباع نهجًا فرديًا أكثر للمرضى وكذلك الأفراد الذين يديرون صحّتهم. ويستمر التركيز على العلاج وعلى الطب الوقائي وبشكل متزايد. إنّ القدرة على جمع معلومات في الوقت الفعلي حول صحة الشخص وحالته البدنية، وعاداته الغذائية، ومراقبة المؤشرات الحيوية لشخص ما بما في ذلك استعداده الوراثي، تمكّن مقدّمي الرعاية الصحية من تقديم علاج فرديًا أكثر، بالإضافة إلى تقديم المشورة والتدريب من أجل تحسين الصحة والرفاهية. تقوم القدرة على جمع البيانات الصحية الشاملة للمرضى وتحليلها وربطها، بما في ذلك ربط هذه المعلومات ببيانات أكبر عدد من السكان، بتمكين حساب المخاطر الصحية والنتائج على أساس فردي، ممّا يؤدي إلى إجراءات تصحيحية وتحسينات.

كيف قام استخدام التكنولوجيا بتغيير قطاع الخدمات الصحية، مع الأخذ في الاعتبار الوباء؟

لقد أظهر الوباء إمكانية التقنيات الجديدة في تغيير الخدمات الصحية. فارتفع استخدام الخدمات الصحية عن بُعد بشكل كبير، واستُخدمت تطبيقات الأجهزة المحمولة للتباعد الاجتماعي والعثور على جهات الاتصال. وساعدت تطبيقات الذكاء الاصطناعي جهود اكتشاف العلاج. فيما يتعلق ببرنامج ماجستير العلوم في إدارة الخدمات الصحية، يتم تقديم هذه الدورة بشكل كامل عبر الإنترنت للإستفادة من التجربة التاريخية التي تتمتّع بها جامعة نيقوسيا كأول جامعة على مستوى العالم تحصل على اعتماد ثلاثي لجودة التعلم عبر الإنترنت. ويُعدّ تسخير الخبرة العالمية في المنصة الرقمية جزءًا أساسيًا من برنامج ماجستير العلوم في إدارة الخدمات الصحية بحيث يستفيد الطلاب من القادة والخبراء ذوي الخبرة الواقعية في مكافحة الأوبئة.

ما هي خلفيتك الخاصة وما الذي تجلبه هذه التجربة في رأيك إلى برنامج ماجستير العلوم في إدارة الخدمات الصحية في جامعة نيقوسيا؟

لدي خلفية في مجال الأعمال التجارية والتكنولوجيا، وأتمتّع بخبرة حول كيفية الإبتكار لدى المنظمات وتحويل نفسها خلال فترات التغيير الجذري، مثل هذه. ويقوم تصميم برنامج ماجستير العلوم في إدارة الخدمات الصحية بالتركيز بشكل كبير على كيفية دمج التغيير بشكل عملي في المنظمات من خلال الابتكار وريادة الأعمال. 

كيف يعمل التعلّم الإلكتروني من الناحية العملية للحصول على شهادة إدارة الخدمات الصحية؟

يقدم أسلوب التعلم الإلكتروني لتنفيذ البرنامج العديد من المزايا للمهنيين المشغولين والمهتمين بالحصول على شهادة إدارة الخدمات الصحية. أولاً، ليس هناك أي قيود مرتبطة بالمكان ويمكن حضور البرنامج من أي مكان في العالم. كما أنّ غالبية أنشطة البرنامج غير متزامنة ويمكن للطلاب القيام بها وفق جدولهم الزمني. 

كما أنّه يتم أيضًا تسجيل الأنشطة المتزامنة القليلة ويمكن حضورها بدون الاتصال بالإنترنت. ويتم دمج التفاعل (بين المدرّس والطلاّب والطلاب بين بعضهم البعض وبين الطالب والمادة) بشكل مستمر في أنشطة البرنامج وندوات الويب بحيث يتم تحقيق التعلم الجماعي ومشاركة الخبرات.

ما هي مزايا برامج كلية الطب عبر الإنترنت؟

إنّ جامعة نيقوسيا هي جامعة رائدة في المنطقة في التعلّم عن بعد على مستوى البكالوريوس والماجستير. إنها أول جامعة في أوروبا تحصل على اعتماد ثلاثي لجودة التعلم عبر الإنترنت من قبل:

  • QS Stars 5 نجوم: إنها واحدة من 14 جامعة فقط في العالم حاصلة على مرتبة الخمس نجوم حتى الآن
  • الرابطة الأوروبية لجامعات التعلّم عن
  • بعد (EADTU): حصلت الجامعة على
  • E-xcellence label
  • المؤسسة الأوروبية للجودة في التعلم الإلكتروني (EFQUEL)

تقدّم الجامعة للطلاب منصة حديثة على الإنترنت، بدعم من الأكاديميين ذوي الخبرة الذين يستخدمون أحدث الأساليب التربوية للتعلم عبر الإنترنت. إنّ منصة التعلّم مدعومة من قبل المهندسين الذين يعملون على تقديم الدعم في الوقت المناسب وهو سهل الاستخدام للطالب. صُنّفت جامعة نيقوسيا في المرتبة 42 في العالم في المجال الأساسي للتعليم الجيد من قبل “تصنيفات التايمز للتعليم العالي للجامعات العالمية 2020”.

بالنظر إلى المستقبل، ما هي الدروس التي يجب تعلّمها، وكيف يمكننا تجنّب تكرار الأخطاء؟

سيكون المستقبل مختلفًا حتمًا عن الماضي حيث يتم تحويل قطاع الخدمات الصحية بأكمله وبشكل جذري من خلال التقنيات والأساليب الجديدة. ومع ذلك، فإنّ الماضي ودروسه حاسمة أيضًا. فبالنسبة للوباء على سبيل المثال، لقد شهدت البشرية عددًا من الأوبئة مثل الأنفلونزا الإسبانية التي علّمتنا قيمة ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي وإغلاق المدارس وحظر التجمّعات الاجتماعية. ومع ذلك، تأخّر العديد من البلدان في تنفيذ تدابير فعّالة استجابة للكوفيد- 19، بينما تم تجاهل إشارات الإنذار المبكر. فالعالم اليوم أكثر عرضة للخطر بسبب الاتصال العالمي. كما يجب التأكيد على أهمية توفير معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب للجمهور. 

تم اجتياز وجهات النظر المتناقضة (حتى من الخبراء) على الفور في جميع أنحاء العالم ممّا زاد من ارتباك الجمهور. وتلعب منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية الرسمية الأخرى دورًا حاسمًا في تنسيق جهود الحماية وتقديم معلومات دقيقة.

كيف يمكننا تنفيذ إدارة الخدمات الصحية للشعب؟ 

تسمح التطوّرات الجارية في القطاع بوضع المرضى والأفراد في قلب الخدمات. ومن خلال العمل في مجال الخدمات الصحية، يتمثل دورنا في مواصلة الابتكار لتلبية الاحتياجات المتنوّعة للمرضى، مع توسّع التكنولوجيا والأبحاث على مستوى العالم.

وسيتم استكمال العلاج بالوقاية وطب نمط الحياة مع الخدمات الشخصية المتزايدة من خلال جمع كميات هائلة من بيانات المرضى وربطها، بما في ذلك البيانات التي تم جمعها من الأجهزة الصحية القابلة للارتداء. كما أنّه يمكننا أن نتوقّع الاستخدام الموسّع للمؤشرات الحيوية للشخص بما في ذلك الاستعداد الوراثي وتمكين تغيير السلوك بهدف تقليل المخاطر الصحية. ويشير كل ذلك إلى مستقبل أكثر إشراقًا في مجال الصحة.

لمزيد من المعلومات حول برنامج ماجستير العلوم في إدارة الخدمات الصحية في كلية الطب بجامعة نيقوسيا، يرجى زيارة الموقع: 

www.med.unic.ac.cy/education/master-health-administration-mhsa/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى